منــاورات كبرى لمواجهــة عاصفـة ثلجية بمرتفعــات عين صنــدل بقالمــة  
بدأت الحماية المدنية بقالمة أمس؛ مناورات ميدانية ضخمة لمواجهة عاصفة ثلجية افتراضية بمرتفعات عين صندل الواقعة شرقا على حدود ولاية سوق أهراس، و ذكرت بأن المناورة «تندرج في إطار الإستراتيجية المنتهجة للوقوف على الجاهزية الدائمة لمواجهة مختلف الحوادث و من أجل ضمان تطبيق برنامج التدريب الخاص بالعاملين في ميدان التدخلات».  
و بدأت المناورات ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء بمشتة ويدان لعجول الواقعة ببلدية عين صندل بتدخل أول قامت به الوحدة الثانوية المتمركزة بدائرة لخزارة على الطريق الوطني 80 الرابط بين قالمة و سوق أهراس مرورا بواحدة من أكثر الأقاليم ارتفاعا و عرضة للعواصف الثلجية بالمنطقة، و هذا بعد تلقيها نداء استغاثة مفاده تساقط كمية معتبرة من الثلوج شلت حركة السير على الطريق الكبير و حاصرت السكان بالقرى و المشاتي الجبلية النائية.   و بعد تطور الوضع و استمرار العاصفة الافتراضية تم إطلاق مخطط الطوارئ و استدعاء وحدات الدعم و الإسناد الأولى المكونة من نحو 500 فرد بكامل المعدات، من خيام و مراكز طبية متنقلة و قاعدة لإيواء فرق التدخل و عتاد تدخل لفتح الطرقات المغلقة و إجلاء المرضى و السكان المحاصرين و تقديم المساعدات الإنسانية لهم.  
و تحولت جبال و سهول و مرتفعات عين صندل أمس الأربعاء إلى معسكر حقيقي لوحدات الحماية المدنية و كل القطاعات المعنية بمخطط الطوارئ ( أورساك) الذي تشرف عليه السلطات الولائية و تشارك فيه عدة قطاعات بينها الأشغال العمومية، الصحة، الري، البريد و المواصلات، السكن، شركة الكهرباء و الغاز و غيرها من القطاعات المعنية بمواجهة الكوارث الكبرى.
و نصبت الخيام لإيواء المحاصرين و أقيم مركز طبي لتقديم العلاج للسكان و أنشأت الحماية المدنية مركز قيادة بالمنطقة يشرف على عملية الإجلاء و التدخل و فك الحصار على المنطقة الغارقة في كتل ضخمة من الثلوج، و تقوم فرق راكبة و أخرى راجلة بتفقد المحاصرين بكل المشاتي و تقديم المساعدة لهم.  
و يشرف على المناورة ضباط و إطارات من الحماية المدنية بقالمة قدموا دروسا نظرية و تطبيقية ميدانية لتدريب فرق التدخل على مواجهة عاصفة ثلجية حقيقية و الرفع من الجاهزية و الاستجابة الفعالة لنداءات الاستغاثة.  
و تزامنت المناورة مع تقلبات الطقس التي عرفتها منطقة عين صندل حقيقة، حيث هبت على المنطقة رياح قوية و انخفضت درجات الحرارة و تساقطت كميات من الأمطار منذ ليلة الثلاثاء، مما جعل المناورة الافتراضية  تتحول إلى ما يشبه الواقع الحقيقي الذي تعرفه المرتفعات الشرقية لولاية قالمة  كل شتاء حيث تتكدس الثلوج السميكة و تطبق على السكان أياما طويلة كما حدث الشتاء الماضي في واحدة من أسوا العواصف الثلجية التي تضرب الولاية منذ عقود.    
و ظلت نداءات التدخل و طلب مزيد من الإمدادات تدوي بالوحدة الرئيسية بمدينة قالمة و الوحدات الثانوية المتمركزة بالدوائر و تحول الطريق الوطني 80 أمس الأربعاء إلى خط حيوي تعبره فرق التدخل باتجاه مرتفعات عين صندل، و أثار التحرك المكثف لسيارات الإسعاف و شاحنات التدخل و آليات الأشغال العمومية انتباه سكان المدن و القرى الواقعة على طول  الطريق الوطني 80 الذي يعد أول طريق تغلقه الثلوج كل شتاء.   و اكتسبت الحماية المدنية بقالمة خبرة كبيرة في مواجهة الكوارث الطبيعية و الصناعية التي تحدث باستمرار في السنوات الأخيرة، من  بينها كوارث الغاز و الحرائق و الفيضانات و العواصف الثلجية، و قال قادة الحماية المدنية بقالمة بأن الوحدات جاهزة للتدخل الفوري عبر إقليم الولاية و حتى على المستوى الجهوي و الوطني عندما يتعلق الأمر بكارثة طبيعية أو صناعية.             
فريد.غ       

الرجوع إلى الأعلى