أشرفت سلطات ولاية المسيلة نهاية الأسبوع، على انطلاق موسم جز الصوف في أجواء مميزة كانت فرصة لإحياء عادات اجتماعية متوارثة لا يزال موالو الولاية يحتفظون بها في هذه الفترة من الموسم الفلاحي، الذي يُرتقب خلاله تحقيق إنتاج يفوق 26 ألف قنطار من الصوف.
الحدث السنوي الذي عادة ما يتم في الفترة الممتدة ما بين شهري ماي وجوان، أشرف عليه والي المسيلة، عبد القادر جلاوي، بحضور مربي الأغنام في إطار ما يعرف اجتماعيا بـ «التويزة»، حيث جرت عملية جز صوف الأغنام بالمزرعة النموذجية حملاوي وإخوانه بقرية أولاد عبد الله ببلدية أولاد ماضي، واختتمت بمأدبة غداء يطعم فيها جميع الحضور من لحم الضأن.
ويلتقي ممتهنو جز الصوف تحت ظل الأشجار المثمرة وبين أيديهم مقصات كبيرة مشذبة، وذلك بعد عملية تجميع قطعان النعاج والكباش كثيفة الصوف بعد تسمينها شتاء. ويقول الإطار بمديرية المصالح الفلاحية، الهاشمي بن يونس، إن هذه العملية هي ضرورية كل موسم من أجل صحة الأغنام التي تحمل الصوف والتي تواجه مخاطر صحية قد تتسبب في نفوقها متأثرة بارتفاع درجات الحرارة، وهو ما يجعل العديد من المربين يتوجهون إلى مناطق الهضاب العليا في فصل الصيف، كما أن الجز يمنع ظهور الطفيليات مثل القمل والقراد ويسمح لجلد المواشي بالتهوية وتجديد صوفها
وأوضح ذات المصدر أن ولاية المسيلة أحصت 1.4 مليون رأس من الغنم من بينها 892222 رأسا من النعاج و 43419 رأسا من الكباش، وهي الفئة المعنية بالجز إلا في حالة الكباش فالأمر يتعلق بتلك التي بلغ سنها 12 شهرا حيث يتم جز 1.5 كلغ للرأس الواحد وهو ما يمنح 26 ألف قنطار من مادة الصوف.
وأشار المتحدث إلى مساع لتثمين منتوج الصوف في الصناعة التقليدية في نسج البرنوس والقشابية والملابس التقليدية الشتوية، حيث يتطلع القطاع لمواجهة صعوبات التسويق والحفاظ على هذه الثروة من الاندثار، إلى إنشاء تعاونيات شبانية مختصة في عملية الجز والتجميع بمعدات عصرية وتشجيع وحدات استثمارية لمعالجة وتحويل وتصدير مادة الصوف.
من جهتهم قال موالو المنطقة في حضور والي المسيلة، إنهم يجدون صعوبات كبيرة في اقتناء الأعلاف خاصة في ظل حالة الجفاف التي ضربت الولاية هذا العام، وطالبوا بتدعيمهم برخص حفر الآبار وربط مستثمراتهم بالكهرباء الفلاحية، وأضافوا أن البعض ضالته في تسويق مادة الصوف إلى الخواص في غياب إستراتيجية لتثمين هذا المنتوج خاصة بسبب انخفاض أسعار البيع في السوق بما لا يغطي تكاليف عملية الجز، وكذا نقص اليد العاملة حيث كانت مضمونة خلال سنوات مضت من طرف النساء الماكثات في البيت والتي عزفت الكثير منهن عن ممارسة
 المهنة.                                        فارس قريشي

الرجوع إلى الأعلى