مشــروع سكنــي معطــل منــذ 20 سنــة وســط مدينــة قالـمــة
مازالت عمارات شركة «جيني سيدار» وسط مدينة قالمة تثير الاستغراب بعد أن حطمت الرقم القياسي في تاريخ المشاريع المتعثرة بالولاية، حيث بقيت طيلة أكثر من 20 سنة و هي على نفس الوضع دون تغيير و دون حركة بالورشة التي صارت مهجورة موحشة في قلب المدينة التي تعرف أزمة سكن خانقة.  
و يضم المشروع المتعثر أكثر من 100 شقة سكنية موزعة على عدة عمارات بعضها أوشك على الانتهاء و البعض مازال في مرحلة الأساسات، و قد بدأته شركة «جيني سيدار» العمومية منتصف التسعينات تقريبا لكنها تخلت عنه و غادرت المكان لأسباب لا يعرفها إلا المشرفون على قطاع السكن بالولاية، الذين يحاولون إيجاد مخرج للمشروع المعطل و تحويله إلى صيغة أخرى من الصيغ السكنية الجديدة، غير أن البحث عن الحلول مازال متواصلا و بقيت الورشة معطلة إلى اليوم.
 و تجاور المشروع العمومي بنايات مشروع سكني آخر متعثر أيضا، تم إسناده إلى مرقين عقاريين محليين أبدوا رغبة في إنجازه كمشروع سكني ترقوي أو تساهمي موزع بين عدد من المستثمرين انخرط فيه الكثير من طالبي السكن المندفعين بقوة إلى الموقع الاستراتيجي بجانب قصر العدالة و حديقة الصنوبر و حي الباتني الشهير و المطل أيضا على الجامعة و حي 19 جوان أرقى أحياء مدينة قالمة، لكنهم أصيبوا بخيبة أمل بعد أن صار المكان أشبه بمقبرة للمشاريع السكنية المتوقفة. و تحاول جهات عديدة تحريك مشروع «جيني سيدار» و البحث عن مرقين عقاريين لاستئناف المشروع وفق الهندسة و التصاميم التي وضعتها الشركة، لكن المشروع بقي على حاله و صار اليوم ورشة مهجورة تسكنها الكلاب الضالة و الأشواك بعد عزوف المستثمرين الذين يعتقد بأنهم اصطدموا بتعقيدات إدارية و تقنية أجبرتهم على تفادي المغامرة مرة أخرى مع مشروع يكاد لا ينتهي.   
و لم يتوقف المواطنون عن المطالبة بإيجاد حل لعمارات «جيني سيدار» و المشروع السكني المجاور لها و ذالك بالاحتجاج و الاتصال المكثف مع المرقين و السلطات المحلية لاستئناف الأشغال و إنهاء معاناة طويلة مع أزمة السكن.
و يتخوف المهندسون من تضرر الخرسانة و حديد التسليح بالعمارات المهجورة تحت تأثير عوامل الطبيعة و الزمن حيث بدأت الأسطح و الجدران تتآكل و حديد الأساسات غير المكتملة يصاب بالصدأ.
و تكاد الهياكل الخرسانية المهجورة المنتصبة قرب حديقة الصنوبر سواء تلك التي تخلت عنها الشركة العمومية قبل 20 سنة، أو تلك المسندة إلى مرقين عقاريين أن تتحول إلى معلم من معالم مدينة قالمة تثير الفضول و التساؤلات و تثير قلق المواطنين و استغرابهم أيضا في ظل أزمة عقار و سكن تخنق المدينة و تطوقها من كل الجهات.                        

فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى