انطلقت مؤخرا بولاية خنشلة، عملية زراعة النباتات الزيتية بالمنطقة الجنوبية، على مساحة تقدر بـ 30 هكتارا، حيث أدخل مستثمر فلاحي تقنية الري بالأمطار الاصطناعية على نبتة دوار الشمس، ليعتبر أول مشروع نموذجي من نوعه على المستوى الوطني، حيث من المتوقع تحقيق مردود وفير لهذا المنتوج الإستراتيجي الذي يدخل في صلب الأمن الغذائي، خاصة أنه موجه لاستخلاص مادة الزيت مع تعدد فوائد الاستثمار فيه.
وتدخل العملية  الخاصة بزراعة دوار الشمس بولاية خنشلة، في إطار المخطط الخاص بتجسيد سياسة الدولة التنموية لإنعاش القطاع الفلاحي من خلال برنامج زراعة النباتات الزيتية الذي أطلقته وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، بهدف تقليص فاتورة استيراد المنتوج وتحقيق الاكتفاء الذاتي لزيت المائدة، حيث بادر بها 3 مستثمرين على المستوى المحلي بالمنطقة الجنوبية.
ومن المتوقع تحقيق إنتاج وفير نظرا لتوفر العوامل الملائمة وكذا النوعية، خاصة أن هذه الزراعة مدعمة من طرف الدولة فيما يخص الإنتاج والتخزين والجمع وكذا المرافقة الميدانية ومعالجة العوائق وتسخير كل الظروف لإنجاحها. وتعتبر هذه المرحلة تجريبية، حتى تكون نموذجا  لتعمم وتتوسع المساحات على أكبر عدد من الفلاحين من المنطقتين الشمالية والجنوبية للولاية نظرا لأهمية المنتوج.
وأكد المستثمر الفلاحي الذي خاض التجربة، ميلود مشري، وهو شاب جامعي، أنه أول من اعتمد زراعة دوار الشمس بطريقة الري الحديثة على المستوى الوطني بتقنية الأمطار الاصطناعية التي تعتبر أحدث نظام ري في العالم، نظرا لأهميته البالغة في تحسين مردودية الإنتاج، حيث يعمل على اقتصاد المياه بالدرجة الأولى وتوفير الطاقة بأقل تكلفة من السقي المحوري، كما أنه ناجح بنسبة كبيرة في المناطق الصحراوية ويقدم ريا متجانسا من خلال توزيع المياه بنفس الكمية، إضافة إلى أنه لا يتطلب كفاءة وجهدا كبيرين للتحكم في التقنية.
وأوضح محدثنا، أنه أراد خوض تجربة جديدة  في هذا النوع من المحاصيل الاستراتيجية بعد تجربته في الحبوب المكثفة، حيث خصص مساحة 15 هكتارا من مستثمرته الفلاحية لزراعة بذور سيرينا، بعد تلقيه تكوينا حول المسار التقني لزراعة دوار الشمس وكل جوانب نموها، والشروط والخطوات الواجب إتباعها لإنجاح إنتاج هذه النبتة الزيتية، التي تدخل في تجسيد الدورة الزراعية ومن خلال ذلك رفع المردودية وتحسين إنتاج باقي الشعب لاسيما محاصيل الحبوب.
وأوضح المستثمر أنه  يقوم بالمتابعة التقنية المباشرة والدائمة ليكون الحصاد بعد 4 أشهر، ومن المتوقع تحقيق نتائج جد إيجابية خاصة بعد أن تم توفير جميع الوسائل الضرورية لإنجاح التجربة، وذلك لتحقيق الهدف المسطر من السلطات العليا  لترشيد النفقات العمومية والتقليل من استيراد المنتجات الزيتية.
 كلتوم رابية

الرجوع إلى الأعلى