سرقت الأجواء التي عايشها مركب الشهيد حسين رويبح بجيجل أول أمس، الأضواء وصنعت الحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأن قمة الموسم في بطولة ما بين الجهات بين «النمرة» ومولودية بجاية، استقطبت اهتمام ما لا يقل عن 40 ألف متفرج، اكتظت بهم المدرجات، وهي المرة الأولى في تاريخ البطولة الوطنية التي تجرى فيها مقابلة من الدرجة الثالثة بحضور جمهور قياسي.
واكتسى ملعب رويبح بجيجل حلة «استثنائية» باللونين الأخضر والأبيض، لأن الأنصار من كل سكان بلديات الولاية سجلوا حضورهم الفعلي في المدرجات، مع تسجيل تنقل قرابة 4 آلاف مناصر للمولودية البجاوية، رغم صعوبة التنقل بين الولايتين المتجاورتين، بسبب الانزلاق الأرضي الذي حصل على مستوى إقليم بلدية زيامة منصورية، فكان الإقبال قياسيا، لتكون «أوركيسترا المدرجات» على موعد مع أجواء خرافية، تبادلت من خلالها فرق «الإلتراس» من الجانبين وضع البصمات على هذا الحدث، والزيادة من جمالية العرس الكروي، بالمزاوجة بين رفع «التيفو» واستعمال الألعاب النارية، طيلة فترات المباراة.
واستغل أنصار «النمرة» فرصة هذه القمة لتوجيه الكثير من الرسائل، والتي تمحور مضمونها حول أحقية الولاية رقم 18 في التمثيل بفريق في مستوى أعلى من الهرم الكروي الوطني، لأن القاعدة الجماهيرية التي سجلت حضورها بمدرجات ملعب رويبح تستحق التواجد في الرابطة الثانية، بصرف النظر عن التركيبة البشرية، ومشوار الفريق في بطولة ما بين الجهات للموسم الجاري، كما أن شبيبة جيجل ظلت وعلى مدار 4 مواسم متتالية تتنافس على ورقة الصعود إلا أنها تخسر الرهان في كل مرة، والمعطيات الأولية تمنحها أفضلية لفك هذه العقدة، وتجسيد حلم العودة إلى الرابطة الثانية.
وما زاد العرس الكروي بجيجل رونقا وجمالا الروح الرياضية العالية بين الفريقين، لأن إدارة «النمرة» خصت ضيوفها باستقبال «مميز» بالورود، وكذلك الحال بالنسبة للأنصار، الأمر الذي ساهم بصورة مباشرة في تلطيف الأجواء، لأن المباراة حافظت على نفس الإطار حتى بعد إطلاق الحكم الدولي بوخالفة صافرة النهاية، لأن تصفيق الأنصار على لاعبي الفريقين كان بمثابة اعتراف بالمجهودات المبذولة لتجسيد حلم الصعود، ومن الجانبين، لكن التعادل المسجل أجل الكشف عن هوية البطل، كما تعانق رئيسا الفريقين بعد نهاية اللقاء، دون تسجيل أي تجاوزات من طرف الأنصار، لأن العرس سار وانتهى في روح رياضية عالية، فكان تقدير «الامتياز» من نصيب «أوركيسترا المدرجات» بالإقبال القياسي والأجواء الخرافية، بينما لم يرق الصراع الميداني إلى مستوى التطلعات، لأن المباراة كانت «مغلقة»، والجزئيات لم تكن فاصلة.
وسارع رئيس مولودية بجاية، جمال بوخيبة، إلى تقديم تشكرات أسرة «الموب» لإدارة شبيبة جيجل على حفاوة الاستقبال، وتأكيده على أن العلاقة بين الفريقين وطيدة، في الوقت الذي نوه فيه رئيس «النمرة» خليفة بن قعود بمدى تجاوب الأنصار مع هذا الحدث، وأشار إلى أن هذا الإقبال القياسي يزيد من تمسك الإدارة بحظوظ الصعود، لأننا ـ كما قال ـ « كنا نمني النفس بأن يكون الاحتفال بالصعود مباشرة بعد هذه المباراة، إلا أن حقيقة الميدان أجبرتنا على العيش لفترة أطول تحت الضغط، لكن ومهما تكن الظروف فإننا سنبذل قصارى جهودنا لتجسيد الحلم، وجعل الولاية تعيش فرحة تاريخية».
 ص / فرطاس

الرجوع إلى الأعلى