أزمــة حــادة ترفــع سعــر الحليــب إلى55 دينــارا بالطــارف
تعرف ولاية الطارف هذه الأيام نقصا كبيرا في حليب الأكياس وصلت إلى حد الندرة ما أدخل هذه المادة الحيوية عالم المضاربة حيث قفز سعر الكيس  بعدة مناطق إلى أزيد من 55دينارا ،في وقت تشهد فيه المحلات التجارية طوابير من المواطنين تبدأ بعد صلاة الفجر . وقد اشتكى بعض التجار في تصريح «للنصر»ضعف تزويدهم بالكميات المطلوبة من وحدات الإنتاج المحلية و حتى من خارج الولاية  ،ذلك أن الحصص  الموزعة عليهم تبقى لا تلبي الحاجيات أمام ارتفاع  الطلب، مشيرين إلى تراجع حصة الولاية من هذه المادة إلى أزيد من  60 بالمائة  في الآونة الأخيرة ، حيث توزع عليهم في الوقت الحالي كميات لا تتعدى 5 صناديق من أكياس الحليب سرعان ما تنفد في بضع ثوان ، كما يقولون ، فيما إشتكى  آخرون تحايل بعض الموزعين عليهم،  حيث استغل البعض الأزمة لرفع هامش الربح  ، وتهريب كميات أخرى  نحو البلد المجاور عبر المسالك الجبلية ،الأمر الذي إنعكس  سلبا على  إرتفاع  الأسعار   وندرة الحليب . من جهتهم أرجع الموزعون أسباب الأزمة إلى  ضعف الحصص المخصصة لهم من الوحدات  بحجة عدم تزويدها  حسب مسؤوليها  بحصصهم من مسحوق الحليب من قبل الديوان الوطني للحليب  وهي الحصة المقدرة بأزيد من 65طنا، ما دفع بالوحدات العمل بأقل من طاقتها الإنتاجية  التي  لا تتعدى حاليا 60 ألف لتر يوميا ، وهي الوضعية  التي دفعت ببعض الموزعين إلى اللجوء إلى الولايات  المجاورة كعنابة، قسنطينة وسوق أهراس لجلب الحليب لتغطية العجز ، غير أن  الكمية لم  تلب حاجيات السوق المحلية، أمام الطلب الكبير على هذه المادة  التي أثارت شكاوي مواطنين بخصوص بعض العلامات التي  يتم جلبها من خارج الولاية  و التي تبقى حسبهم تفتقر للمواصفات  المتعارف عليها أمام تغير طعمها  ومزجها بنسبة عالية من المياه فضلا عن سرعة تلفها ونقص مادة الدسم بها ، ما أدى بالعديد إلى العزوف عنها .  في المقابل  قالت مصادر مسؤولة بمديرية التجارة أن ندرة الحليب تعود إلى توقف عدد كبير من الموزعين عن النشاط بحجة ضعف هامش الربح وتغيير نشاطهم ، مشيرة  إلى إجراءات مستعجلة لتزويد ملبنة البسباس  الوحيدة بالولاية بمسحوق الحليب بعد التدخل على مستوى الديوان الوطني للحليب لضمان توفير حاجيات الولاية من الحليب، وأردفت ذات المصالح بأن الأزمة في طريقها للانفراج بعد التدخل لدى المصالح المختصة على أن تعود الوضعية إلى حالتها العادية، وذلك  بتغطية حاجيات  السوق من  مادة الحليب  بالكميات المطلوبة ، بما فيها اللجوء إلى اقتناء كميات  إضافية من الوحدات الإنتاجية بالولايات المجاورة عند الحاجة. ونشير بأن أزمة الحليب  التي تعيشها الولاية في الآونة الأخيرة ، أدت إلى ازدهار نشاط  بيع الحليب الطازج الذي يعرض على  الطرقات خارج الرقابة البيطرية و في شروط غير لائقة ،وهو ما يهدد الصحة العمومية بالخطر .
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى