- ميركاتو - المدربين يسيطر على سوق التحويلات الشتوية !
رغم مرور عشر سنوات كاملة على ولوج عالم الاحتراف في الجزائر، إلا أن غالبية فرقنا المحلية الناشطة بالرابطتين الأولى والثانية لا تزال تُسير بطريق هاوية، في ظل غياب إستراتيجية واضحة للمسؤولين، وهو ما تؤكده العديد من المهازل، على غرار الفضيحة الحالية التي هي حديث العام والخاص في الشارع الرياضي الجزائري، والمتمثلة في عدم امتلاك عشرة نوادي كاملة لمسؤول أول على العارضة الفنية، عقب إقالة البعض واستقالة البعض الآخر، ليتفوق بذلك ميركاتو المدربين على ميركاتو اللاعبين الذي يشهد حالة من الركود، رغم مرور أكثر من عشرة أيام كاملة عن افتتاح سوق الانتقالات الشتوية.
وتبقى ستة فرق من الرابطة المحترفة الأولى دون مدرب رئيسي، يتقدمها الرائد شباب بلوزداد، الذي اضطر للتفريط في خدمات التقني التلمساني عبد القادر عمراني، بعد الطلبات المتكررة للأخير بمغادرة بيت "أبناء العقيبة"، في ظل عدم رضاه عن تصرف بعض الجماهير مع النتائج المسجلة في آخر الأسابيع، إضافة إلى بطل الرابطة الأولى قبل موسمين، شباب قسنطينة الذي أنهى مؤخرا ارتباطه مع المدرب الفرنسي دينيس لافان، بعد حرب معلنة دامت لعدة أشهر مع المسؤولين، ناهيك عن نادي مولودية الجزائر الذي أقال التقني الفرنسي الآخر برنار كازوني، بسبب عدم اقتناع المدير الرياضي فؤاد صخري بالمردود المقدم من طرف التشكيلة، فضلا عن الانسحاب المفاجئ لكل من آيت جودي ونذير لكناوي من فريقي جمعية عين مليلة واتحاد بسكرة على التوالي، دون أن ننسى إقالة ليامين بوغرارة، من على رأس العارضة الفنية لشبيبة الساورة.
ولا تختلف الأوضاع في الرابطة الثانية عن نظيرتها في الأولى، على اعتبار أن أربعة فرق دون مسؤول أول على العارضة الفنية، و يتعلق الأمر بكل من جمعية الخروب وشبيبة بجاية ومولودية سعيدة ومولودية العلمة، بعد إقالة واستقالة كل من رشيد بوعراطة ومعز بوعكاز وإدريس غيموز وصحراوي توهامي.
وفي ظل المعطيات الحالية، يركز رؤساء و مسؤولو الأندية بقسميها الأولى والثانية على التعاقد مع المدربين، أكثر من تركيزهم على تدعيم الصفوف بلاعبين جدد، ليتحول بذلك الميركاتو الخاص باللاعبين إلى ميركاتو المدربين، وهو ما يؤكد عمق الأزمة الموجودة في كرتنا المحلية التي تفتقد لأدنى معايير الاحتراف الحقيقي، ما انعكس بالسلب على نتائج أنديتنا على المستوى القاري، مقارنة بفرق جارة، على غرار الترجي التونسي والوداد البيضاوي المسيطرة على الألقاب العربية والإفريقية، على مدار السنوات الأخيرة.
ويشهد تحويل اللاعبين في الجزائر، رغم مرور أكثر من أسبوع من افتتاح الميركاتو الشتوي حالة من الجمود والركود، في غياب الخيارات الجيدة، ومعاناة غالبية الفرق من أزمة مالية خانقة، حالت دون النجاح في تلبية المطالب المالية للاعبين، الذين باتت رواتبهم الشهرية تفوق حاجز 100 مليون سنتيم، حتى بالنسبة للراغبين في الانتقال لأندية الرابطة الثانية.   
مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى