ملاسنات و ردود مثيرة في ندوات بلماضي الصحفية
كانت «نجومية» الناخب الوطني جمال بلماضي في النسخة 32 من نهائيات كأس أمم إفريقيا، التي أقيمت بمصر متعددة الجوانب، ولم تتوقف عند نشاطه الميداني، باعتباره «مهندس» تتويج الخضر باللقب القاري، وكذا ظفره بجائزة أفضل مدرب، بل أنه كان قد صنع الحدث بطريقته «المميزة»، في التعامل مع بعض الحالات «الاستثنائية» التي شهدتها المؤتمرات الصحفية الرسمية، بدليل أن أغلب الندوات التي نشطها، عرفت تسجيل أحداث بينه وبين ممثلين عن الأسرة الإعلامية، ولو أن هذا الأمر ليس بجديد على بلماضي، وإنما يعود إلى سنوات طويلة، حتى في مسيرته كلاعب، وكذا في تجربته الخليجية في قطر، ويعكس الشخصية القوية لصانع «المعجزات»، الذي نصّب النخبة الجزائرية على عرش إفريقيا، بعدما كان قد أهدى قطر لقب كأس أمم أسيا.
خرجات بلماضي في النهائي كانت بطابع خاص، لأن رده على صحفي جريدة «الأهرام» المصرية، كان عبارة عن رسالة واضحة المضمون، مادام كل كاميرات مختلف القنوات، كانت قد تناقلت فيديوهات، تثبت صور اهتزاز الجمهور المصري تفاعلا مع هدف التعادل لمنتخب نيجيريا، في مرمى الخضر في لقاء نصف النهائي، وما نتج عن ذلك من مناوشات خفيفة مع المناصرين الجزائريين، وكأن الصحفي المصري كان يسعى للحصول على موقف رسمي، من الطرف الجزائري بخصوص الجماهيرية المصرية، وردة فعلها إزاء الانجاز الباهر للكرة الجزائرية في مصر، فكان بلماضي أذكى منه بكثير، واستعمل أسلوبا فيه الكثير من «السخرية»، بالتأكيد على أنه مضطر للخضوع لمعاينة لدى طبيب العيون، مباشرة بعد عودته من القاهرة، لأنه لم ير ما تحدث عنه الصحفي صاحب السؤال، من تجاوب للجمهور المصري مع التتويج الجزائري.
نيجيرية وسنغالي راحا ضحية صراحته !
كانت لبلماضي حادثة أخرى، في الندوة التي أعقبت النهائي، حيث حاول صحفي سنغالي استفساره عن طريقة اللعب المنتهجة، وعدم قدرة النخبة الوطنية على الاحتفاظ أطول فترة ممكنة بالكرة، فكان رد بلماضي واضحا وصريحا : « نحن أخذنا الكأس إلى الجزائر ومنتخب السنغال عليه أخذ الكرة إلى بلده».
خرجات الناخب الوطني تجاه الاعلاميين بلغت الذورة في المنعرج الأخير من «الكان»، لأن المباراة النهائية كانت مسبوقة بحادثة طريفة، كان بطلها صحفي من السنغال، بادر إلى السؤال عن نظرة بلماضي للمقابلة، ومقارنتها بلقاء الدور الأول، لكن وما أن شرع مدرب الخضر، في الإجابة، حتى تدخل نفس الصحفي دون سابق إشعار، وحاول الغوص في عمق الإجابة، ليثور بلماضي في وجه، وأكد بأنه يجيب على الأسئلة كما يريد، وليس بالكيفية التي يبحث عنها كل صحفي.
وفي سياق متصل، فإن موقعة نصف النهائي ضد نيجيريا شهدت «خرجتين» لبلماضي بسبب الصحفيين، الأولى كانت ببصمة واضحة من صحفية نيجيرية، عمدت إلى استفزازه بالحديث عن تصرف بن سبعيني تجاه المهاجم الإيفواري زاها، وسألت عن موقفه كمدرب، فسمعت ما يرضيها بحضور حشد غفير من الإعلاميين، ليتكرر نفس «السيناريو» بعد المباراة، حيث عادت هذه القضية لتطفو مجددا على السطح، إلا أن بلماضي كان «ديبلومسيا»، واكتفى بالإجابة  بأن الجزائر في النهائي، في الوقت الذي كان فيه قد بصم على «حادثة»، مميزة مع بعض الإعلاميين الجزائريين، الذين ما فتئوا يسألون عن نظرته لباقي مشوار المنتخب في هذه الدورة، ابتداء من ربع النهائي، وطالب بتفادي تكرار نفس السؤال، واعتبر ذلك من الجوانب التي تزيد من الضغط على اللاعبين.
أول ندوة صحفية بالجزائر كانت مكهربة
الوجه الأخر للناخب الوطني في ندواته الصحفية، كانت قد ارتسمت لدى الاعلاميين الجزائريين منذ خرجته الأولى في الجزائر، بمجرد ترسيمه على رأس العارضة الفنية للمنتخب، لأنه ندوته الأولى في أوت 2018 عرفت «حادثة» الهواتف النقالة، والتي جعلته يكشف عن تذمره الكبير، ويطلب من الصحفيين التحلي بالاحترافية، وذلك بغلق هواتفهم أثناء الندوات الصحفية، لتشهد ندوة 03 سبتمبر 2018 «تكهرب» الأجواء، بعد كشفه عن أول قائمة له، تحسبا للمباراة الأولى له مع الخضر أمام غامبيا، حيث لم يتحمل «وابل» الأسئلة، والذي صب كله في خانة تهميشه اللاعبين المحليين، مع مطالبته بتوضيحات حول بعض الخيارات، لينفجر غضبا ويصف بعض الصحافيين بعبارة «المنافقين الذين يعانون من مرض نفسي»، وهو نفس الطرح الذي ذهب إليه في المؤتمر الصحفي الذي نشطه يوم 10 جوان الماضي بالدوحة، على هامش تربص المنتخب بقطر، إذ استغل الفرصة لنشر الغسيل بخصوص الزوبعة الإعلامية، التي أثيرت حول ما اصطلح عليها بقضية «عطال»، ومركز سيدي موسى»، إذ لم يتوان بلماضي في اتهام كاتب المقال بالخيانة، ومحاولة ضرب استقرار المنتخب والبلاد على حد سواء.
والملفت للإنتباه، أن حلقات مسلسل بلماضي مع «الصحافة» ظلت متواصلة، وكانت مع جنسيات مختلفة، لأن الناخب الوطني يفرض شخصيته القوية في جميع المواقف التي تمسه أو تستفزه، بدليل ما حدث له في 17 نوفمبر 2018 بالعاصمة الطوغولية لومي، لما كان بصدد الاحتفال بنجاح النخبة الجزائرية في التأهل إلى «كان 2019» على حساب الطوغو، لأن أحد الصحفيين الطوغوليين عمد إلى نرفزته، بالسؤال عن موقف اللاعبين الجزائريين «مزدوجي» الجنسية من القارة الإفريقية، فكان رد بلماضي بمغادرة القاعة، ومقاطعة الندوة.
أغرب موقف حدث له في قطر
علاقة مدرب الخضر، مع الصحافة التي تستفزه كان الجميع قد اكتشفها في موقف «غريب» يوم 03 نوفمبر 2017، عندما كان على رأس نادي الدحيل القطري، لأنه وبمجرد دخوله قاعة المؤتمرات، لتنشيط ندوة التقى بصحفي من جريدة «الوطن» القطرية، فثار في وجهه، واتهم طاقم جريدته بالكذب وترويج الإشاعات، بعد تداول خبر شخصي يخصه، ولم يتمالك بلماضي أعصابه فراح ينعته بشتى النعوتات «المشينة»، قبل أن يستخرج من ذاكرة هاتفه، الموضوع الذي فجر غضبه، ويظهره لجميع الإعلاميين، الذين كانوا حاضرين في القاعة من أجل تبرير موقفه.           
ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى