حققت شبيبة سكيكدة الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، بعد انتظار دام 33 عاما، أعادت به الأفراح والاحتفالات لمدينة روسيكادا، عقب سنوات عجاف عاشت خلالها نكسات متتالية، جراء الأزمة المالية والصراعات والخلافات بين طاقم سفينة الشبيبة التي كانت تبحر بعيدا، لكنها تفشل في الرسو في شاطئ حظيرة الكبار، والصعود كان يفتك منها في الجولات الأخيرة، لكن بقدوم الإدارة الحالية، عرفت كيف تستفيد من الأخطاء السابقة، وتمكنت من تكوين فريق تنافسي أعاد الهيبة للمدرسة العريقة التي أنجبت الإخوة بوشاش ودراوي ونعيم، واستحقت الصعود عن جدارة واستحقاق في مركز الوصافة.

إعداد: كمال واسطة
ورغم أن الكثيرين شككوا مع بداية الموسم في قدرة الفريق على تحقيق الهدف المسطر، بسبب النتائج المتذبذبة المسجلة، لكن أهل الاختصاص يرون أن مجيء المدرب إفتيسان كان نقطة تحول جذرية في الشبيبة، حيث ظهرت التشكيلة بمستوى أفضل، وتوالت النتائج الايجابية بتركيبة أظهرت إرادة كبيرة وصلابة بقيادة القائد بن حوسين، أين كان أبناء روسكيادا بمثابة رجل واحد فوق الميدان، واضعين الصعود صوب أعينهم والأزمة المالية وراء ظهورهم.
وبلغة الأرقام لعب الفريق 23 مباراة، حقق خلالها 40 نقطة، منها 12 لقاء داخل الديار، و11 خارج أسوار ملعب 20 أوت، فاز ب11 مواجهة  و7 تعادلات و5 هزائم، حيث سجل هجوم الشبيبة 29 هدفا، واستقبلت شباكه 21 هدفا.

قائمة اللاعبين


قاسم، بوشارب، ربيعي، عريبي، زيواش، نصيري، خوذة، بن حوسين، زحزوح، بحراوي، خنلب، زغنون، سيماني، سوان، مرزوقي، بطروني، حداج، سي محمد، عيبود، ، بوقروة، لداعورى، لبمهان، حميدي، بوعوينة.
المدرب: يونس إفتيسان

رئيس الشركة الرياضية جمال قيطاري: أنا أسعد إنسان والثقة المتبادلة «كلمة السر»
• أنتظر ملاقاة إفتيسان لرسم خارطة الطريق

• الشبيبة في الرابطة المحترفة الأولى بعد 33 سنة من الانتظار، وعدت ووفيت، أليس كذلك ؟
صحيح، عندما باشرت مهامي على رأس الفريق في الموسم الرياضي 2018-2019 وعدت الأنصار بتحقيق الصعود للرابطة المحترفة الأولى، لكن تعذر ذلك لعدة عوامل أبرزها استلامي المهام قبل 17 يوما فقط من بداية البطولة، فضلا عن الأزمة المالية الخانقة، عكس ما كان عليه الحال بالنسبة للموسم الحالي، أين حضرنا أنفسنا جيدا من جميع النواحي مع الحفاظ على تركيبة اللاعبين، وإجراء تحضيرات جيدة، من خلال برمجة تربصين بتونس، وآخر بمركز البارز بسطيف، مع تدعيم مادي من المؤسسة المينائية بأربعة ملايير، قبل أن نقوم بانتدابات نوعية بلاعبين جدد، وتغيير على مستوى العارضة الفنية، باستقدام المدرب القدير يونس إفتيسان مكان بن شوية، والحمد لله الأمور سارت كما ينبغى بتوفيق من الله عز وجل.
• نجحتم في تحقيق الصعود في مناسبتين، بعد أن فشلت أسماء كثيرة بارزة سبقتك في رئاسة الفريق، ما السر في ذلك يا ترى ؟
المعادلة بسيطة جدا، عندما تريد النجاح في مهمتك، يجب أن تسود الثقة المتبادلة بين اللاعبين والطاقم الإداري والفني، فتماسك المجموعة عامل مهم جدا، سيما وأن كل العناصر «أبناء عائلة»، ولم تحدث أي مشاكل داخل الفريق، بالإضافة إلى الانضباط، وأيضا الصراحة والنزاهة، فعندما أتفق مع اللاعبين على منحة معينة أكون في الموعد، فالتسيير الناجح يجب أن يتركز على هذه الأسس لتفادي خروج الأمور عن السيطرة.
• ما تسمى بـ»المعارضة» حسب الأنصار حاولت الضغط عليكم، لدفعكم للانسحاب من الفريق، و الكثير توقع فشلكم في المهمة، ما رأيك ؟
حرصت منذ تولي مهامي على رأس الفريق على العمل في صمت، كما يقول المثل «الصمت حكمة «، وفضلت عدم الرد على مثل هؤلاء الأشخاص، لأنني قطعت عهدا مع نفسي على ترك بصمتي في تاريخ الشبيبة، والحمد لله وفقني المولى عز وجل في مهمتي، لأنه لو أكثـرت من الكلام والرد لما تركوني وشأني.
• الأنصار يطالبون ببقائك على رأس الفريق، ويرون فيك الشخص المناسب، ماذا قررت ؟
أشكر كثيرا الأنصار على الثقة التي يضعونها في شخصي، لكن ما يمكن قوله مبدئيا لا يمكنني المواصلة في منصبي، وقراري الأخير بالبقاء من عدمه سأكشف عنه بعد لقائي مع السلطات المحلية ومديرية الشبيبة والرياضة، وأجدد تأكيدي أنه لا بد من شركة عمومية تتولي مهمة تسيير الفريق، مثلما سبق وأن كشفت عنه السلطات العمومية، ونحن في انتظار التعرف على الشركة، وإتمام الإجراءات، وأنا مستعد لتسليم المهام، لأن الأمور ستكون صعبة الموسم المقبل، ولا بد من توفر عدة عوامل للنجاح في المهمة.
• هل باشرت التحضير للموسم المقبل ؟
بطبيعة الحال، الوقت ليس في صالحنا ولا بد من الشروع في التحضير للموسم المقبل، وننتظر ملاقاة المدرب لرسم خارطة طريق، والبداية ستكون بأسماء اللاعبين الذين سنتحفظ بهم، وكذا المسرحين، ثم نقوم بضبط حاجيات الفريق، ومن الممكن جدا أن نعين مناجيرا يتكفل بهذه المهمة.

مدرب الفريق يونس افتيسان: الشبيبة تملك كل مقومات النجاح في المحترف الأول
• لو أكملنا البطولة لصعدنا في الصدارة

• يرتبط اسمك دائما بالصعود، هذه المرة كان مع شبيبة سكيكدة بعودتها لحظيرة الكبار بعد 33 سنة من الانتظار، ما تعليقك ؟
حقيقة، أنا سعيد جدا بصعود الفريق للرابطة المحترفة الأولى، خاصة وأن شبيبة سكيكدة مدرسة عريقة تستحق أن تكون في قسم النخبة، ولما قبلت عرض الشبيبة سطرت لعب الصعود كهدف رئيسي، لكن لمست أن الأنصار والمسيرين لم يؤمنوا بذلك، خاصة وأن مجيئي تزامن مع فترة سجل فيها الفريق نتائج متذبذبة، ولهذا اجتمعت مع اللاعبين وشرحت لهم طريقة العمل، وما ينتظرنا من أهداف وتحديات، وقلت لهم بصريح العبارة «طبقوا تعليماتي وبرنامج عملي وعليكم بمحاسبتي في  نهاية الموسم «، وبمرور الوقت بدأنا نجني الثمار، وحتى الأنصار وقفوا إلى جانبنا وساندونا إلى آخر لحظة، والحمد لله المجهودات والتعب لم تذهبا سدى، وحققنا ما كنا نصبو إليه، بفضل تجند الجميع، سيما اللاعبين الذين يعود لهم الفضل الكبير في هذا الإنجاز رغم أنهم لم يحصلوا على مستحقاتهم، وهذا الصنف من اللاعبين قلما تجده في الوقت الحالي، وعليه أرى بأنهم يستحقون كل الشكر والثناء على تضحياتهم وصبرهم، دون أن أنسى الطاقم الاداري وعلى رأسه الرئيس قيطاري والسلطات المحلية التي وقفت بجانب الفريق وكذا الأنصار الذين كانوا بجانبنا في كل الأوقات.
• هذا الإنجاز لم يكن سهلا، وصادفتكم الكثير من الصعوبات، أليس كذلك ؟
بطبيعة الحال، الصعود لم يأت بسهولة كما يعتقد البعض، لأن مبارياتنا كاملة كانت صعبة للغاية، وكنا نلعبها بطابع الكأس سواء بملعبنا أو خارج الديار، لأن حوالي ستة فرق كانت تتنافس على الصعود، وبفارق نقطي ضئيل لهذا كان كل فريق يسعى لتحقيق الفوز على الشبيبة، والتواجد ضمن كوكبة الأربعة الأوائل المعنية بالصعود، ولحسن الحظ أننا تمكنا من احتلال مركز الوصافة، وكنا قادرين على خطف الريادة لو استمرت البطولة، لأن أداء ونسق التشكيلة كان يتصاعد من جولة لأخرى، كما أن المباريات المتبقية جلها في صالح الشبيبة.
• هل قررتم البقاء في العارضة الفنية للفريق أم تغيير الأجواء ؟
 أنا من المدربين الذين يبحثون عن الاستمرارية والاستقرار، لأنهما عاملان مهمان في نجاح أي فريق، ولهذا لا أخفي عليكم، رغبتي في البقاء مع الشبيبة، لأن عملا كبيرا ينتظرنا، سيما وأن المهمة ستكون صعبة جدا في الرابطة المحترفة الأولى، وتتطلب تضافر جهود الجميع، وأقول أن العمل للموسم المقبل يبدأ من الآن، بالإسراع في تسوية المستحقات المالية للاعبين، وهذا إحدى شروط بقائي في الفريق، إلى جانب وجوب وقوف السلطات المحلية والولائية وعلى رأسها الوالي مع الفريق، من خلال التخطيط على المديين المتوسط والطويل، ولما لا بناء مركز تكوين لفائدة شبان المدينة، كما يجب استخلاص الدروس من الموسم السابقة.
• كلمة لأنصار الفريق ؟
شبيبة سكيكدة، تملك قاعدة جماهيرية كبيرة ويجب استغلال هذا العامل المهم، وأنتهز هذه المناسبة، لتقديم شكري الكبير للأنصار الذين قاموا بدور كبير مع الفريق سواء داخل وخارج الديار، ومن حقهم أن يفرحوا كثيرا بهذا الصعود الذي انتظروه طويلا.

رشيد شرود مدافع وقائد سابق للفريق: استقدام 5 لاعبين سبب سقوطنا من الوطني الأول

أبدى قائد شبيبة سكيكدة في سنوات الثمانينات رشيد شرود سعادته بصعود الفريق إلى الرابطة المحترفة الأولى، ووجه تحية خاصة للاعبين والطاقمين الفني والإداري، وكل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز بعد طول غياب.
 وعاد بنا شرود إلى سنة 1986 عندما صعد الفريق للقسم الأول قبل السقوط في الموسم الموالي، مرجعا السبب إلى استقدام الإدارة آنذاك خمسة لاعبين دون المستوى المطلوب، حيث لم يقدموا الإضافة اللازمة، وتبين بمرور الوقت أن مستواهم أقل من العناصر التي تم إبعادها من التشكيلة، ما جعل الصراعات والخلافات سيدة الموقف، مرجعا ذلك لسوء التسيير من طرف الإدارة.
كما انتقد شرود، اعتماد الإدارة على اللاعبين من خارج الولاية، وإهمال وتهميش أبناء النادي، ممن تكونوا في الأصناف الصغرى، حيث قال أن الفريق الرديف يتوفر على لاعبين ممتازين، يمكنهم اللعب في صنف الأكابر، وتعجب لتفريط الإدارة في العديد منهم لفائدة أندية من الرابطة الأولى، متوجها بنداء للمسيرين بضرورة الاعتناء بالمواهب والرجوع للتكوين.

قائد الفريق زكرياء بن حوسين: الصعود هديتنا للأنصار والمستحقات النقطة السوداء في مشوارنا

أكد قائد الفريق زاكي بن حوسين للنصر، أن فرحة كبيرة غمرته بتحقيق الشبيبة الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، ومساهمتهم كلاعبين في إدخال البسمة على الأنصار واحتفالهم في الشوارع بهذا الإنجاز الذي انتظروه 33 سنة كاملة، حيث قال: « الحمد لله لقد وفينا نحن اللاعبون بوعدنا اتجاه الأنصار، وأتذكر جيدا ما كانوا يقولون لنا عقب كل مباراة، بأنهم يتمنون تحقيق أمنيتهم برؤية الشبيبة في الرابطة المحترفة الأولى، فليس سهلا أن تساهم في صعود فريق بعد 33 سنة من الانتظار، فهذا إنجاز يبقى في الذاكرة، لكن للأسف تبقى قضية المستحقات نقطة سوداء، ومن غير المعقول أن نحقق الصعود ومستحقاتنا عالقة منذ 7 أشهر».
وأضاف بن حوسين قائلا: « في أصعب الظروف لم ندر ظهرنا للفريق، رغم الأزمة المالية، وتأخر الإدارة في تسوية مستحقاتنا المالية، حيث تعاهدنا على التضحية من أجل تحقيق هذا الإنجاز، وحان الوقت للحصول على مستحقاتنا وفقط، ونترك للأنصار الحكم على ذلك، ومثلما يقال حب أنصار الشبيبة لنا لا يقدر بالمال».
وعن قراره بالبقاء في الفريق أو تغيير الأجواء الموسم المقبل، كشف بن حوسين أنه تلقى ثلاثة عروض من أندية طلبت الاستفادة من خدماته، منها فريق ينشط في الرابطة المحترفة، إلى جانب فريقين من الرابطة الثانية، لكن لم يفصل بعد في وجهته القادمة وسيمنح الأولوية لشبيبة سكيكدة.

الرجوع إلى الأعلى