اشتدت أزمة الجفاف بالمناطق الجبلية بقالمة، وبدأت بوادر العطش تحاصر السكان وقطعان المواشي التي تعد المتضرر الأكبر بعد أن فقدت مصادر المياه التي اعتادت عليها كل صيف على مدى سنوات طويلة.
وقال سكان المناطق الجبلية الواقعة غربي قالمة، بأن الكثير من المنابع الطبيعية قد جفت متأثرة بموجة جفاف طويلة، وأضافوا أنهم يواجهون وضعا صعبا لإنقاذ قطعان المواشي التي لم تعد تجد ما يكفي من مياه.
وبدأت الشاحنات والجرارات الناقلة لصهاريج المياه تتجه إلى المناطق الجبلية العطشى بقالمة، لإنقاذ قطعان الأبقار والأغنام وحقول الأشجار المثمرة، حيث تحول نظام الصهاريج إلى حل وحيد لمواجهة الوضع المتأزم بعدة أقاليم ريفية بالولاية التي تمر بتغيرات مناخية غير مسبوقة، حيث زاد عدد الأيام الحارة في السنة وتراجعت معدلات التساقط بشكل مقلق، مما أدى إلى جفاف المنابع المائية الطبيعية، وحتى الأودية والسدود الكبيرة والصغيرة، وفي مقدمتها سد بوحمدان الكبير الذي فقد نحو 90 بالمائة من المياه، و لم يعد هو الآخر قادرا على تلبية حاجيات سكان المدن و القرى و الأقاليم الجبلية التي تعتمد عليه لتعبئة الصهاريج المتنقلة.
وقد رأينا كيف تعاني قطعان المواشي بمرتفعات عين سلطان الواقعة غربي قالمة، و هي تتنقل من مكان لآخر بحثا عن ما تبقى من المياه في حواجز و مستنقعات صغيرة، فقدت ماءها و لم تبق فيها إلا كتل الطين التي تحولت إلى خطر آخر على المواشي التي تدخلها تحت تأثير العطش.
ويقول سكان المناطق الجبلية المتضررة، بأن عمليات جلب المياه عن طريق الصهريج مكلفة للغاية ومن الصعب إيجاد جرار أو شاحنة يوصل المياه إلى مناطق جبلية نائية أين يعيش رعاة البقر و الغنم، الذين يمرون بواحدة من أسوء أزمات العطش و الجفاف المتعاقبة على ولاية قالمة.
ولم يتوقف سكان المناطق الجبلية بقالمة عن المطالبة بالتنقيب عن المياه الجوفية وبناء الخزانات الصغيرة والحنفيات بمناطق تربية المواشي، التي تعد موردهم الاقتصادي الوحيد، لكن هذا المورد الهام بات تحت رحمة الجفاف و تراجع الغطاء النباتي.
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى