سطرت مديرية الموارد المائية بالطارف، برنامجا لصيانة الحواجز المائية لتدعيم عملية الري الفلاحي وتوسيع المساحة المسقية، من خلال  التكفل في مرحلة أولى بإعادة الاعتبار لـ 6 حواجز بسعة إجمالية تقارب 20 مليون متر مكعب ببلديات الزيتونة، الذرعان وابن مهيدي، حيث تسعى المصالح المعنية للإسراع في العملية لضمان حاجيات الفلاحين خاصة في  فصل الصيف.
وذكر رئيس مصلحة بمديرية الموارد المائية، للنصر، أنه تم إسناد الدراسة الخاصة بصيانة وتأهيل الحواجز المهملة لمكتب مختص بالتنسيق مع جمعيات الفلاحين والمصالح المعنية للتأكد من الحالة التقنية للحواجز، على أن تنطلق الأشغال بعد الانتهاء من الإجراءات الإدارية ورفع ملف للوصاية لتخصيص الغلاف المالي المطلوب، مشيرا في سياق متصل إلى إحصاء 14 حاجزا مائيا مهملا سوف تتم إعادة الاعتبار لها ضمن برنامج القطاع.
وتعمل مصالح الري حسب المصدر، على تحسيس الفلاحين من أجل إنشاء جمعيات تهتم بعملية تسيير الحواجز المائية لحمايتها من الإهمال والتخريب، مع الاستفادة من إعانات الدولة الخاصة بالصيانة، كاشفا من جهة أخرى عن  برنامج لإعادة الاعتبار لكل المحيطات الفلاحية بسهل بوناموسة، الفرين والقالة وتوسيع المسطحات بتأهيل الحواجز الصغيرة بهدف الاستجابة لحاجيات الفلاحين في مجال الري وتوسيع الأراضي المسقية، ما يسمح بتطوير النشاط الزراعي من حيث النوعية والمردودية، وكذا خلق مواطن الشغل وتحسين الظروف المعيشية للساكنة.
علاوة على ذلك، خصصت مصالح الري عملية واسعة لإعادة الاعتبار للحواجز المائية التلية المهملة وغير المستغلة، بالتنسيق مع البلديات ومديرية الفلاحة، فيما تحصى الولاية 32 حاجزا، لا يستغل منها حاليا سوى 12، وهذا لغياب جهة تتكفل بالتسيير ومتابعة صيانة هذه المنشآت، في ظل عدم تنظيم الفلاحين لأنفسهم في جمعيات للتكفل بالعملية.
وتراهن مديرية الموارد المائية على توسيع المساحة الفلاحية المسقية، لتصل إلى أزيد من 25 ألف هكتار، وهي التي لا تتعدى حاليا حدود 10 آلاف هكتار أغلبها بسهل بوناموسة بمناطق الجهة الغربية، خاصة ببلديات دوائر الذرعان، البسباس وابن مهيدي، حيث أجود الأراضي الفلاحية الخصبة المنتجة لمختلف الأصناف.
ويستهدف البرنامج ري أكثر من 15 ألف هكتار جديدة مع استغلال كل القدرات لتوسيع المساحات المسقية، ما من شأنه الزيادة في قدرات الإنتاج الفلاحي والاستجابة لحاجيات المهنيين بعد المتاعب الكبيرة التي واجهوها الموسم الفارط بسبب الجفاف وتراجع منسوب مياه السدود والمسطحات.
وسيسمح ري الأراضي الفلاحية باستحداث آلاف مناصب الشغل بعد عودة الفلاحين لخدمة أراضيهم التي هجروها في السنوات الفارطة  بفعل مشكلة السقي، لاسيما المحاصيل الصناعية  الكبرى، وهذا موازاة واستفادة الطارف من مشروع إنجاز سدين موجهين للري الفلاحي، ويتعلق الأمر بسد بوحلوفة ببلدية بوثلجة  بطاقة 100 مليون متر مكعب، والذي شارفت الأشغال بها على الانتهاء، في انتظار انطلاقها في سد بولطان الذي تصل طاقته إلى 20 مليون متر مكعب، حيث أنهما المدرجان في إطار مشروع حماية سهل الطارف من الفيضانات والمتربع على مساحة 17 ألف هكتار.
وتمت برمجة إنجاز سد ثالث ضمن المشروع المذكور ويتعلق الأمر بسد بوناموسة 2، إذ أنه قيد الدراسات التقنية وسيشكل دعما لسد بوناموسة الذي يزود ولايتي عنابة والطارف بالمياه الشروب والصناعية وللري الفلاحي، على أن يشرع بعد الانتهاء من تشييد هذه المنشآت، في وضع شبكة لسقي مساحة تقارب 10 آلاف هكتار من أجود الأراضي الفلاحية الخصبة التي كانت مهملة ومعرضة للفيضانات الشتوية، حيث تستغل حاليا كل 3 أشهر في السنة لإنتاج المحاصيل الموسمية ما من شأنه توسيع المساحة الفلاحية في المدى القريب إلى ما يقارب 40 ألف هكتار.
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى