يعمل فلاحون ومنتجون للتمور بنقرين في ولاية تبسة، على تكثيف زراعة النخيل الخريفية لتوسيع إنتاج أصناف تتميز بها هذه الجهة، رغم أن مردود هذا الموسم عرف تراجعا يربطه المهنيون بالتغيرات المناخية.
وتتوفر غابات النخيل بنقرين على الأصناف الصيفية التي يبدأ نضجها من شهر جويلية، أما الخريفية والتي يكتمل نضجها التام في فصل الخريف، فهي أفضل كمّا ونوعا وهي قابلة للبقاء فترة طويلة مهما كانت الظروف، حيث تصل إلى مدة سنة وأكثر، خاصة في غرف التبريد.
هذه الأصناف متوفرة بكثرة محليا ووطنيا وأثمانها أحيانا لا تكون في متناول الجميع، بما في ذلك سكان المنطقة، نظرا لإقبال المشترين عليها من خارج نقرين لنوعية المنتوج، ويحاول بعض الفلاحين توسيع غراسة نخيل هذا النوع من التمر لمردوده المادي المعتبر، حيث تنتج غابات نقرين 120 صنفا من أجود أنواع التمور، ناهيك عن أزيد من 10أنواع من أشجار الثمار المختلفة.
وذكر منتجون، أن نقرين تتوفر على واحات نخيل متحجّرة، مما يدل على وجود هذه الغابات منذ الحقب الغابرة وقد كانت محل عدة زيارات للباحثين في علم الآثار، أجروا دراسات وأبحاث هامة حولها. وحسب بعض السكان، فإن هناك أنواعا أخرى من التمور بغابات نقرين لم يتم ذكرها ويعرفها بعض أهل البلدة، قد اندثرت لعوامل شتى منها البشرية جراء الإهمال من طرف بعض مالكي الغابات.
ويؤكد أحد المنتجين، أن إنتاج التمر قبل سنوات كان وفيرا جدا وأن نصفه يخص النوعية الرفيعة المعروفة باسم «دقلة نور»، إذ تتسم بمنظرها الشفاف ومذاقها الحلو ولونها الذهبي وملمسها الطري وهو ما جعلها محل طلب واسع.
النصر وخلال زيارة قادتها إلى بلدية نقرين، التقت بممثل منتجي التمور ر مضاني الحفناوي، الذي تأسف لحالة نخيل الواحات الممتدة على طول مجرى وادي «البلاد» والتي تموت ببطء، بعد أن أصبحت تصلها دورة السقي بكميات قليلة جدا وعلى فترات زمنية متباعدة..
المتحدث أرجع قلة مياه السقي إلى كون الينابيع التي كانت تتزود منها الغابة منذ مئات السنين، قد غار ماؤها منذ فترة بعد أن كانت تسيل بتدفق كبير، كما يرى أنه يمكن إنقاذ الثروة الفلاحية بحفر آبار ارتوازية في المنطقة، لضخ الماء بقوة وسقي غابات النخيل وإنقاذ آلاف الأشجار، فضلا عن إصلاح منابع ممتدة على أزيد من كيلومتر على وادي البلاد، بعدما دمرتها سيول الفيضانات، لاسيما المنابع الرئيسية المعروفة بالمنطقة مثل «عين طريش»، «عين منديل» و «عين جمال»، ولم تعد أخرى موجودة، بعدما كانت كل البساتين تسقى بمياهها وبما يزيد عن حاجتها.
محدثنا وهو صاحب غابة نخيل وعضو بجمعية مهتمة بالفلاحة بالمنطقة، أكد أن ترميم المنابع الطبيعية وإعادة الاعتبار لها في نقرين، مطلب مستعجل لأصحاب الواحات ويتمنى من السلطات أن تستجيب له في أسرع فرصة، لحماية الغابات من الاندثار، لاسيما وأنها تنتج أجود التمور وعلى رأسها «دقلة نور».
وأوضح محدثنا أن إنتاج التمور عرف تراجعا محسوسا نتيجة لتقلص مساحة النخيل، زيادة على الجفاف الحاد الذي أثر على الينابيع، ما اضطر الفلاحين لحفر آبار تقليدية، فضلا عن تزايد مرض بوفروة «بوغبير»، الذي دمر محصول النخيل منذ 8 سنوات وحتى المعالجة التي اعتمدها الفلاحون لم تكن وفق الطرق العلمية، ما أدى إلى هلاك مئات أشجار النخيل وهو ما يستدعي تدخل المصالح الفلاحية.
كما أشار المصدر إلى انتشار ظاهرة استخلاص مشروب «اللاقمي» من النخيل بشكل غير مسبوق، تسببت في تدمير أعداد هائلة من الأشجار، إذ يضحي البعض بنخيله للحصول على كميات من هذا المشروب لبيعه من أجل الربح السريع.
ورغم المعوقات التي يعرفها إنتاج التمر، إلا أن عملية التسويق تسير في ظروف جيدة، جراء الإقبال الكبير على اقتناء التمور، حيث يقصد التجار مدينة نقرين من مختلف الولايات، وذلك نظرا لنوعيتها الجيدة وخاصة «دقلة نور» بسعرها المغري الذي يتراوح بين 300 و350 دج، في حين يتم تحويل بقية الأنواع لصناعة «دبس التمر»، فهو مطلوب كثيرا لاستعمالاته في بعض المستحضرات الطبية.
عبد العزيز نصيب
غابات تنتج 120 نوعا: جهـود لتكثيـف أصناف التمور الخريفيـة بنقريـن في تبسـة
- التفاصيل
-
المصلحة الجهوية لمكافحة الجريمة المنظمة بقسنطينة: استرجاع أزيد من 543 مليار سنتيم من عائدات تبييض الأموال
استرجعت عناصر المصلحة الجهوية لمكافحة الجريمة المنظمة بقسنطينة، أزيد من 543 مليار سنتيم من عائدات تبييض الأموال....
خلال معاينته لمؤسسات إنتاجية ببسكرة: وزير الصناعة يؤكد على استغلال كل الطاقات وتحسين المردودية
عاين وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، علي عون، ببسكرة، أول أمس، وضعية المناطق الصناعية والمؤسسات التابعة لقطاعه وتفقد...
الوالي أكد بأن قسنطينة تحضّر لزيارة رئاسية كبيرة: تدشين طريقين وملعبين و وضع حجر الأساس لمشاريع تربوية وصحية
دشن أول أمس، والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، طريقين وعدة مشاريع تنموية عبر بلديات مختلفة، حيث زار عدة نقاط وضع خلالها...
تسليم نفق القرارم في 8 ماي: انطلاق أشغال الشطر الثاني من الطريق المزدوج نحو السيار بميلة
انطلقت، مساء أمس الأول، من بلدية سيدي خليفة بميلة، أشغال الشطر الثاني من الطريق المزدوج الذي سيربط عاصمة الولاية...
خلال يوم مفتوح حول الإرشاد المدرسي والمهني: تأكيـــد علـــى مواكبــــــــة إصلاحات المنظومة التربوية للتوجهات الحديثة
أكّدت مديرة مركز التوجيه للإرشاد المدرسي والمهني في الخروب بقسنطينة، ربيعة بولكحل، أنّ إصلاحات المنظومة التربوية التي...
احتضنت تكوينا حول الملكية الصناعية: تسجيل 150 مشروعا مبتكرا بجامعة عبد الحميد مهري
سجّلت جامعة عبد الحميد مهري قسنطينة 2، خلال هذا العام، 150 مشروعا مبتكرا ضمن القرار الوزاري 1275، حسبما كُشف عنه أول...
خنشلة: مراكز متقدمة وأبراج مراقبة لمكافحة حرائق الغابات
وضعت السلطات الولائية بخنشلة إجراءات لمكافحة حرائق الغابات، لتدخل حيز الخدمة ابتداء من يوم أمس، بتنصيب 3 مراكز متقدمة...
عين الناقة: مياه الأودية تغمر المحاصيل الزراعية
غمرت مياه السيول، ليلة أول أمس، العديد من المناطق الفلاحية بإقليم بلدية عين الناقة، شرق ولاية بسكرة، في أعقاب فيضان...
المسيلة: توزيع 4530 سكنا قبل نهاية السنة
يرتقب أن يتم توزيع حوالي 4539 وحدة سكنية من مختلف الصيغ بولاية المسيلة، خلال العام الجاري، بينما سيتم في الفترة ذاتها، انطلاق...
بقيمة 411 مليار سنتيم: تقديم 400 مقترح للتنمية الاجتماعية والاقتصادية بقالمة
تقدمت البلديات الأربع والثلاثون المشكلة لإقليم ولاية قالمة، بأزيد من 400 مقترح يخص مشاريع داعمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للسنة...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)