إنقـــاذ باخـــرة محمّلــة باللفائف الفولاذيــة من الغــرق
شهد ميناء عنابة التجاري صبيحة أمس، حادث انقلاب خطير لباخرة شحن بنامية، محملة بنحو 8300 طن  من اللفائف الفولاذية، كانت راسية بالرصيف رقم 07 لتفريغ الشحنة لفائدة شركة تابعة للقطاع الخاص ناشطة في مجال الحديد و الصلب، ما أدى إلى سقوط اسطوانات فولاذية داخل الرصيف.
وتسبب الميلان شبه التام لباخرة الشحن «سيرناي01» الحاملة للراية البناميا داخل حوض الرسو بالميناء التجاري، في إحداث حالة طوارئ قصوى، استدعت استنفار المصالح الأمنية والعسكرية لكامل جهودها لإنقاذ الباخرة من الغرق وتفادي معضلة شل حركة البواخر، التي تنتظر الدخول إلى الميناء لتفريغ البضائع، حيث تدخلت وحدات شرطة الحدود البحرية مدعومة بقوات البحرية، وتم الاستعانة بعتاد مؤسسة تسيير الموانئ، عن طريق تسخير الرافعات وآليات الجر لتفريغ جزء من الحمولة، في عملية دقيقة ، لإعادة الباخرة إلى مسارها الطبيعي على مستوى الرصيف، وقد استغرقت العملية أكثر من أربع ساعات من الزمن لإنقاذ الباخرة من الغرق داخل حوض الميناء التجاري.
وحسب ما لوحظ بعين المكان، تسبب حادث انقلاب الباخرة في كسر وتخريب الرصيف الإسمنتي، إلى جانب سقوط عشرات الأطنان من الاسطوانات الفولاذية بموقع الرسو، خاصة وأن  محيط التفريغ يعرف حركة كثيفة لعمال الميناء التجاري و عربات نقل البضائع.
ولدى تلقي قيادة مؤسسة تسيير الميناء التجاري، إخطارا في حدود الساعة العاشرة و النصف صباحا، من الباخرة التي كان يقودها طاقم مختلط من جنسيات تركية و أدرابيجانية ، تحركت جميع المصالح بتسخير كافة إمكانياتها من تعداد بشري وعتاد، لإيجاد حلول عملية لإعادة الباخرة إلى وضعيتها. وقد صعبت الحمولة الكبيرة من لفائف الفولاذ في مهمة الفرق التقنية التي كانت تقوم بعملية إنقاذ الباخرة من الغرق،  و حتم هذا الأمر تفريغ الشحنة بشكل تدريجي ومدروس، نظرا لتحرك الاسطوانات الفولاذية في اتجاه واحد وتكدسها فوق بعضها، وهو السبب الرئيسي استنادا لمصادرنا في ميلان الباخرة،  حيث لم يراع  القائمون على التفريغ في البداية التدرج في نقل مركز الثقل والموازنة في الحمولة.
و استنادا لذات المصادر تنقل والي الولاية يوسف شرفة، رفقة قيادات من الشرطة و الجيش، في حدود الساعة الحادية عشر صباحا، إلى مكان وقوع انقلاب الباخرة، للوقوف على عملية الإنقاذ، والاطمئنان على سلامة طاقم الباخرة الأجنبي، بالإضافة إلى حجم الضرر المادي، نتيجة ميلانها شبه التام على الرصيف و سقوط  متتالي لعدد من الاسطوانات الفولاذية  على أرضية رصيف الشحن.
وكان عامل الوقت هاجس إدارة ميناء عنابة، لإعادة الباخرة إلى وضعيتها،  وطرح إحتمال  فشلهم في إنقاذها من الغرق،   لتعقيد الأمر و صعوبة إخراجها من الحوض.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى