عرض المتهم بحرق سيارات الشرطة داخل أمن مسكيانة على طبيب للأمراض العقلية
قضت أمس الأول محكمة الجنايات بمجلس قضاء أم البواقي، بتعيين كبير الأطباء بمصحة جبل الوحش للأمراض العقلية بقسنطينة لفحص المتهم (ب.ب) في العقد الثالث من العمر، مع تحرير تقرير في ظرف لا يتجاوز الشهر، و تقديمه لنيابة مجلس أم البواقي، لتأكيد سلامة أو مرض المتهم المتابع بجرم جناية وضع النار عمدا في مركبات مملوكة للغير، وكان ممثل النيابة العامة قد التمس معاقبة المتهم بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا.
القضية ترجع إلى ليلة 17 جانفي من السنة الجارية، عندما اكتشف رجال الشرطة بمسكيانة اندلاع ألسنة اللهب في حظيرة السيارات داخل مقر أمن الدائرة، ليتم الاستنجاد بعناصر الحماية المدنية التي أخمدت الحريق الذي أتى على 3 مركبات منها اثنتان من نوع “فيطو مارسيدس”، وقيّدت القضية ولأسابيع ضد مجهول.
التحقيقات الأمنية من خلال ملف القضية بدأت بعد تقدم شبان مسبوقين قضائيا من مصالح الأمن للتبليغ عن المتهم الحالي، وأكدوا بأنهم استمعوا للمسمى (ب.ب) وهو يتحدث عن حرقه لسيارات الشرطة، ليتم توقيف المشتبه به الذي كان محل بحث في قضايا سطو على السكنات، والذي كشف عند تحقيق الشرطة معه بأن المبلغين عنه هم من تورطوا معه.
واتضح بعد تفتيش كشكه لبيع التبغ بأن به دلوا للبنزين وأنبوب بلاستيكي، وأكد بأن أسباب فعلته هو خلافه الدائم مع ضابط برتبة ملازم من فرجيوة والمسمى (ب.م).
المتهم تراجع عند قاضي التحقيق وقدم دفاعه ما يؤكد مرضه العقلي، كونه وعند ارتكابه الوقائع نقل من طرف عائلته لمصحة جبل الوحش، غير أن قاضي التحقيق أجرى له خبرتان طبيتان الأولى أثبتت مرضه والثانية أكدت سلامته، ليستند قاضي التحقيق للخبرة الثانية ويودع المشتبه به الحبس، و يأمر بانتفاء وجه الدعوى في حق بقية المشتبه بهم.
المتهم أنكر التهم المنسوبة إليه مشيرا بأنه اعترف عند الشرطة تحت طائل الضرب والتعذيب على حد قوله، وأكد بأن المحققين معه بينوا له بأنه في حال إنكاره سيعاقب 17 شرطيا، وكشف والد المتهم بأنه ابنه يعاني اضطرابات نفسية، وهو ما ذهب إليه دفاعه الذي أعاب على قاضي التحقيق عدم إجرائه خبرة طبية ثالثة تكون ترجيحية للخبرتين.
 وذكر الدفاع في معرض مرافعته بأن الشرطة كان عليها عدم الاستنجاد بالمسبوقين قضائيا لتوريط أحدهم من دون دليل مادي، مشيرا بأن محاضر التحقيق الأولي والنهائي بنيت على شهادات شهود، سمعوا بأن المتهم هو من اقترف الجرم ولم يشاهدوه وهو يحرق السيارات. و بذلك قررت المحكمة الأمر بإجراء خبرة عقلية ثالثة ترجيحية.                 

أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى