يشكو، منذ أسابيع، مرتادو محطة الحافلات بحي باب الزياتين بقلب مدينة تبسة، من الروائح الكريهة المنبعثة من المياه المتدفقة من قنوات الصرف الصحي و البالوعات، وهو ما أثار استياء الناقلين و المسافرين و سكان الحي على حد سواء.
المواطنون والمسافرون هددوا بالمخاطر الصحية و البيئية داخل حي بات، حسبهم، تحت حصار القمامة وانسداد وادي زعرور وكذا انتشار مختلف الحشرات، وتحدثوا عن «صمت» المسؤولين إزاء هذه الوضعية، حتى أن بعضهم اشتكى من تلوث ملابسه يوميا بسبب المياه القذرة، ما يضطرهم إلى تبديلها وفي أحيان كثيرة الاستحمام لأداء الصلاة.
و قال أحد الأولياء الذي التقت به «النصر»، أن زوجته تضطر لغسل ملابس ابنيها اللذين يدرسان يوميا، نتيجة اتساخها الدائم بالمياه القذرة منذ تصدع قنوات الصرف الصحي، في حين يلجأ بعض الأولياء لحمل أبنائهم المتمدرسين في التحضيري فوق ظهورهم لعبور المكان، و تأسف صاحب سيارة أجرة لما آل إليه وضع المحطة التي يقصدها التونسيون يوميا و بكثافة، مضيفا أن المكوث بها أصبح جحيما لا يطاق، بسبب الروائح الكريهة المنبعثة.
 من جهة أخرى، تعرضت المحلات المهجورة الواقعة بجانب المحطة للتخريب و أصبحت، حسب السكان، وكرا للممارسات اللاأخلاقية، و هو ما جعل بعضهم يطالب باسترجاع المحلات من تجار السوق المهملة و منحها من جديد للبطالين، زيادة على ذلك يواجه أبناء الحي خطر الكلاب المتشردة، فيما تحول الملعب الجواري الى مفرغة عمومية على الهواء الطلق.
مندوب الفرع البلدي فوزي عمراني أقر بصعوبة الوضعية و تعقدها، وكشف عن تلقي البلدية أوامر صارمة من والي الولاية لتنظيف وادي زعرور وإعادة الاعتبار لقنوات الصرف الصحي لحي باب الزياتين العتيق، أما رئيس بلدية تبسة بوقصة رزق الله و في رده على انشغال سكان الحي، أكد لـ «النصر» أنه أسند مشروع إعادة تجديد قنوات الصرف الصحي لأحد المقاولين الذي أنهى الأشغال، كما تم تسخير عمال النظافة لرفع القمامة و تنظيم حملة تطوعية يشرف عليها الأمين العام للبلدية لتحسين وضعية حي باب الزياتين.
و كانت السلطات الولائية بتبسة قد خصصت السنة الماضية غلافا ماليا بقيمة مالية تفوق 10 مليار سنتيم لتهيئة و إعادة الاعتبار لوادي زعرور، الذي يمتد على طول 2 كلم، لحماية السكان من فيضانات هذا الوادي الذي بات يشكل خطرا حقيقيا على حياة قاطني الكثير من الأحياء، على غرار الزاوية و الطريق الاستراتيجي و حي 4 مارس و كذا لاروكاد و المرجة، و ذلك نتيجة الردوم و الفضلات التي أغلقت مجاريه و تسببت في تصدع قنوات الصرف الصحي، حيث يدعو رئيس البلدية المواطنين في هذا الخصوص، إلى عدم  رمي الردوم و الأوساخ بالمكان.
ع.نصيب

فيما تطرح اتصالات الجزائر مشكل التخريب المتعمد
تراجع في التعطلات الهاتفية بـ 80 بالمائة
أكد مدير العمليات لإتصالات الجزائر بتبسة بوساحة رشيد أن التعطلات التي طرأت على الهاتف و الأنترنيت خلال السنة الجارية قد تراجعت بشكل محسوس من 1200 تعطل إلى حدود 243، مشيرا إلى أن أغلب هذه التعطلات موزعة بين بلديتي تبسة والونزة.
وأرجع مدير اتصالات الجزائر بتبسة هذا التراجع إلى سرعة التدخل وإلى التحكم في التقنية الجديدة، في الوقت الذي لا ينظر البعض من زبائن هذه المؤسسة بعين الرضا لهذه التعطلات التي تؤثر على نوعية الخدمة المقدمة لديهم، وعرج المتحدث على الصعوبات التي تواجهها المؤسسة فيما يتعلق بالتدخلات، حيث ربط بعضها بقدم الشبكة وبعضها الآخر بمد كابلات النقل التي تتعرض أحيانا للسرقة من طرف مجهولين أو للتخريب من طرف بعض المؤسسات المكلفة بإنجاز بعض المشاريع، ولم يغفل المتحدث نقص المؤسسات المختصة في هذا المجال بالولاية التي تعد على الأصابع، الأمر الذي يدفع بالمسؤولين إلى البحث في الولايات المجاورة للتغلب على هذا الإشكال وتقديم تسهيلات لجلبهم.
 أما عن خدمة الجيل الرابع التي دخلت حيز التنفيذ بالولاية فأشار المسؤول ذاته إلى أنه تم وضع 14 قاعدة هوائية وذلك بعدد من البلديات وخاصة الكبرى منها، كما خصصت لعاصمة الولاية 4 هوائيات وينتظر تدعيمها بهوائيات أخرى قريبا بالنظر لارتفاع عدد طالبي هذا النوع من الخدمة، وفي مفكرة المؤسسة مستقبلا تثبيت 14 هوائيا جديدا وخاصة بالبلديات التي لم تمسها العملية الأولى، على غرار أم علي، الماء الابيض، عين الزرقاء، قريقر، وبجن، أما بالنسبة للألياف البصرية فتقدر نسبة التغطية بنحو 69 بالمائة، بحيث تم ربط أغلب البلديات بإستثناء بلدية المريج وكذا أحياء الزاوية والعربي التبسي والطريق الاستراتيجي وجزء من حي المرجة.
تجدر الإشارة إلى أن الجزائر وتونس كانتا قد وقعتا على اتفاقية ثنائية في مجال تكنولوجيات الاعلام والاتصال لوضع حد لتداخل الشبكات الهاتفية بين البلدين، بحيث تم وضع عملية مسح شامل لحوالي 320 كلم من أجل وضع هذا الاتفاق حيز التنفيذ، وستسمح التقنية المعروفة بـ - بيارجي – بمنع تداخل الشبكات الهاتفية وهو ما سيخفف من معاناة قاطني الحدود من الضفتين.        

الجموعي ساكر

الرجوع إلى الأعلى