سجّلت مصالح مديرية الصحة والسكان بولاية سطيف، إصابة 195 حالة بداء السّل بمختلف أنواعه منذ الفاتح من شهر جانفي إلى غاية نهاية الأسبوع الفارط، من بينها 30 حالة معدية، في الوقت الذي تم تسجيل 1396 حالة إصابة بالداء بكل أنواعه من بينها 264 حالة معدية خلال السنة المنصرمة.  وكشف الدكتور اليامين كوسة رئيس مصلحة الأمراض و الوقاية بذات المديرية، خلال لقاء جهوي حضره مسؤولون بقطاع الصحة من ولايات بجاية، برج بوعريريج، المسيلة وسطيف، لتقييم برنامج مكافحة داء السّل، احتضنت فعالياته قاعة المحاضرات بالمستشفى الجامعي محمد سعادنة عبد النور بسطيف صبيحة أمس، بأن هذه الحالات تمثّل 18 مصابا لكل 100 ألف ساكن، ويحثّ معيار المنظمة العالمية للصحة على عدم تجاوز 24 مصاب لكل 100 ألف ساكن، ما جعل المصالح المختصة تستنتج انحسار المرض وتراجع نسبته. وقد احتلت ولاية سطيف المرتبة التاسعة وطنيا في عدد الحالات على الرغم من ارتفاع الكثافة السكانية المقدر عددها أزيد من مليون و700 ألف ساكن.
أما بخصوص عدد الحالات المسجلة على المستوى الوطني، فأضاف المتحدث بأنها فاقت 20 ألف حالة سنة 2013 ثم تراجع العدد إلى 19 ألف حالة سجّلت سنة 2014.ذات المصدر أضاف بأن داء السّل، يعتبر مرضا خطيرا ومعدي في ظرف وجيز، خصوصا بالنسبة للحالات الإيجابية التي تنقله، سواء عن طريق الاحتكاك في الأماكن العامة، المؤسسات التربوية، الإدارات أو في وسائل النقل.  خطورة المرض تتجلى في طول فترة الشفاء، التي قد تستغرق أزيد من 6 أشهر، يتلقى خلالها المصاب علاجا متخصّصا، يتضمن تناول أدوية تكلّف الخزينة العمومية مبالغ طائلة، ويكون الضرر كبيرا بالنسبة للمريض الذي قد ينقطع عن الدراسة أو العمل لفترة طويلة. أما أسباب الإصابة بالمرض فلخّصها الدكتور كوسة بأنها راجعة للفقر، تردّي  الوضعية الاجتماعية، تعدّد أفراد الأسرة الواحدة داخل مساحة ضيقة، الرطوبة، سوء التغذية، سوء التهوية، إضافة إلى غياب المتابعة الصحية، وعدة عوامل أخرى. بخصوص الوقاية أشار المتحدث بأنها تتمثل في تجنب سبل الإصابة بتحسين ظروف المعيشة وكذا تلقيح المواليد الجدد بشكل دوري، وتكون المسؤولية ملقاة على الوالدين من أجل إتباع رزنامة التلقيحات، لأن العملية مجانية ومتوفرة في كل المؤسسات الصحية، إضافة إلى إجراء الاختبارات الاحترازية لدى الحالات المشبوهة لاكتشاف بكتيريا «بيكا».
أما بخصوص البلديات التي تسجل أكثر الحالات، احتلت عاصمة الولاية سطيف المرتبة الأولى، تلتها بلدية العلمة، بلدية عين ولمان ثم بلدية عين الكبيرة وبلدية بوقاعة، التي ترتكز فيها الكثافة السكانية.
في ذات السياق، صرّح نورالدين بلقاضي المدير العام للمستشفى الجامعي محمد سعادنة عبد النور، حول الإجراءات المتبعة من طرف مصالحه للوقاية من المرض ومتابعته، بأن مستشفى سطيف يحتل موقعا متقدما في مكافحة الداء ومعالجة المصابين، بحيث يضمن التغطية الصحيّة لأزيد من  5 ملايين نسمة، يأتون من ولايات مجاورة لتلقى العلاج. وشدد المتحدث على توفير مصالحه كافة الظروف المناسبة لعلاج المرضى، على غرار الأدوية، الأسرّة و الكشوفات الطبية بمصلحة الأمراض المعدية.
رمزي تيوري

الرجوع إلى الأعلى