هـــلاك أكـثـــر من 60 بالمـئـــة من   النخـــيــل ببسكـــرة    
تتعرض، هذه الأيام، الآلاف من أشجار النخيل بمختلف المناطق الغابية في ولاية بسكرة، إلى الموت و الزوال النهائي، جراء تفاقم أزمة مياه السقي، خاصة بمناطق أولاد جلال، سيدي عقبة، و زريبة الوادي، الأمر الذي دفع بمالكي النخيل إلى دق ناقوس الخطر خوفا من تعرض نخيلهم التي تعد مصدر رزق آلاف العائلات بالمنطقة إلى التلف، إضافة إلى كونها القاطرة الأمامية للاقتصاد المحلي.
  و ذكر العشرات من أصحاب واحات النخيل، أن الانخفاض الكبير في منسوب مياه السدود التي تراجعت مخزوناتها بشكل مخيف جراء قلة التساقطات المطرية، وراء موجة هلاك أشجار النخيل، خاصة على مستوى سد فم الغرزة بسيدي عقبة، بعد أن وصلت نسبة التعبئة به إلى أقل من 19 في المئة، و انخفاض حجم التخزين إلى مادون 03 مليون متر مكعب، من إجمالي طاقة استيعابه المقدرة بحوالي47 مليون متر مكعب. التراجع الكبير المسجل في مخزون مياه السد، جعل أزمة مياه السقي تتفاقم بشكل أثار قلق و مخاوف مالكي النخيل على مستوى المناطق التي يعتمد في سقيها على مياهه، خوفا من استمرار مرحلة الجفاف التي تشهدها المنطقة عموما، و التي تسببت في تعطل عملية السقي إلى قرابة 30 شهرا، ما جعل عملية الإنتاج تعرف تراجعا كبيرا من موسم لأخر مقارنة بالسنوات الفارطة، و هو ما قد يهدد إنتاج التمور للموسم القادم.
و حسب أحد مسيري تعاونية المياه، فإن توفر السد على الكمية المطالب باستغلالها وفقا لاحتياجات المزارعين، إلا أن استغلالها في عملة إزالة الطين من قبل الجهة المكلفة حال دون ذلك، و رغم وجود بدائل مائية أخرى تتمثل في مجموعة من المناقب، إلا أنها غير كافية مقارنة بحجم المعضلة، و رغم الاستفادة من بعض المناقب، إلا أن التأخر في تجهيزها لأسباب مختلفة حال دون المساهمة في حل المشكلة، بعد أن ساهم التوسع الكبير في المحيطات الفلاحية المخصصة لزراعة النخيل بطريقة عشوائية، دون الاعتماد على دراسة تقنية و اقتصادية في ظل تفاقم ندرة المياه خلال السنوات الأخيرة، و تقليص عملية السقي من معدل 06 مرات طيلة الموسم الفلاحي، إلى مرة واحدة خلال30 شهرا، مقابل ما يقارب 500  ألف نخلة، و غراسة سنوية تقدر بحوالي 7000 نخلة صغيرة جديدة، خاصة بمحيطات الاستصلاح و منطقتي علب شرماط و التجديد.
و بحسب بعض المختصين في المجال الفلاحي، فإنه مع استمرار الأزمة، فإن ثروة النخيل مهددة بالاندثار على المدى القريب، خاصة بالواحات القديمة التي تسجل يوميا هلاك ما يزيد عن 150 نخلة، حسب تأكيدات عدد من المتضررين، و العدد مرشح للارتفاع في الأسابيع القادمة بسبب الارتفاع القياسي في درجات الحرارة، مقابل الحاجة الملحة لمياه السقي بشكل مستمر.       
 ع/ بوسنة

الرجوع إلى الأعلى