مــدن و قــرى تعيــش أزمــة مــرور خانقــة بقالــمة
تعرف عدة مدن و قرى بقالمة أزمة سير حادة على مدار الساعة تقريبا، بسبب التدفق المروري الكثيف عبر طرقات وطنية كبرى تمر وسط هذه التجمعات السكانية، الآخذة في التوسع و الضغط على مقاطع الطرقات الرئيسية التي بلغت مرحلة التشبع، و لم تعد قادرة على تحمل المزيد من التدفق المروري الكبير.  
و توجد بقالمة أكثر من 20 مدينة وقرية تخترقها طرقات وطنية قديمة تحولت إلى مصدر قلق للسكان، الذين لم يتوقفوا عن المطالبة بإنجاز طرق اجتنابية و إخراج هذه الطرقات من وسط النسيج العمراني الكثيف إلى مسارات أخرى بعيدة عن المدن و القرى المتضررة من الاختناق المروري المتواصل.  
و تتشكل طوابير طويلة من المركبات على مدار الساعة تقريبا عند مداخل و مخارج التجمعات السكنية، التي يعبرها المسافرون وسط فوضى كبيرة تصل أحيانا إلى العراك و المناوشات بين السائقين و السكان، الذين يعيشون حصارا مستمرا و خاصة خلال ساعات الذروة.  
و يمر الطريق الوطني 20 وسط 10 مدن و قرى بولاية قالمة بداية من عين رقادة على الحدود مع ولاية قسنطينة وصولا إلى مدينة بوشقوف الواقعة بأقصى شرق الولاية، و يعد هذا المحور الأكثر كثافة مرورية بالمنطقة و هو أيضا من أسوأ المحاور و أكثرها عرضة لحوادث السير.  
و تعرف بلديات مجاز عمار، بلخير، بومهرة أحمد، هواري بومدين، قالمة و وادي الزناتي التي يخترقها الوطني 20 أكثر حالات الاختناق المروري، يصل أحيانا إلى مرحلة الشلل خلال أوقات الذروة كما يحدث وسط بلدية مجاز عمار التي تعيش مداخلها فوضى كبيرة و طوابير طويلة لا تنقطع من المركبات. و يعاني سكان بلخير و بومهرة أحمد أيضا من متاعب كبيرة سببها الطريق الذي يمر وسط الساحات العامة و أمام منازل السكان و محلاتهم التجارية.
 و ما زاد الوضع تعقيدا وجود مسارات وحيدة ضيقة على مقاطع الطرقات الوطنية العابرة للمدن و القرى بقالمة، حيث يصعب ركن سيارات المواطنين على حواف تلك المقاطع داخل المدن و القرى و يجد العابرون مشاكل كبيرة للمرور عبر شوارع مزدحمة ضيقة هي جزء من طرقات وطنية قديمة لم تتغير حتى الآن.  
و بلغت أزمة السير مرحلة الفوضى و التشبع وسط بلديات بوعاتي محمود، الفجوج و بوحشانة، أين يمر الطرق الوطني 80 الرابط بين سكيكدة و سدراتة مرورا بإقليم ولاية قالمة، و يتميز هذا المحور بتدفق كثيف لمركبات الوزن الثقيل و قوافل السلع القادمة من موانئ عنابة و سكيكدة باتجاه الولايات الواقعة جنوبا.  
و تعرف حركة السير صعوبات كبيرة أيضا وسط بلديات هليوبوليس، قلعة بوصبع و نشماية أين يمر الطريق الوطني 21 باتجاه عنابة و يزداد الوضع تعقيدا و خطورة في موسم الاصطياف الذي يعرف تدفقا كبيرا للسياح القادمين من الولايات الداخلية باتجاه سواحل بونة و الطارف.  
و ظل سكان قالمة يطالبون ببناء محولات جديدة تنقل حركة المرور خارج التجمعات السكانية و خاصة على الطريق 20 عصب الاقتصاد و التجارة بالمنطقة.  
و قد وضعت مديرية الأشغال العمومية بقالمة أهدافا مستقبلية لبناء محولات جديدة حول المدن و القرى المتضررة، بهدف وضع حد لأزمة السير الخانقة، و يتوقع انطلاق بعض المشاريع قريبا لكن المتتبعين لقطاع الطرقات بقالمة، يتوقعون استمرار الحصار المروري المضروب على المدن و القرى لسنوات أخرى و خاصة ببلديات مجاز عمار، بومهرة أحمد، بلخير، عين بن بيضاء، بوشقوف، قالمة و وادي الزناتي حيث أصبح من الصعب إطلاق مشاريع كبرى مكلفة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.   و على النقيض من السكان الذين أنهكتهم الطوابير الطويلة و أزمة السير الخانقة فإن تجار المدن و القرى التي تعبرها الطرقات الوطنية بقالمة يتمنون بقاء الوضع على حاله، مؤكدين بأنهم يسترزقون من قوافل المسافرين التي يجبرها الوضع على المرور أمام متاجرهم و التوقف أمام محلاتهم للتزود بالمؤن و المستلزمات الأخرى لإكمال الرحلة.  
و يقول التجار بأن توجيه حركة المرور خارج المدن و القرى عبر محولات جديدة سيقضي على تجارتهم و يؤثر على الحيوية و النشاط بهذه التجمعات السكانية، التي لا تنام بسبب التدفق المروري الذي لا ينقطع.  
فريد.غ   

الرجوع إلى الأعلى