سجــــن شــــرطي متقاعـــد رفــــض مساعــــدة شاب قتلــــه ابنــــه بعيـــــن كرشــــة
قضت أمس الأول محكمة الجنايات بمجلس قضاء أم البواقي بإدانة الشرطي المتقاعد المسمى (س.ل) من مواليد 1960، بعقوبة 18 شهرا، و حكمت على الشاب المدعو (خ.ف) من مواليد 1990 بعقوبة 6 أشهر حبسا نافذا، بعدما تمت متابعتهما بجرم عدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر، حيث لم يقدم الشرطي المتقاعد المساعدة للضحية في شجار أدى إلى جريمة قتل كان ابنه أحد أطرافه، و التمس النائب العام إدانة المتهمين اللذين تمت متابعتهما بعقوبة 5 سنوات سجنا نافذا.  
وقائع القضية جرت في اليوم الثاني من عيد الأضحى في شهر نوفمبر من سنة 2010، كان حي أوشن مختار المتواجد خلف مقر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية وسط مدينة عين كرشة، مسرحا لها حيث وقعت جريمة قتل بشعة راح ضحيتها الشاب المسمى (غ.إ) البالغ من العمر 23 سنة، و الذي تلقى طعنات قاتلة على يد ابن الشرطي المسمى (س.ع.ع) الذي كان في حالة متقدمة من السكر، و قد كان والده الشرطي واقفا أمامه تحت أنظار الشاب المتهم الآخر الذي مر بالحي متوجها نحو المقهى بالقرب من مسكنه، و قد سقط الضحية أرضا غارقا في شلال من الدماء دون أن يقدم له الشرطي أو الشاب يد المساعدة بنقله للعيادة.
تحقيقات عناصر الشرطة أفضت إلى تحديد هوية الجاني الذي كان في حالة فرار، و توصلت التحريات إلى ثبوت عدم تقديم الشرطي المتقاعد ليد المساعدة للقتيل لكونه لم يتدخل لنجدة الضحية الذي كان في حال حرجة.
المتهم الرئيسي في القضية ويتعلق الأمر بابن الشرطي، أحيل في وقت سابق على محكمة الجنايات أين تمت معاقبته بـ 15 سنة سجنا نافذا، في الوقت الذي طعن المتهمان الحاليان في قرار إحالتهما على محكمة الجنح، وأنكر الشرطي المتقاعد خلال امتثاله أمس الأول عدم تقديم المساعدة للضحية، مشيرا أن ابنه كان في حالة سكر لحظة مشاجرته مع الضحية و أنه حاول جاهدا إبعاده من المكان لتهدئة الوضع، مبينا أن الضحية أعلمه بأنه تلقى طعنات على يد ابنه غير أن الشرطي رفض نقله للمستشفى و طلب من الضحية التنقل بمفرده للعيادة ليلفظ أنفاسه في مكان الحادث ، و ذكر بأن سبب الخلاف يعود إلى قيام الضحية بمحاولة تجريد ابنه من هاتفه النقال، و قال أنه لم يبلغ الشرطة بالنظر لأن ابنه كان في حالة هيجان.
المتهم الثاني أنكر بدوره عدم تقديم المساعدة للضحية، مشيرا بأنه كان متوجها لمقهى يجاور سكنه بالحي، ليشاهد جزءا من الشجار بين الجاني والضحية، مبينا بأن أعمدة الإنارة العمومية لا تشتغل في الحي، مما جعله لا يرى الجاني و هو يطعن الضحية.                     

أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى