أزمة حادة في تخزين محاصيل الحبوب بولاية ميلة
تعرف ولاية ميلة قبيل نهاية موسم الحصاد والدرس مشكلة كبيرة ، بسبب افتقارها لمخازن تكفي لاستيعاب و تخزين المنتوج الوفير من محاصيل الولاية من الحبوب، التي فاقت توقعات تعاونية الحبوب والبقول الجافة و شكل تخزينها هاجسا أرق المنتجين والفلاحين والقائمين على شؤون القطاع.
المشكلة استدعت عقد جلسة عمل نهار أمس السبت تحت إشراف والي الولاية لتقييم الحملة الجارية و للتكفل بالمشكلة القائمة و البحث عن السبل الكفيلة بعدم تكرارها من خلال تفعيل وبعث المشاريع الخاصة برفع قدرات الولاية في تخزين المنتوج الفلاحي عامة والمحاصيل الكبرى على وجه الخصوص.
رئيس الغرفة الفلاحية ذكر أن مشكلة التخزين مطروحة بحدة على مستوى بلديات ميلة، القرارم و سيدي مروان  الأمر الذي خلق طوابير طويلة من الفلاحين الذين ينتظرون طويلا قبل تسليم منتوجهم للتعاونية، متسائلا في السياق عن الأسباب التي حالت دون استنجاد تعاونية الحبوب والبقول الجافة بمؤسسة الرياض و تسخير إمكانياتها ومخازنها لاستقبال المحصول وبالتالي إزالة كل تخوف حول مصيره وضمان عدم ضياعه بعد ان أصبح المنتوج كما قال يجمع في الهواء الطلق.
قدرة التخزين بالولاية لا تتعدى في أحسن الأحوال 1,2 مليون قنطار، فيما تجاوزت الكمية المحولة من قبل الفلاحين نحو تعاونية الحبوب حتى عشية الأربعاء الفارط 1,3  مليون قنطار من أصل 2,3 مليون قنطار من مختلف الحبوب أنتجها الفلاحون حتى الآن في حملة الحصاد والدرس التي لم تنته بعد، منها 1,2 مليون قنطار من القمح الصلب ونصف تلك الكمية  تقريبا من القمح اللين و كذلك من الشعير بالإضافة لقرابة 70 ألف قنطار من الخرطال، علما و أن المردود الإجمالي للإنتاج يقارب 26 قنطارا في الهكتار.
أمام هذه الوضعية اضطرت تعاونية الحبوب والبقول الجافة على وجه الاستعجال إلى مباشرة تحويل محصول الولاية نحو ولايات الوطن الأخرى التي عرفت شحا في الإنتاج هذا العام، خاصة منها الولايات الغربية.
فقد تم تحويل 100 ألف قنطار موجهة للاستهلاك نحو ولاية برج بوعريريج و 20 ألف قنطار أخرى نحو ولاية باتنة و 15 ألف قنطار نحو ولاية بسكرة، أما بخصوص المنتوج الخاص بالبذور فقد تم تحويل 12 ألف قنطار نحو ولاية غيلزان و 10 آلاف قنطار أخرى نحو ولاية تبسة و 5000 قنطار نحو ولاية تلمسان في انتظار تحويلات أخرى تدخل في إطار التكفل بالمنتوج المحصل من المساحة التي لم تحصد بعد وهي في حدود 10506 هكتار .
والي الولاية لم يتوقف كثيرا عند مشكلة هذا الموسم في ظل وجود مخرج  للوضع يتمثل في تحويل المحصول نحو مخازن الولايات الأخرى التي تشكو نقصا في الإنتاج، لكنه شدد على ضرورة التقاء كل الأطراف المعنية في أجل مدته أسبوع لرفع كل العقبات الموجودة التي تحول دون انطلاقة المشاريع المسجلة أو تفعيل الجاري انجازها حاليا، لزيادة قدرات التخزين بالولاية وحتى تكون جاهزة بدء من موسم الحصاد والدرس القادم خاصة و أن مناطق عدة بالولاية مقبلة على إدخال تقنية سقي المزروعات الفلاحية بما فيها الحبوب انطلاقا من سد بني هارون و سد قروز، و هو ما يرشح الإنتاج كما تتوقع إدارة المصالح الفلاحية للتضاعف أربع مرات.
إبراهيم شليغم

الرجوع إلى الأعلى