تكرار حــالات الاعتــداء على أراضي الغيـر بقالمـة
قال مواطنون يملكون أراض زراعية ببلدية تاملوكة بقالمة بأن مجموعة من الأشخاص قد اقتحمت قطعة أرضية تابعة لهم قرب مشته بلحفاف و حطمت السياج المحيط بها و نزعت القضبان الحديدية مساء أول أمس الثلاثاء بعد تنفيذ حكم قضائي نهائي بالقوة العمومية. حيث تتجدد النزاعات حول الأراضي الزراعية تزامنا مع بداية موسم الحرث و البذر، و قد شهدت ولاية قالمة عدة حوادث مماثلة بلغ بعضها درجة الصدام بين المتخاصمين.
و أضاف أصحاب القطعة التي تقع ببلدية تاملوكة في اتصال مع مكتب النصر بقالمة بأن الأشخاص المعترضين على تنفيذ الحكم القضائي و هم من سكان المنطقة نفذوا اعتداءهم بعد انسحاب قوات الدرك الوطني و الخبير العقاري و المحضر القضائي عقب انتهاء عملية التنفيذ و تحديد معالم القطعة المتنازع عليها و تسييجها تمهيدا لاستغلالها، بعد أن ظلت معطلة عدة سنوات بسبب نزاع وهمي افتعله المعتدون عندما قاموا بتمرير طريق وسط القطعة الأرضي، ثم حاولوا الاستيلاء عليها حسب قولهم.  
و أوضح المعنيون بأنه لم تقع أي صدامات مع المجموعة المعتدية التي لم يكشف عن هويتها، لأن أصحاب القطعة الأرضية لم يكونوا متواجدين هناك عندما وقع الاعتداء، لكنهم يعتزمون العودة إلى القضاء من جديد لمتابعة المعتدين بتهمة تحطيم ممتلكات الغير، و هو الحل الوحيد لمواجهة الوضع المرشح للتفاقم أكثر إذا لم تتوقف الاعتداءات على القطعة الأرضية المسترجعة بقوة القانون.   و كان صراع دام حول أراض زراعية خصبة قد اندلع في وقت سابق من هذا العام قرب قرية الناظور شرقي قالمة استعملت فيه الكلاب المدربة و الأسلحة البيضاء و كاد النزاع أن يسقط ضحايا بين المجموعتين المتصارعتين لولا تدخل قوات الدرك الوطني للفصل بين الفريقين و السيطرة على الوضع.  
و ببلدية بوحمدان غربي قالمة حاول ملاك خواص قبل عدة أشهر الاستيلاء على ممر ريفي مشترك و إلحاقه بقطعتهم الأرضية لكنهم فشلوا بعد تفطن سكان المنطقة.  
و ببلدية بوعاتي محمود اشتكى مواطنون في وقت سابق أيضا من الاعتداءات المستمرة على أراضيهم من أشخاص يدعون القوة و النفوذ، و قد وصل الأمر بأحد الضحايا إلى حد البكاء أمام والي قالمة السابق العربي مرزوق عندما زار المنطقة آنذاك.
و ارتفع مؤشر القضايا العقارية المطروحة على القضاء بقالمة في السنوات الأخيرة أغلبها تتعلق بالأراضي الزراعية و الرعي في ملك الغير و تحطيم ملك الغير و غيرها من القضايا، التي تبعث على القلق حسب المهتمين بشؤون التنمية الريفية و الزراعة بقالمة و الذين حذروا من توسع عمليات الاعتداء على ممتلكات الغير و خاصة بالمناطق الريفية و غلق المسالك القديمة و غيرها من الاعتداءات الأخرى، التي تنذر بزعزعة الاستقرار بالريف القالمي المقبل على تحولات اقتصادية و اجتماعية كبيرة، خاصة بعد تعبيد الطرقات و إيصال الكهرباء و التنقيب عن المياه و ضخ المزيد من مشاريع البناء الريفي.     
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى