20 عامـــا سـجنــــا لـمروجــي الـمخدرات علـى محـــور المغـرب ــ العاصمـة و عين مليلــة
قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة، أمس، بالسجن 20 عاما في حقِّ أربعة متهمين بحيازة، و وضع للبيع، و شراء مخدرات قدرت بـ92 كيلوغراما، نقلت من العاصمة إلى عين مليلة قادمة من المغرب، عبر بارون لازال حرا يدعى “محمد البليدي” تارة، و”البجاوي” تارة أخرى، فيما تمت تبرئة ساحة متهمين آخرين.
و حسب قرار الإحالة، فقد تحصلت مصالح الضبطية القضائية على معلومات شهر أكتوبر العام 2016، تشير إلى وجود مجموعة تروِّج المخدرات بالشرق الجزائري، انطلاقا من الحدود مع المغرب، مرورا بالبليدة، و تيزي وزو، و العاصمة، حيث تسلَّمُ للبارون المعروف بـ”موح البليدي، أو البجاوي”، ليقوم هو الآخر ببيعها لآخرين قصد توزيعها بمدينة عين امليلة تحديدا، و وضع خطة للإيقاع بعناصر الشبكة.
و لدى ترصد المعنيين بإحدى محطات الخدمات بمدينة عين مليلة، تمَّ توقيف المتهم “ح. أ. م”، و”ح. م” على متن شاحنة من نوع “رونو بوكسر”، و على متنها 92 كيلوغراما من المخدرات نوع الكيف المعالج بمادة “تي. آش. تي” المحظورة دوليًّا.
و حال سماع المتهمين، أفاد “ح. أ. م” بنقله، و اتجاره بالمخدرات من البليدة، و العاصمة للوجهة الأخيرة بعين مليلة، و هذا لصالح المدعو “ع. ز. ا” الذي يروجها بهذه المدينة التابعة لأم البواقي بمعرفته، كما قام بعملية أخرى إلى مدينة آزفون بتيزي وزو، مع “موح البليدي”، فيما أفاد المتهم الآخر “ح. م” الذي كان على متن الشاحنة، بعدم معرفته بنشاط صديقه، و أنه رافقه إلى عين مليلة لشراء قطع الغيار، و مؤانسته في الطريق، فيما نفى المتهم الآخر الموقوف رفقة “ع. ز. ا” عمله أيضا بقضية المخدرات.
أما المتهم “د. ن”، فألقي القبض عليه لما تقدَّم من مصالح الأمن بخصوص استرجاع شاحنة موضوعة بالمحشر، موكلة باسمه، و عند التحقيق معه أشار إلى المسمى “محمد البجاوي” الذي تعرف عليه في الملاهي، و طلب منه مساعدته في سياقة الشاحنة المحملة على حد رواية البارون بالمشروبات الكحولية، مقابل مبلغ مالي اقترحه عليه مقدر بـ100 مليون، فقال بأنه قبل طمعا في تحسين ظروفه المعيشية، لكنه تفاجأ بهربه من أمام حاجز أمن، و عدم امتثاله لأمر التوقف، ما جعله يطلب منه التوقف، و غادر نحو مدينة “بوليماط” ببجاية، و توجَّه إلى بيته في صباح اليوم الموالي، نافيا علاقته أو علمه بالمخدرات، رغم مشاهدته لهذا البارون و هو يستلم علبتي كرتون يجهل محتوياتها، قبل المرور عبر الحاجز.
المتهم “ج. خ” و حسب التحريات، تبين أنه موزع المخدرات على مستوى مدينة عين مليلة، رغم نفيه مرارا علاقته بالمجموعة، و حتى امتلاكه لهاتف نقال، غير أن بعض القرائن تفيد بتغييره لاسمه حتى يدرأ الشبهة عنه، كما وجدت الأموال المنتظر تحصيلها عن عملية التسليم بيده.
النائب العام اعتبر أركان الجريمة واضحة، و خطرها على الاقتصاد و الصحة العامة لا نقاش فيه، زيادة على مدِّ يد العون لجهات أجنبية لزعزعة استقرار الجزائر، و العقوبات المحددة قانونا في مثل هذه الحالات كافية للردع، ملتمسا المؤبد ضد الجميع.
دفاع المتهمين التمس البراءة لكل من “أ. ع”، و”د. ن”، و”ح. م”، و انتفاء الدعوى في حق “ج. خ” لشهادة متهم آخر عليه، و التخفيف لـ”ح. أ. م”، و”ع. ز. ا” بعد اعترافهما بالجريمة، ليتمَّ الحكم على “ح. أ. م”، و”ع. ز. ا”، و”د. ن”، و”ج. خ” بـ20 عاما عن جناية البيع قصد الشراء، و نقل المخدرات في إطار جماعة إجرامية منظمة، و البراءة لكل من “أ. ع”، و”ح. م”.
فاتح/خ

الرجوع إلى الأعلى