أفرجت مصالح مديرية الموارد المائية بعنابة، عن مشروع هام كان ينتظر تجديده لسنوات، لحماية بحيرة فزارة المصنفة كمحمية طبيعية عالمية، وفق اتفاقية رمسار، حيث ستشمل الأشغال إعادة تأهيل صمامات جدار قناة جسر البحيرة لحمايتها من الفيضانات على مستوى منطقة القنطرة.
و تمتد حدود المحمية على 8 بلديات بالولاية، حيث تحتل حيزا كبيرا من برحال، واد لعنب، عنابة، البوني، سيدي عمار، الحجار، شرفة، و العلمة، لتتربع على مساحة 13 ألف هكتار، منها 600 هكتار يغمرها منسوب المياه.
و جاء مشروع إعادة تأهيل جدار القناة، حسب مصالح مديرية الموارد المائية، بعد تحطم الحاجز المائي الواقع في منطقة القنطرة، الذي كان يمنع تدفق المياه إلى البحيرة، في حين تذهب مياه الأمطار في مجرى الوادي و كان المشرفون على القناة يتحكمون في كميات المياه عند فيضان البحيرة، بإغلاق القناة لتتدفق المياه مباشرة إلى الوادي، و صولا إلى مصب واد سيبوس ينتهي تدفق المياه في البحر، حيث تم رصد غلاف مالي و إطلاق مناقصة لإصلاح القناة و التحكم في تدفق المياه إلى البحيرة بشكل مدروس.
و استنادا لمصالح الغابات التي تتابع الحياة البرية داخل البحيرة، نتيجة لتراجع تدفق المياه في المحمية، تقلصت رقعتها و هو أحد العوامل الرئيسية التي أدت إلى نقص الطيور المهاجرة و تحولها إلى البحيرات الأخرى المتواجدة في ولاية الطارف .
كما تشكل مصبات المياه القذرة خطرا على تلوث المياه فيها، خاصة من جهة برحال، حيث أصبحت المدينة الجديدة الكاليتوسة تصب مياهها الناجمة عن الصرف الصحي مباشرة في البحيرة و هو الانشغال الذي تم رفعه للجهات المختصة، فيما يجري تسريع إجراءات إنجاز محطة تصفية المياه القذرة بالمنطقة، لاستيعاب جميع المصبات القادمة من التجمعات السكنية، بما فيها المدينة الجديدة ذراع الريش، تأثيرها في هذا الشأن أقل خطورة، باعتبار مياهها القذرة تذهب في واد العنب باتجاه بن عزوز التابعة لولاية سكيكدة.
و تعمل مصالح الغابات يوم 17 جانفي من كل سنة، على تحديد أعداد الطيور النادرة، إذا كانت في طريقها للزيادة أو النقصان و في حال تراجع أعدادها، تتم دراسة الأسباب و إخضاعها للفحص و البحث في إمكانية إصابتها بأمراض، خاصة من ارتفاع معدلات التلوث البيئي.
و تشير مصالح الغابات اعتمادا على الإحصائيات السنوية، إلى تسجيل تراجع في أعداد الطيور المهاجرة خلال السنوات الأخيرة، حيث تم إحصاء ما يقارب 27 ألف طير مهاجر على مستوى بحيرة فزارة لوحدها في جانفي 2019 و في 2020، أحصي 15 ألف طير مهاجر و في 2021 انخفض العدد أيضا، حيث يعد تراجع منسوب المياه أحد أسبابها و هو ما استدعى إخطار مصالح الموارد المائية للتدخل و إصلاح القنوات التي تصب في البحيرة و التقليل من تدفق المياه القذرة إليها.
و تبدأ هجرة الطيور المائية في رحلتها شهر نوفمبر إلى غاية ديسمبر، قادمة إلى الجزائر من الدول الإسكندنافية و الأوربية الواقعة بواجهة البحر الأبيض المتوسط، حيث تقطع مسافة طويلة للوصول، بعد أن يغطي الجليد و الثلج البحيرات التي تعيش فيها، علما بأن هناك 13 بحيرة بعنابة تقصدها الطيور المهاجرة، تحتل فزارة المساحة الأكبر.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى