قام صبيحة أمس العشرات من قاطني السكنات القصديرية بضاحية سيدي حرب بمدينة عنابة بحركة إحتجاجية على مستوى الطريق المحاذي لحيهم، و المؤدي إلى الكورنيش تعبيرا منهم عن تذمرهم من موقف السلطات المحلية إزاء الإنشغالات التي ما فتئوا يطرحونها، و في مقدمتها مطلب الترحيل إلى سكنات إجتماعية جديدة في إطار برنامج القضاء على السكن الهش و الفوضوي، مطالبين بضرورة تخصيص حصة إضافية لهذا الحي ضمن العمليات المسجلة في غضون الأشهر القليلة القادمة.
و أكد المحتجون بأن معاناتهم تجاوزت الخطوط الحمراء في نهاية الأسبوع، على خلفية الأمطار الطوفانية التي تهاطلت، و التي تسببت في سيول جارفة غمرت السكنات المحاذية للمقبرة، و أجبرت كل العائلات على الخروج إلى الشارع هروبا من خطر إنهيار الجدران و الأسقف، لأن السيول المتدفقة من أعالي جبال الإيدوغ وضعت حياة أفراد العائلات في خطر، كونها كانت محملة ببقايا مواد البناء، على إعتبار أن المنطقة تحولت إلى ورشة مفتوحة، بتسجيل الكثير من المشاريع السكنية على مستوى المسلك المؤدي إلى بلدية سيرايدي، مما كاد أن يتسبب في كارثة.
إلى ذلك فقد أوضح بعض المحتجين بأن المعاناة مع الفيضانات في نهاية الأسبوع كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، بحكم أنهم أصبحوا ضمن قائمة العائلات المنكوبة، سيما و أن السيول غمرت جزء كبيرا من سكناتهم القصديرية، و أتت على العديد من التجهيزات المنزلية و الأثاث، في الوقت الذي تكفلت فيه وحدات الحماية المدنية بإغاثة العائلات المتضررة و ذلك بإمتصاص السيول التي داهمت المنازل، و هو ما إعتبره ممثلون عن المحتجين إجحافا في حقهم،  لأن هذه العائلات تعاني منذ سنوات طويلة في بيوت قصديرية، و بعضها تتخذ من مقبرة سيدي حرب كمقر للإقامة منذ أزيد من عشريتين من الزمن.
على صعيد آخر أثار المحتجون قضية الإستفادات المشبوهة التي كانت ضمن حصتين سابقتين من برنامج القضاء على السكن الهش، و ذلك بتأكيدهم على أن بعض المستفيدين لم يسبق لهم الإقامة في سيدي حرب، لكنهم أدرجوا ضمن القائمة الموجهة لهذا الحي، مقابل تجاهل معاناة نحو 150 عائلة ظلت تترقب الإفراج عن هذه القوائم للتخلص من القصدير، مما جعلهم يلحون على ضرورة إتخاذ السلطات الولائية تدابير إستثنائية تقضي بترحيلهم في أسرع وقت ممكن، على إعتبار أنهم يقيمون في سكنات عبارة عن بقايا محتشدات الإستعمار، فضلا عن المخاوف من الفيضانات و التي تتزايد بمجرد سقوط الأمطار، سيما و أن مشكل إنهيار الأسقف و الجدران يطرح كل سنة، و كل السكنات هشة، و أسقفها قصديرية، كما أن جدرانها تبقى عرضة للسقوط في أية لحظة، بصرف النظر عن الخطورة التي تشكلها.
بالموازاة مع ذلك أكد بعض المحتجين بأن مصالح الدائرة كانت قد قطعت الطريق أمامهم للإستفادة من برنامج إعادة الإسكان المسجل على المدى القصير، و ذلك بسبب عدم تواجد الكثير من العائلات المقيمة حاليا بسيدي حرب ضمن القوائم التي ضبطتها لجان البلدية عن قيامها بعملية الإحصاء في أواخر سنة 2007 ، رغم أن المحتجين أوضحوا بأن البعض منهم كان قد أودع طلبه منذ نحو عشريتين من الزمن، بينما طالب البعض الآخر  بتنظيم عملية إحصاء جديدة على مستوى الأحياء القصديرية.
ص / فرطـاس

الرجوع إلى الأعلى