أمر وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، علي عون، أول أمس، في زيارة فجائية لمركب سيدار الحجار للحديد والصلب، عل إثر انهيار جسر ساحب الغبار بوحدة تحضير المواد الأولية والتلبيد، بتسريع أشغال تصليح الأضرار الناجمة عن الحادث للعودة للإنتاج.
وعاين الوزير بوحدة تحضير المواد الأولية، موقع حادث انهيار ساحب الغبار بمنطقة التلبيد 2 ووجه تعليمات لمسؤولي مجمع اميتال والمركب، للإسراع في عملية الترميم والإصلاح وإعادة الإنتاج في أقرب الآجال وبدون انقطاع، حيث انطلقت الأشغال مباشرة عقب وقوع الحادث بتاريخ 14 أفريل 2024.
 وحسب تأكيد مسؤولي المركب للوزير، فإن الحادث لم يؤثر على سيرورة الإنتاج بمنطقة المدرفلات، لتوفر مخزون البلاطات والعروق والسبائك من أجل إنتاج المواد المسطحة والطويلة والأنابيب، حيث مازالت باقي الوحدات تعمل بصفة عادية، نظرا لتوفر مخزون كاف من المواد نصف المصنعة. وقد نتج عن انهيار جسر ساحب الغبار بوحدة تحضير المواد الأولية، توقف الإنتاج بالوحدة والفرن العالي وكذا المفولذات الثلاث.
وحسب الشروحات التي قدمت للوزير، فإن الحادث وقع على الساعة الرابعة صباحا، دون وقوع أي خسائر بشرية وإثر وقوعه، تم تطويق وتأمين المنطقة من قبل مسؤولي السلامة بالوحدة، مع التنقل الفوري لطاقم المديرية العامة إلى عين المكان، حيث انطلقت في الحين العملية الأولية لتقييم وإحصاء الأضرار، تلتها أعمال بدأ الإصلاح في مرحلته الأولى. وحسب تقنيي المركب، فإن أهمية هذا الجسر تكمن في نقل الحديد الزهري من الفرن العالي إلى وحدة تحضير المواد ومنطقة التلبيد. كما عاين الوزير وحدة الأنابيب غير الملحمة، بعد الحادث الذي وقع قبل نحو شهرين، على إثر الحريق الذي شب في لوحات التحكم الكهربائية، حيث وقف على عملية استئناف الإنتاج لتزويد زبائن المركب، على غرار شركتي سوناطراك ونافطال، بالأنابيب غير الملحمة، حسب العقود المبرمة وفي الآجال المحددة لتسليم الأنابيب.وأكد الوزير، أن جل المشاريع الكبرى التي تنجزها المؤسسات الوطنية المتعاقدة مع سيدار الحجار، سوف يتم تزويدها بمختلف المنتجات الطويلة والمسطحة والأنابيب، داعيا العمال لبذل أقصى الجهود للمحافظة على هذا الصرح الاقتصادي الوطني الهام.
وشدد الوزير أمام وسائل الإعلام، على ضرورة تحري المعلومات الصحيحة وعدم نشر الأخبار التي تسيء لصورة المركب الذي نجح في تحقيق نتائج إيجابية في الأشهر الثلاثة السابقة، بفضل المتابعة المستمرة وتنفيذ تعليمات الوزير المتعلقة بتوفير مخزون هام من الفحم الحجري وعدم الوقوع في العجز، بهدف ضمان استمرارية نشاط الفرن العالي وعدم توقفه.
وأفاد الوزير بأن الجزائر تحولت من مستورد لحديد التسليم والبناء، إلى مصدر لهذه المادة، بفضل توجيهات رئيس الجمهورية.
من جهته دعا المدير العام لمركب سيدار الحجار، لعيون كريم، في رسالة موجهة للإطارات والعمال، بالحفاظ على مسار هاته النتائج المشجعة ومواصلة الجهد بثبات واحترافية وبتفان وإخلاص، لتحقيق نتائج إيجابية أخرى في نهاية السنة وأكد أن الأحداث الأخيرة لن تؤثر على المركب وأنه سيواصل العمل ليلا ونهارا لبلوغ الأهداف المسطرة والمحافظة على مستوى الإنتاج وبصفة متواصلة ومنتظمة، مع العمل على تدعيم وسائل السلامة في جميع المنشآت والورشات، للوصول إلى تحقيق مخطط الاستثمار المبرمج وتحسين ظروف العمال و وحدات الإنتاج.
وتجدر الإشارة، إلى أن المصالح الأمنية قامت بفتح تحقيقات في الحوادث الأخيرة بالمركب، منها ما وقع بوحدة تحضير الموارد وقبلها وحدة إنتاج الأنابيب غير الملحمة، حيث تمت مباشرة سماع عمال ومسؤولين لتحديد المسؤوليات، فيما إذا كانت هذه الحوادث بفعل فاعل أو ناجمة عن حوادث عرضية، إلى جانب التحقيقات الإدارية حول التقصير.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى