سلّطت، عشيّة أمس، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، عقوبة الإعدام في حق المتهم المدعو (ب.ي) في العقد الثالث من العمر، والذي تمت متابعته بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار ومحاولة القتل مع سبق الإصرار، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع العقوبة نفسها التي نطقت بها هيئة المحكمة.
القضية ترجع إلى ليلة الثالث عشر من شهر أوت من السنة الماضية، عندما تطور خلاف بين شابين حاول عديد العقلاء وضع حد له، إلى نزاع حاد دفع بالمتهم إلى سل خنجر وتوجيه عدة طعنات للضحية المسمى (ح.ف)، الأمر الذي تسبب في مقتله مباشرة، لتتدخل عناصر الشرطة بعدها أين أوقفوا المتهم وضبطوا سلاح الجريمة.
وخلصت التحقيقات الأمنية للكشف بأن الضحية يعمل بولاية تمنراست، وقدم لأهله بمدينة عين فكرون في زيارة عائلية تدوم يومين، حيث توجه قبل وفاته لمستشفى حمودة أعمر المحلي لزيارة خالته رفقة شقيقه الأصغر (ح.ع.م)، وعند مغادرته شاهد المتهم متوجها صوب شقيقه الذي كان في خلاف معه، ليتدخل محاولا فكه من قبضة الجاني، الذي وجه طعنات متسببا في قتله على مستوى شارع المسجد العتيق.
وأثبتت التحقيقات بأن شقيق الضحية اتهم من طرف (ب.ي) بسرقة كلب ترجع ملكيته للمتهم، وقام ببيعه مقابل مبلغ 43 مليون سنتيم، غير أن شقيق الضحية الذي أصيب هو الآخر بطعنات على يد المتهم، أشار في جلستين للصلح قبل وقوع الجريمة، بأنه لم يسرق الكلب، بل اشتراه من أشخاص اعترفوا بسرقتهم له، غير أن المتهم ظل متمسكا بفرضية تورطه، على الرغم من تعويض مجلس الصلح له ماديا بمبلغ 40 مليون سنتيم، منها 7 ملايين سنتيم سددتها عائلة الضحية، ليتحين المتهم الفرصة، عند مشاهدته الضحية (ح.ع.م) مارا بشارع المسجد العتيق، ليتوجه مباشرة صوبه قصد طعنه، دون أن يشاهد شقيقه الأكبر العائد من ثكنة عمله من تمنراست، فقام بطعنه حتى الموت.
وفي الوقت الذي أكد تشريح الجثة الذي أعده الطبيب الشرعي بأن الضحية تلقى عدة طعنات إحداها على عمق 9 سنتمترات، وهي التي سببت له نزيفا حادا أدى لوفاته، أنكر المتهم طعنه الضحية مبينا بأن شقيق الضحية هو من تهجم عليه بخنجر، وحاول طعنه فلم يصبه وأصاب شقيقه بدلا عنه وأرداه قتيلا، غير أن شقيق الضحية فنّد أمس أمام هيئة المحكمة الرواية التي جاء بها المتهم، مبينا بأن الأخير قصده ليطعنه فلم يتوقع وجود شقيقه إلى جنبه، فقام بطعنه وأصابه في الصدر وذراعه الأيسر، ولاذ بالفرار صوب مدينة عين كرشة. وصرح مرافق المتهم على متن سيارته من نوع «بيجو 207»، بأن صديقه لما شاهد المسمى (ح.ع.م) ترجل من سيارته وتوجه نحوه، ليعود بعد لحظات مرددا عبارة «راني بعجتو بالموس»، ولما علم بمقتل الضحية طالبه بتسليم نفسه لمصالح الأمن.    
   أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى