سلّطت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، عشية أمس الأول، أحكاما متفاوتة في حق عناصر شبكة جهوية مختصة في ترويج الكوكايين بين مدينة عين مليلة و إقليم ولاية عنابة، هيئة المحكمة قضت بإدانة كهربائي السيارات (ض.ز) 32 سنة رفقة المتهم المسمى (د.د.ع) 37 سنة بعقوبة 15 سنة سجنا نافذا .
و قضت بإدانة المتهم المدعو (ج.أ.ص) 30 سنة بعقوبة 10 سنوات سجنا، بعد أن تمت متابعتهم بجناية حيازة ونقل وتخزين المخدرات والمؤثرات العقلية بطريقة غير مشروعة في إطار جماعة إجرامية منظمة، مع متابعة المتهم (د.د.ع) بجنحة حمل سلاح من الصنف السادس دون سبب شرعي، وجنحة ممارسة مهنة الصحة بحيازة وبيع مواد صيدلانية بطريقة غير مشروعة، وقضت هيئة المحكمة بإدانة المتهم (ف.م.ش) 49 سنة بعقوبة 15 سنة وإدانة مرافقه في السيارة عون الأمن بجامعة عنابة المدعو (س.ف) 38 سنة بعقوبة 7 سنوات سجنا نافذا، وتبرئة المتهمة (س.م.ن.هـ) 32 سنة بعد أن توبعت رفقة المتهمين المنحدرين من عنابة بجنحة الحيازة بغرض البيع لمواد مخدرة، وأدانت المحكمة المتهم (ز. ح) 40 سنة، بعقوبة سنتين سجنا لتورطه في جرم الحيازة من أجل الاستهلاك للمخدرات.
ممثل النيابة العامة التمس توقيع عقوبة السجن المؤبد في حق كل من (ض.ز) و(د.د.ع) و(ج.أ.ب.ص)، والتمس توقيع عقوبة 20 سنة سجنا وغرامة قدرها 50 مليون دينار في حق المتهم (ف.م.ش)، والتمس توقيع عقوبة 15 سنة سجنا نافذا وغرامة قدرها 50 مليون دينار في حق كل من (س.ف) والمتهمة (س.م.ن)، والتمس تسليط عقوبة سنتين نافذة وغرامة قدرها 20 ألف دينار في حق المتهم (ز.ح).
القضية ترجع إلى تاريخ الثامن من شهر ديسمبر من سنة 2020، وتمت معالجتها في إطار التنسيق العملياتي بين المصالح الأمنية بأم البواقي، ضمن الجهود المشتركة الرامية لمكافحة الاتجار غير الشرعي بالمخدرات والمؤثرات العقلية بإقليم الاختصاص، أين تمكنت يومها مصالح الأمن الوطني بأم البواقي ممثلة في فرقة البحث والتدخل بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بالتنسيق مع قوات الجيش الوطني الشعبي بأم البواقي من الإطاحة بشبكة إجرامية تنشط في مجال ترويج المخدرات الصلبة «كوكايين» وأدوية ذات تأثير مخدر، وتمت العملية بعد حصول عناصر فرقة البحث والتدخل بأم البواقي على معلومة تفيد بعزم أشخاص ينحدرون من مدينتي عنابة وعين مليلة بأم البواقي، على عقد صفقة بيع وشراء مادة الكوكايين وهذا على مستوى مدينة عين مليلة، ليتم تكثيف التحريات مع وضع خطة أمنية محكمة التنسيق، تمكنت على إثرها عناصر الفرقة في حدود الساعة الرابعة مساء من توقيف 3 مركبات كان على متنها 6 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 27 و47 سنة ضبطت بحوزتهم كمية من المخدرات الصلبة كوكايين قدر وزنها بـ52.50 غراما إضافة إلى استرجاع مبالغ مالية معتبرة بالعملة الوطنية والأجنبية من عائدات المتاجرة بهذه المواد، ليتم تحويل الأشخاص مع المحجوزات إلى مقر الفرقة، وباستمرار التحقيق في القضية تم الكشف عن مكان سري بإحدى البنايات المهجورة ويتعلق الأمر بمقر «السينما القديم» وسط المدينة، والذي يتخذه الموقوفون مكانا لتخزين المخدرات والمؤثرات العقلية، أين استرجع من داخله 202 كبسولة و13 قارورة من أدوية مؤثرة عقليا بالإضافة إلى سكين من الحجم الكبير وعدد من قاطع الأوراق «كيتار».
المتهمون تضاربت تصريحاتهم، فمنهم من أراد التهرب من جناية الحيازة والنقل والتخزين والبيع و إقناع المحكمة باستهلاكه «الكوكايين» فقط، دون المتاجرة فيها، ومنهم من أكد بأنه قدم من عنابة لاقتناء كمية «كوكايين» بقيمة 44 مليون سنتيم لاستهلاكها، غير أن عملية الشرطة فضحت مخططهم، باستغلال قاعة السينما القديمة بعين مليلة، لتحضير وترويج «الكوكايين».
فالمتهم الرئيسي كهربائي السيارات المدعو (ض.ز) أشار بأنه وسيط للمتهم القادم من عنابة (ف.م.ش) في عمليات اقتناء قطع الغيار، كما أنه دله على المتهم (د.د.ع) الذي باع له مرة أو مرتين كمية من «الكوكايين»، مؤكدا بأن المتهم الأخير يبيع «الكوكايين» ولا يعلم مصدرها، معتبرا بأن الفتاة المتهمة في القضية، لا ذنب لها وهو الذي أقحمها باتصالاته معها، معتبرا بأن علاقته مع المتهم (ز.ح) كانت من أجل استهلاك «الكوكايين» فقط وأنه تعرف عليه 20 يوما قبل توقيفهم.
من جهته عون الأمن بجامعة عنابة (س.ف) أوضح بأنه مدمن على استهلاك «الكوكايين» منذ سنة ونصف، وأنه قدم لعين مليلة ومعه مبلغ 20 مليون سنتيم ليقتني 10 غرامات، مشيرا إلى أن هذه الكمية تكفيه لمدة شهرين، مؤكدا أنه تنقل رفقة صديقه على متن سيارته «سامبول» التي تم توقيفه بها وبداخلها الكميات التي اقتناها رفقة المتهم الآخر (ف.م.ش)، هذا الأخير الذي أكد بأنه تعرف على كهربائي السيارات في المؤسسة العقابية في وقت سابق، وربطت بينهما علاقة صداقة، ليقتني كمية أولى تقدر بـ5 غرامات، ليطلب منه بعد 20 يوما تحضير كمية أخرى بـ20 غراما له و لصديقه، مبينا بأن المتهم (د.د.ع) هو الذي باعه الكميتين في محيط قاعة السينما القديمة، واعترف المعني بأنه مدان في قضايا ترويج مخدرات بمحاكم بعنابة ووهران، وأنكر بقية المتهمين الجرم المتابعين به.
ممثل النيابة العامة أكد بأن الجرم قائم في حق جميع المتهمين، فالمتهمة ومن خلال اعترافات المتهم (ض.ز) اتصلت عديد المرات به يوم إبرام صفقتي البيع وأعلمته هاتفيا أنه مراقب من طرف سيارة «سكودا»، كما أنها لم تتصل به مطلقا قبل يوم الحادثة.
و أشار المتحدث، إلى أن المتهم (ض.ز) قدم توضيحات حول كيفية بيع «الكوكايين» للزبائن، كما أن المتهم (د.د.ع) كان في حالة فرار، وشريحة الهاتف التي يستعملها ليست مسجلة باسمه، كما أن ابن خالة المتهم (ض.ز) المتهم المدعو (ج.أ.ب.ص) هو من ينقل الزبائن على متن مركبته «باسات» ناحية قاعة السينما القديمة وسط عين مليلة. 
 أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى