مطاردة في سلالم عمارة تنتهي بجريمة قتل رميا من الطابق الثامن
قضت، أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، بتسليط عقوبة 15 سنة سجنا نافذا للمتهم الرئيسي، في قتل شاب رميا من الطابق الثامن، بعد مطاردته في سلالم عمارة تابعة لوكالة عدل بحي الزعفرانية بعنابة بمبرر رد الاعتبار لابن عمه الذي كان في خلاف مع الضحية. كما غرمت المحكمة المتهم بـ 200 ألف دينار، و 219 مليون سنتيم تعويضا لذوي الضحية. وقد خفضت المحكمة العقوبة للمتهم من 20 إلى 15 سنة في ثاني محاكمة بعد قبول الطعن بالنقض على مستوى المحكمة العليا، فيما غاب المتهم الثاني غير الموقوف عن المحاكمة لتواجده بفرنسا، بعد أن أدانته محكمة الأحداث بـ 8 سنوات حبسا نافذا، لأنه كان قاصرا أثناء الوقائع، فيما التمس ممثل الحق العام 20 سنة سجنا نافذا في حق المتهم الرئيسي، عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد.  
تعود وقائع القضية إلى يوم 30 مارس 2011 ، حيث تلقت مصلحة الشرطة التابعة لأمن ولاية عنابة في حدود الساعة الثالثة زوالا بلاغا، مفاده سقوط شاب من الطابق الثامن بمدخل العمارة رقم 04 بحي الزعفرانية بسكنات عدل، وعلى الفور انتقل عناصر الشرطة إلى عين المكان، إذ تم العثور على الضحية (ط.ح 19 سنة) ببهو العمارة وهو جثة هامدة يسبح في بركة من الدماء، ليتم نقله إلى مصلحة حفظ الجثث.  
وبمباشرة التحريات تم سماع حارس الحي، والذي صرح بأنه بتاريخ الوقائع كان متواجدا بالقرب من العمارة رقم 04 وسمع صوت ارتطام، فسارع رفقة زميله إلى المكان ليعثروا على الضحية جثة هامدة، قام على إثرها المعني بالاتصال بمصالح الحماية المدنية، مضيفا بأنه سمع شقيقة المتوفي تُحدث بعض الحاضرين عن قدوم شخص قبل سقوط شقيقها بفترة ، أين قام بطرق الباب ففتح الضحية ثم غادر رفقته، و قال الشاهد بأنه علم بعدها من بعض أطفال الحي، بأنهم شاهدوا جارهم (ح.م.ص 15 سنة) وقريب له يفران من مخرج النجدة مباشرة بعد السقوط المميت للضحية.
واستكمالا للتحقيق استجوبت مصالح الضبطية القضائية (ح.م.ص) بحضور ولي أمره كونه قاصرا، وهو جار الضحية بالعمارة رقم05، حيث صرح بأنه ،منذ أسبوع، أصبحت تصرفات الضحية اتجاهه تتسم بالعدوانية، إذ كان يتعرض له ولشقيقته، ويعتدي عليهما بالضرب، وفي صبيحة يوم الوقائع، خرج من مسكنه فصادفه الضحية بالحي وقد هدده بالاعتداء، في تلك الأثناء حضر ابن عمه وهو المتهم الرئيسي في عملية القتل (ح.ل) لإصلاح الصحن الهوائي الخاص بجارة لهم، وأثناءها علم بتحرش الضحية به وبشقيقته الصغرى، فطلب منه مرافقته ودله على مسكن الضحية، فاتجها سويا إلى البرج رقم 04 وصعدا في المصعد إلى غاية الطابق الثامن وتولى دق الباب، وعند خروج الضحية من مسكنه انذره ابن عمه بعدم التعرض لهما، لكن المرحوم أساء إليهم مما جعل ابن عمه يدفعه ويقوم بصفعه، وبعد ذلك فر الضحية عبر السلالم مهددا إياهما بمعارف له من أبناء حي المحافر، فلحق به قريبه لكن بوصول الضحية السلم الرابط بين الطابق السادس والخامس، زلت قدماه ما أدى إلى سقوطه، وبوصولهما إلى بهو العمارة وجدا الضحية جثة هامدة، ومن شدة الخوف فرا عبر مخرج النجدة، وتوجه هو نحو مسكنه، بينما أخذ ابن عمه وجهة مجهولة. في جلسة المحاكمة أنكر المتهم الرئيسي قيامه بقتل الضحية، مؤكدا ما جاء على لسان ابن عمه، كما نفى ترصده للضحية، أو أنه كان يخطط لقتله بناء على طلب زوجة عمه، مشيرا إلى أن الضحية بوصوله إلى الطابق الرابع أثناء تعقبه له، حاول القفز لكنه سقط من تلك المسافة وهوى على الأرض.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى