أطلقت مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء لولاية عنابة، ثلاثة مشاريع لتهيئة الساحات العمومية بقلب وسط المدينة، في إطار إعادة الاعتبار لأكبر الساحات ترددا للزوار والمواطنين بالمدينة العتيقة، في انتظار إطلاق تهيئة ساحة الثورة «الكور»، بعد أن أعطى الوالي لدى زيارته هذا الفضاء، نهاية الأسبوع الماضي، الموافقة على إحياء المشروع المجمد، مع تحيين الدراسة السابقة.
وحسب مديرية التعمير، فإن الأشغال ستشمل كمرحلة أولى ثلاث ساحات ويتعلق الأمر بساحة «أليكس اكسومبارت» المعروفة بـ «لابلاسات» برصد مبلغ 2.8 مليار سنتيم، وساحة طارق ابن زياد خلف المسرح الجهوي والبعيد عن «لابلاسات» بنحو 200 متر والتي خصص لها 1.8 مليار سنتيم، وفي الجهة المقابلة، ستهيأ ساحة المدينة القديمة 19 أوت 1956 مقابل مسجد الباي، حيث رصد لها مبلغ 1.6 مليار سنتيم وتشمل أشغال جميع الساحات، الأرصفة، ممر الراجلين، العتاد الحضري والمساحات الخضراء، إلى جانب أشغال متنوعة، حيث اختيرت مقاولات الإنجاز، كما حددت مدة الإنجاز بشهرين.
وحسب مصادرنا، فإن الدراسة الجاري تعديلها، لإعادة تهيئة ساحة الثورة «الكور»، تضمنت تنفيذ المشروع عبر ثلاث حصص، الأولى تتعلق بتهيئة ساحة «بيار ماري كوري» وهدم الممر الهوائي المقابل لمقر محكمة عنابة السابق، إلى جانب الفضاء المتواجد فوقه والذي يضم أكشاكا شبه مهجورة تطل مباشرة على ساحة الثورة، في حين سيتم تحويل أصحاب المحلات التجارية الواقعة أسفل الجسر، إلى فضاء تجاري آخر تم اختياره.
ووفقا لمديرية التعمير والبناء، فإن الأشغال في الحصة الثانية، تشمل تهيئة منطقة بداية ساحة الثورة إلى غاية المسرح والشطر الثالث يتعلق بتهيئة منطقة المسرح الجهوي، عز الدين مجوبي، إلى غاية نهاية ساحة الثورة المقابلة للميناء، كما يعرف محيطها حاليا، ورشة مفتوحة من خلال ترميم وإعادة تهيئة العمارات العتيقة.
وحسب الدراسة التقنية السابقة التي أعدها مكتب دراسات إيطالي، فقد خُصص لمشروع توسعة وتهيئة ساحة الثورة مبلغ 100 مليار سنتيم، على مستوى 10 نقاط، وحسب مصادرنا، فقد ظل المشروع ضمن أجندة الولاة السابقين، غير أنه لم يجسد لعدة أسباب، أهمها أهمية إسناده لشركة كبرى تتمتع بخبرة وإمكانيات هامة في الانجاز، تضمن إنهاء المشروع في وقت قياسي لا يتجاوز الشهرين، كون «الكور»، فضاء له رمزية ومقصد للجميع ولا يحتمل طول الأشغال وحرمان المواطنين من هذا الفضاء خاصة صيفا. ويسعى الوالي لتوظيف خبرته ومعرفته للولاية، كونه مدير سابق لقطاع العمران بعنابة، لإعادة بعث المشروع وتنفيذه في الآجال المسطرة دون إحداث أي إزعاج.    
وفي سياق متصل، كانت تهيئة ساحة الثورة مرتبطة بتجسيد مشروع الترامواي، الذي أصبح مطلبا مُلحا لسكان الولاية لإنجازه ورفع التجميع عنه، حيث تسبب الخلاف الذي وقع بين منتخبين محليين ومديرية النقل، حول عبور خطة السكة على «الكور» في توقف المشروع، كما رفضت بلدية عنابة مرور الترامواي على ساحة الثورة، بحجة تغيير الوجه الأصلي لهذا الفضاء العريق، وفي آخر المطاف، جاءت الأزمة المالية وسياسة التقشف التي انتهجتها الحكومة آنذاك، ليُجمد المشروع وتحرم مدينة سياحية بحجم عنابة، من وسيلة مواصلات عصرية تُخلصها من الازدحام المروري الخانق ومعاناة المواطنين مع وسائل النقل الأخرى.              حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى