عائلات بمشتة معاش متخوّفة من عدم الربط  بالكهرباء و تنتقد مشاريع فك العزلة  
أثار قرار استثناء عدد من المنازل بمشتة خنقة معاش ببلدية فم الطوب في ولاية باتنة من الربط بالكهرباء الريفية استياء لدى العائلات المعنية التي طالبت مصالح البلدية والجهات القائمة على تجسيد المشروع بإتمام الربط في ظل صعوبات يواجهها السكان للنهوض بنشاطهم الفلاحي، و هو ما جعلهم يطالبون كذلك ببرمجة مشروع لإنجاز نقب مائي.سكان مشتة خنقة معاش التي تعد من أبرز الشواهد في منطقة الأوراس على انطلاق ثورة التحرير في مهدها، رفضوا ترك موطنهم و الهجرة إلى أماكن أخرى، و فضلوا خدمة أراضيهم الفلاحية بالرغم من شح الموارد المائية وغياب الكهرباء والغاز و تدهور وضعية المسالك الريفية.النصر عادت نهاية الأسبوع الماضي إلى خنقة معاش، و وقفت على مدى استجابة السلطات المحلية و الولائية لصرخة السكان التي نقلتها النصر في موضوع سابق قبل 4 سنوات حول المنطقة التي تضم معلما تاريخيا مهمشا من بقايا طائرة حربية للاستعمار الفرنسي أسقطها المجاهدون بالمنطقة غداة انطلاق ثورة التحرير.المشتة تابعة إقليميا لدائرة إشمول برمج بها مشروع لفك العزلة عن السكان بإنجاز مسالك غابية، غير أن المسالك ومن خلال ما وقفنا عليه اهترأت بمجرد انتهاء أعوان محافظة الغابات من إنجازها، وهو ما جعل السكان يشككون في طريقة إنجازها، واعتبروا أن غياب منشآت فنية زاد من سرعة تدهور الطرقات، و طالبوا بفك العزلة بتعبيد الطريق الذي يربط سكناتهم بالطريق المؤدي لبلدية فم الطوب. السكان كشفوا بأن نشاطهم الفلاحي الوحيد بالمشتة مرتبط ارتباطا وثيقا بالمياه، قائلين بأن الينابيع تجف في بعض الفترات من أشهر السنة و هو ما يهدد محاصيلهم المتنوعة، وكشف السكان بأن البلدية برمجت عمليات لإنجاز أنقاب مائية بمشاتي مجاورة على غرار عين أيوب وتيبيكاوين وخابيث واستثنت مشتتهم من مشروع حفر نقب عميق لسقي محاصيلهم.
ممثلون عن سكان المشتة ذكروا بأنهم استبشروا خيرا بالمشروع الذي وصفوه بالهام في مشتتهم، والمتمثل في ربط سكناتهم بالكهرباء الريفية، غير أن فرحة بعضهم لم تكتمل بعد استثنائهم من المشروع، و بحسب  من تحدثوا إلينا فقد تم لحد الآن ربط نحو 18 عائلة بشبكة الكهرباء من إجمالي 36 عائلة متواجدة بالمشتة تحمل 10 ألقاب مختلفة، و ذكروا أنه تم ربط 18 منزلا عبر أعمدة موصولة بشبكة الكهرباء المتواجدة بمشتة عين أيوب المجاورة على بعد نحو 1 كلم عن سكناتهم.
و تلقى السكان ، تطمينات و ردودا إيجابية من رئيس البلدية الذي طالبهم بالتريث حتى إتمام الأشغال الجارية لدراسة الطلبات والمصادقة عليها، غير أنهم   وبعد مرور شهرين  على رد السلطات ،  عبروا عن تخوفوهم من عدم إدراجهم ضمن العملية.
و قد أكد رئيس بلدية فم الطوب دراغلة محمد في رده على انشغالات سكان المشتة في تصريح للنصر، بأن تعميم ربط عائلات المشتة بشبكة الكهرباء سيؤخذ بعين الاعتبار، عندما تصل نسبة الأشغال ما بين 85 إلى 90 بالمائة، مشيرا بأن العائلات التي ستدرج بعد الانتهاء من عملية الربط الحالية سيكون تزويدها بالكهرباء الريفية  من طرف لجنة تقنية مختصة تتشكل من ممثلين عن مديرية الطاقة والمناجم صاحبة المشروع و شركة توزيع الكهرباء والغاز المكلفة بالإنجاز و معهما المقاولة المنجزة والبلدية و كذا المواطنين.و أوضح المير أن اللجنة ستنزل ميدانيا وتدرس أولويات عملية الربط التي ستأخذ بعين الاعتبار العائلات القريبة من الأعمدة، مشيرا بأن المنازل التي تتواجد على مسافات بعيدة من المحتمل أن لا  يتم ربطها.
وقال رئيس بلدية فم الطوب بأنه تجري دراسة طلبات للربط بالكهرباء الريفية تقدم بها سكان 8 مشاتي معنية بالمشروع و هي مشاتي سراوات و تيفجغين و عين أيوب و إيموجان و أبنديز و خنقة معاش و بوييلف و تيمرجين.
“المير” أوضح بأن المشروع مسير من طرف مديرية الطاقة التي رصدت له غلافا ماليا يقدر بـ24.7 مليار سنتيم، و من خلال الدراسة التقنية فآجال الأشغال تنتهي بعد سنة كاملة، غير أن تقدم مؤسسة الإنجاز في الأشغال جعل العملية تنتهي قبل الآجال المحددة لها بنحو شهرين، و قد بلغ المشروع حاليا مرحلة تركيب العدادات في سكنات بعض المشاتي، وعن تاريخ الانطلاق في دراسة طلبات الربط أوضح المير بأن لكل مشتة خصوصياتها، ملمحا أن بعض أصحاب الطلبات لم تكن سكناتهم ضمن الدراسة التقنية والتي شيدوها بعد انطلاق الأشغال.
و كشف رئيس البلدية بأن المشاريع المبرمجة بمختلف جهات البلدية أعادت السكان إلى مشاتيهم و قد شيدوا  بها سكنات جديدة، و ذكر من بين المشاريع إعادة الاعتبار للطريق الرابط بين بلديتي فم الطوب وأشمول على امتداد 12 كلم و الذي استلمته البلدية قبل شهرين، و بلغت تكلفة إنجازه 6 مليار سنتيم على شطرين من ميزانية البلدية، إلى جانب مشروع التنمية المستدامة التابع لمحافظة الغابات و الذي شمل فتح وتهيئة 13 كلم من المسالك الريفية بمشتتي تيفجغين و سراوات، وكذا إنجاز نقبين و حوضين مائيين.  وعن نوعية المسالك المنجزة بمشتة خنقة معاش ومطلب إنجاز النقب المائي، قال رئيس البلدية بأن هناك  مشاريع في الأفق ستوجه للمشتة من بينها حفر نقب مائي و إنجاز أحواض للسقي، مشيرا بأن المشاريع التي انتهت ببقية المشاتي عند انطلاقتها لم يكن لسكان خنقة معاش حظ فيها لأنهم لم يكونوا مهيكلين في جمعية، وبعد تعيين ممثلين عنهم تم تحويل لائحة مطالبهم إلى قسمة الغابات ببلدية أشمول لدراسة ما يمكن إنجازه لصالحهم.وعن نوعية المسالك الريفية التي تدهورت اعتبر “المير” بأن المشروع تابع لمحافظة الغابات و لا يتضمن منشآت فنية، لأن مشاريع فك العزلة لا تتضمن المنشآت الصغيرة و لا تزفيت الطرقات  و الهدف منها هو فك العزلة عن المنطقة التي تعد ذات معالم سياحية وتاريخية وأثرية.
                 أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى