أطلقت مديرية الموارد المائية لولاية عنابة، مؤخرا، مناقصة لإجراء دراسة إنجاز أشغال التغطية والتهيئة لوديان ومجاري المياه داخل المحيط الحضري لبلدية عنابة، على غرار مصبات وادي الصفصاف التي تقطع أحياء السهل
الغربي وصولا إلى حي الريم.
واستنادا لمصالح مديرية الموارد المائية، فإنها ستنتقل من مرحلة خرسنة الأودية ومجاري المياه وتعليتها، إلى مرحلة تغطية المصبات الواقعة داخل المحيط العمراني، بهدف تحسين الوضع البيئي والحد من الرمي العشوائي للأتربة والنفايات ومحاربة مصبات المياه القذرة، بالإضافة إلى القضاء على مستنقعات تكاثر الناموس في الوسط الحضري والذي ترصد له سنويا ميزانيات بالملايير للقضاء عليه، كما سيساهم المشروع في تحسين المنظر الجمالي للمدينة .
وقد استفاد قطاع الموارد المائية من 50 عملية خاصة بالتطهير، بتخصيص غلاف مالي ضخم قدره 4 آلاف مليار سنتيم، لحماية الولاية من الفيضانات، حيث تشمل هذه العمليات، تهيئة الأودية والشبكات الكبرى والفرعية، لصرف مياه الأمطار والمياه القذرة، ما سيمكن من القضاء نهائيا على النقاط السوداء التي تتسبب في فيضانات و ركود المياه في فصل الشتاء، وفقا لمديرية الموارد المائية.
كما ستمس الأشغال، جهر الوديان وتهيئة المصبات الكبرى لاستكمال المخطط المسطر، مع متابعة تنفيذ المشاريع التي سجلت بعد الفيضانات التي اجتاحت مدينة عنابة سنة 2018، حيث أن بعضها أنجز والبعض الآخر قيد الإنجاز.
وفي مجال التطهير، أشارت ذات المصادر إلى إطلاق مشاريع بعدة بلديات، في إطار محاربة الأمراض المتنقلة عبر المياه، أغلبها في بلديتي عنابة والبوني، بغلاف مالي يقدر بـ 300 مليار سنتيم، وخصص جزء معتبر منه لإعادة الاعتبار لمحطات التطهير، حيث أن بعضها لم يستفد من عمليات الصيانة منذ 1983.
وفي سياق متصل، استهلك مشروع خرسنة الأودية الذي مازال متواصلا، غلافا ماليا يقدر بـ1000  مليار سنتيم، بهدف تسهيل تدفق مياه الأمطار نحو مصبات البحر والمجرى الكبير لواد سيبوس وتفادي رجوع الأمواج نحو المجاري الرئيسية كما وقع في فيضانات 2019.
ومست أشغال الخرسانة المسلحة، كلا من وديان الصفصاف ومصب حي الريم، سيبوس ومبعوجة القريب من مركب سيدار الحجار للحديد والصلب والذي تسبب عدة مرات في فيضانات بوحدات المركب وأدى إلى توقفها وتعطيل سلسلة الإنتاج.
واستنادا لمديرية الموارد المائية، فإنه يجري حاليا استكمال جميع المشاريع المبرمجة ضمن حماية عنابة من الفيضانات، تجسيدا للمخطط الاستعجالي الذي استفادت منه عقب الطوفان الذي ضرب الولاية، على غرار إنجاز السد الواقي ببوحديد  المرتقب تسليمه سنة 2024، بطاقة استيعاب تقدر بـ 700 ألف متر مكعب، حيث سيشيّد على ارتفاع 29.6 متر بعرض 260 مترا.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى