تكدس مئات المسافرين بالمحطة البرية الشمالية الإخوة مباركي، بمدينة قالمة، صباح السبت، وسط أزمة نقل حادة أعقبت عطلة قصيرة من 4 أيام جمعت بين عيد الفطر ونهاية الأسبوع، وظل هؤلاء المسافرون عالقين ساعات طويلة ينتظرون حافلة أو سيارة أجرة توصلهم إلى وجهتهم نحو العديد من الولايات المجاورة والبعيدة.
وكانت الأزمة أشد على خطوط العاصمة، عنابة، قسنطينة، أم البواقي وغيرها من الولايات الأخرى المرتبطة بخطوط نقل مع قالمة. وقد امتلأت ساحات وأرصفة المحطة بالمسافرين منذ ساعات الصباح الأولى، وكلما قدمت سيارة أجرة أو حافلة سارع الناس إليها في تدافع كبير، كل يحاول الصعود والإفلات من الانتظار الطويل، لكن وسائل النقل المتاحة صباح السبت بدت غير قادرة على مواجهة الضغط الكبير.
وقد تنقل المشرفون على قطاع النقل، إلى المحطة البرية لتسيير الوضع، الذي لم يكن متوقعا على ما يبدو، وانتشرت شرطة المرور لتنظيم حركة الدخول والخروج ومساعدة المسافرين على الصعود كلما قدمت حافلة عاملة على خطوط ما بين الولايات.  
ونظرا للعجز المسجل، استنجد المشرفون على قطاع النقل ببعض الحافلات العاملة على الخطوط الداخلية، لنقل المسافرين المتوجهين إلى الولايات المجاورة، فيما كثفت سيارات النقل غير المرخص من نشاطها، مستغلة النقص الحاد في الحافلات وسيارات الأجرة، وتحولت هذه السيارات، التي اعتادت العمل بالمحطة، إلى بديل للمسافرين العالقين الذين احتفلوا بالعيد مع عائلاتهم، وحان موعد العودة إلى مواقع العمل والدراسة بالولايات المجاورة والبعيدة.
وقال الكثير من المسافرين العالقين، بأن بعض الحافلات وسيارات الأجرة لم تلتحق بعد بعملها صباح السبت، ولذا كان العجز واضحا، أمام الأعداد الكبيرة من المسافرين العائدين إلى العمل والدراسة في آخر فصل من السنة التي توشك على الانتهاء.
ولا توجد خطوط قطارات لنقل المسافرين بولاية قالمة، وما زال سكانها يعتمدون على خطوط برية قليلة ومحدودة الفعالية، نظرا لقدم شبكة الطرقات التي لا تشجع على الاستثمار في قطاع النقل ودعم الخطوط بمزيد من الحافلات.
وتعمل سلطات قالمة على إحياء خطوط السكة الحديدية القديمة، وتحديث شبكة الطرقات البرية، للقضاء على العزلة الخانقة التي تعرفها الولاية سنوات طويلة، ومن ثم بعث الحركية الاقتصادية والاجتماعية في إطار التبادل والتعاون مع الولايات المجاورة.
فريد.غ       

الرجوع إلى الأعلى