محتجــــون يعترضــــون على استثمــــار فلاحي بقيمـة 18 مليـــون أورو بالمسيلـــة
قام، أمس، العشرات من المواطنين من بلديتي عين الريش و سيدي أمحمد، بوقفة احتجاجية أمام مقر دائرة عين الملح جنوب ولاية المسيلة، و الذي احتضن اجتماعا موسعا ترأسه الأمين العام بالولاية مع أعيان المنطقة، تحضيرا لإنشاء محيط فلاحي على مساحة تفوق 7 آلاف هكتار لفائدة مستثمر سعودي ينوي خلق قطب فلاحي، و مشروع ضخم لإنتاج اللحوم البيضاء و الحمراء، يوفر ما لا يقل عن 2800 منصب شغل لأبناء الجهة.
المحتجون الذين قدموا من جميع مناطق الوطن، و من ولايات شرقية، و ينحدرون من مناطق فيض الدواودة، دوار السبع، و هارون، نظموا وقفة احتجاجية أمام مقر الدائرة قصد إرغام الجهات المعنية بملف الاستثمار، التراجع عن منح أراضيهم على حد قولهم لمستثمر أجنبي.
و قالوا بأن السلطات المحلية و منتخبي البلدية السابقين لم يستشيروهم في أمر إنشاء المحيط الفلاحي بالمنطقة، على مساحة تفوق 7 آلاف هكتار، و هو ما يتعارض مع رغبتهم في استغلال هذه المساحة في الرعي، و الزراعة، و التي قالوا بأنهم يستغلونها منذ سنوات طويلة، رافعين العديد من الشعارات و اللافتات المعارضة للاستثمار الخاص.
و حسبما استفيد من مصدر مسؤول بقطاع الفلاحة في تصريح للنصر، فإن هذه المساحة التي قررت السلطات الولائية إنشاء محيط فلاحي عليها، هي ملك للدولة، و غير مستغلة من قبل، و هي محل مفاوضات مع مستثمر سعودي لمنحها إياه في إطار حق الامتياز لانجاز مشروع فلاحي ضخم يتضمن زرع مادة السوجا، و تربية الأبقار و الدواجن، إضافة إلى مذبح بمواصفات عالمية.
على أن يوفر هذا الاستثمار الذي تقدر قيمته المالية بحوالي 18 مليون أورو، حوالي 2800 منصب شغل لأبناء المنطقة الجنوبية للولاية، و من شأنه أن يخلق حركية اقتصادية كبيرة بالجهة خلال السنوات المقبلة إن تحقق على أرض الواقع، خاصة و أن المستثمر يرغب في الحصول على مساحة تتجاوز 16 ألف هكتار.
و أوضح ذات المتحدث، أن هناك نية غير صادقة من قبل هؤلاء المواطنين المحتجين الذين قدم عدد منهم من ولايات شرقية، و لم يكونوا أبدا مشتغلين في الاستصلاح الفلاحي طيلة السنوات الماضية، و لكنهم ما إن سمعوا بوجود نية للاستثمار على مساحة الأراضي التي هي ملك للدولة، طمعا منهم في الضغط من أجل الحصول على تعويضات مالية.
اجتماع أمس بمقر دائرة عين الملح، حضره ممثلون عن أعيان المنطقتين، و عن قطاعات الفلاحة، الري، مسح الأراضي، و أملاك الدولة، و ترأسه الأمين العام بالولاية، و الذين حاولوا إقناع السكان بأهمية المشروع من ناحية توفير مناصب شغل دائمة لأبنائهم، و خلق الثروة، و إنعاش هذه المناطق البائسة و النائية اقتصاديا، من خلال الاستثمارات الإستراتيجية المثمرة.
فارس قريشي                         

الرجوع إلى الأعلى