وقــف تســرّب خطيــر لـمـادة الأمــونيـــاك بــالـمينــاء
تدخلت وحدات الحماية المدنية بعنابة، أول أمس، لوقف تسرب خطير لمادة الأمونياك عبر الأنبوب العلوي العابر لحي «جوانو فيل» وصولا إلى ميناء عنابة التجاري لشحن هذه المادة الحساسة على متن البواخر، حيث تمكنت فرق التدخل في مناورة افتراضية من احتواء التسرب، بتطبيق خطة مسبقة تسمح بتأمين المنطقة المحيطة، و منع وصول السائل إلى شاطئ البحر البعيد ببعض الأمتار فقط.
و انطلقت المناورة التطبيقية استنادا للرائد عبد الحميد بلهوشي، في حدود الساعة العاشرة و 45 دقيقة، تحت إشراف  رئيس الوحدة الرئيسية للحماية المدنية، و مختلف فرق التدخل، و بمشاركة مهندسين تابعين لشركة فرتيال الإنتاج الأسمدة الأزوتية، و كذا فرق تابعة للشرطة، و مصالح مديرية البيئة، حيث دامت 4 ساعات، انطلقت من نقطة الشحن من الأنبوب الناقل لمادة الأمونياك، و المتواجد على مستوى المرفأ البحري بميناء عنابة، و التابع لمؤسسة أسميدال سابقا.
 و ارتكز سيناريو المناورة على إجراء تدخل افتراضي نتيجة تسرب افتراضي لمادة الأمونياك، من إحدى اذرع التفريغ، و الشحن خلال عملية تعبئة لهذه المادة، بإحدى بواخر النقل المخصصة لهذا الغرض، حيث قام عمال المؤسسة باحتواء، و استرجاع المادة المتسربة إلى خزان احتياطي ثاني بغرض إعادة استغلالها، و لتفادي وقوع أي تأثيرات تظهر بالمحيط، و الغطاء النباتي، و تلوت مياه البحر، ما يلحق أضرارا بالثروة السمكية، بالإضافة إلى تعرض الأشخاص المتواجدين بمحيط الحادث لإصابات.
 و تأتي هذه المناورة التطبيقية وفقا لذات المصدر، من أجل التدخل الأمثل في حال وقوع حادث مماثل، و كذا اختبار، و تجريب مدى نجاعة، و كفاءة الوسائل، و القدرات المادية، و البشرية المتاحة، و تحقيق الأهداف المسطرة، و كانت الفرصة جد سانحة، حسب مسؤولي الحماية المدنية، لاختبار الوسائل، و التعريف المسبق للفرق بطبيعة التدخل وصفة الموقع، أين تم أداء تمارين تجريبية، و افتراضية مختلفة في الإطفاء، و الإنقاذ، و الإسعاف، و الإجلاء الصحي، و جندت ذات المصالح 3 وحدات تدخل منها الوحدة الرئيسية، المركز المتقدم لوسط المدينة، وحدة سيدي سالم، و التي ساهمت بمجموع 5 آليات تدخل ثقيلة الوزن مختلفة التخصصات، بالإضافة إلى شاحنة السلم الميكانيكي، و 4 سيارات إسعاف، و سيارة وصل القيادة . أما من ناحية التعداد البشري، فكان على متن هذه المعدات ما يقارب 45 فردا بين ضباط، و أطباء، و ضباط صف، و أعوان تدخل، و قد أبان الأعوان عن تقنيات، و قدرات حسنة في كافة المجالات، و التي لاقت استحسان و إعجاب الحاضرين، و المتتبعين بمسرح المناورات.
تجدر الإشارة إلى أن أنبوب نقل الأمونياك، يشكل خطرا حقيقيا على الجهة الشرقية لوسط المدينة، و الشريط الساحل الرابط بين جوانو، و سيدي سالم، في حال وقوع أي تسرب، حيث دعت عدة جمعيات ناشطة في مجال البيئة لإيجاد حل بديل لنقل هذه المادة الحساسة للميناء كونها تشوه المنظر الجمالي للمنطقة، كما تقدمت مصالح الولاية بطلب لمؤسسة فرتيال لانجاز أنبوب أرضي، من أجل انجاز أشغال كورنيش حي سيبوس.
حسين دريدح  

الرجوع إلى الأعلى