رهان على الأطباء الخواص لتخفيف الضغط على القطاع العام
تعرف مدينة قالمة، منذ نحو سنتين، انتشارا غير مسبوق للأطباء الخواص الذين فتحوا عيادات في كل التخصصات تقريبا، و عبر جميع الأحياء، في تحول جديد يوحي بقرب نهاية أزمة العلاج، و التحاليل، و الفحوصات المتخصصة، بولاية ظلت تحت رحمة المستشفيات الجامعية المجاورة.   و كان من النادر إيجاد طبيب مختص بولاية قالمة خلال السنوات الماضية، و خاصة في التخصصات الدقيقة، و أصبحت اليوم تتوفر على عدد معتبر من أطباء القلب و الشرايين، و الأعصاب، و جراحة العظام، و المسالك البولية، و أمراض النساء، و الأطفال، و الأمراض النفسية، و الجلدية، و طب العيون، و  غيرها من مجالات الطب الأخرى التي تحتاج إلى خبرة، و زاد علمي يسمح بالاستجابة لكل الحالات المرضية الباحثة عن العلاج.    
و توسعت شبكة مخابر التشريح المرضي، و التحاليل الطبية بولاية قالمة، و ظهرت تخصصات جديدة لم تكن موجودة من قبل بالمنطقة، كالتأهيل الوظيفي، و العلاج بالمياه المعدنية الساخنة، و الطب الرياضي. و بدأ الناس بقالمة يتوجهون بقوة نحو العيادات الخاصة بعد معاناة استمرت سنوات طويلة مع المستشفيات العمومية، و التي تعاني من الضغط، و هروب الكفاءات المتخصصة، و بالرغم من المحاولات التي تبذلها سلطات قالمة لتوفير الظروف الملائمة للكوادر الطبية، و تشجيعها على البقاء بقطاع الصحة العمومية، و مساعدة الناس، و تحسين الخدمات الصحية المقدمة لهم، فإن نزيف الكفاءات المتخصصة مازال مستمرا، حيث هرب الكثير من أطباء القلب، و العظام، و التوليد، و الجلد، و الأعصاب، و الجهاز البولي، من المستشفيات العمومية المحلية، و استقرت بعيادات خاصة داخل الولاية بحثا عن ظروف عمل أفضل. و يتوقع المتابعون لشؤون الصحة بقالمة، تراجع الضغط المفروض على كبرى المستشفيات العمومية، غير أن الحاجة إليها تبقى مستمرة، و خاصة في مجال الاستعجالات الجراحية، و الإنعاش، و الحالات الطارئة التي تحتاج إلى أقسام متطورة، و طاقم طبي متكامل. و يرجع البعض تزايد عدد الأطباء المتخصصين بقالمة، إلى تخرج مزيد من الدفعات ذات التكوين المتخصص من أبناء الولاية الذين يعرفون جيدا مشاكل قطاع الصحة بمدن و قرى قالمة، فقرروا المساهمة في تخفيف معاناة السكان، و مساعدتهم على تلقي العلاج، و إجراء الفحوصات، و التحاليل دون الحاجة للتنقل إلى الولايات المجاورة، أو انتظار مواعيد، و طوابير لا تنتهي بالمستشفيات العمومية.    
و مازال سكان المنطقة ينتظرون استثمارارت أكبر بقطاع الصحة، و فتح مزيد من العيادات المتخصصة، و مراكز متطورة للأشعة للتصوير الطبي الدقيق، حيث تتواصل معاناة السكان في هذا المجال، و خاصة عندما يطلب منهم الخضوع لأجهزة السكانير الدقيقة.   

فريد.غ           

الرجوع إلى الأعلى