نزل  نهاية الأسبوع ببئرالعاتر و نقرين  وفد علمي رفيع المستوى يتكون من الأستاذ الممتاز كوت مارك  و زوجته من جامعة مرسيليا بفرنسا و 12 أستاذا من جامعة تبسه ، وذلك بغرض تحضير و إعداد شهادة الدكتوراه و كان الوفد قد زار في اليومين السابقين  كلا من مدينتي الكويف و الونزة في زيارة علمية الهدف منها الوقوف على مختلف الصيغ العمرانية في عمق التاريخ و الحضارة ، خاصة ما تعلق بجانب البناء و التعمير .
الزيارات المنظمة من طرف كلية العلوم و التكنولوجيا قسم الهندسة المعمارية جامعة الشيخ العربي التبسي ضمت 8 أساتذة متخصصين في التعمير و البناء و 4أساتذة متخصصين في التهيئة و خلال زيارتهم الأولى  قاموا بعملية مسح المدينة و معاينة العديد من الهياكل القديمة و الحديثة و البحث في الخبايا العمرانية والبنايات التي أنشئت عبر مختلف الأزمنة تم استقبالهم بعدها من طرف رئيس بلدية الونزة بمقر البلدية أين أكرمهم و رحب بهم بشكل يعطي وجها حسنا لضيفي الجزائر القادمين من فرنسا و بعد جولتهم البحثية العلمية و تلقي شروحات علمية و تاريخية من طرف الأستاذ و العالم كلوت مارك البلغ 82 سنة و الحاصل على أعلى درجة علمية في مجال تخصصه المتعلق بالعمران قديما و حديثا و الجغرافيا و الجيولوجيا، تنقل الوفد العلمي في اليوم الثاني إلى مدينة بئر العاتر أين تم استقباله بدار البيئة من طرف مدير و إطارات دار البيئة  تطرق الأساتذة للحديث عن الحضارة العاترية و منطقة وادي الجبانة و الكاهنة و الفاتحين من التابعين  تنقل الجميع إلى حي 6 مـــاي و بئر الكاهنة و أعالي الجبل الذي يتوسط المدينة أين قدم الأستاذ العالم القادم من فرنسا عدة نظريات لفائدة الأساتذة المرافقين ، فبعد إلقاء نظرة من العلو على حي الجبل و الحي الجديد تنقل الأساتذة إلى منجم الفوسفات بجبل العنق أين فاجأ الأستاذ البارز الحاضرين بصور حديثة جدا لأودية و محاجر و خرائط و رسومات تبرز العناية العلمية التي يوليها الأستاذ للبحث و التحقيق و التوثيق ثم واصل الباحثون العلميون رحلتهم إلى مدينة نقرين و التي استقبلهم فيها رئيس البلدية وقدم لهم لمحة تاريخية حول نقرين ثم تمت مرافقة الضيوف إلى مدينة نقرين القديمة المهجورة الضاربة في عمق التاريخ و التي تقول بعض الروايات أنها أسست بعد الفتح الإسلامي للمنطقة بين سنتي 900 و 1000 للميلاد فيما تذهب روايات أخرى إلى إنشائها بين سنتي 1200 و 1400 للميلاد و هي الآثار الإسلامية التي أبهرت زوارها الذين وقفوا طويلا عند هذه الآثار التي تحولت في مجملها إلى أطلال و ركام من الحجارة و التراب بنسبة تصل إلى 80 بالمائة ، و قدم دليل الوفد و أمين عام البلدية السابق شروحات وافية للحاضرين الذين غادروا المدينة في ساعة متأخرة من مساء اليوم الأربعاء ليعودوا إلى جامعة تبسه قصد عقد ورشات يتم خلالها تقييم الزيارات الميدانية التي قادتهم إلى مناطق عمرانية تمتاز بتاريخ عريق يقف فيها الباحث على فن العمارة قديما و حديثا .
 و قد كانت الفائدة جلية خاصة في وجود عالم يمتاز بالإلمام و يعرف كل كبيرة و صغيرة عن الجزائر مدنا و قرى بل و حتى مداشر فقد قضى و زوجته أزيد من 20 سنة مدرسين في جامعة قسنطينة قبل أن يغادرا الجزائر في بداية التسعينات، ورغم تقدمهما في السن ( الزوج 82 سنة و الزوجة 84 سنة) إلا أنهما كانا حريصين على الوقوف عند كل صغيرة و كبيرة و الوصول إلى مختلف النقاط رغم طول المسافة و صعوبة التضاريس ، و قد أعرب أعضاء اللجنة العلمية عن ارتياحهم و فرحهم العميقين و قدموا تشكراتهم لكل من رافقهم و لكل من ساهم في إنجاح هذه الزيارات العلمية الهامة.              

ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى