مونديال مصر يكشف «مأساة» صراع الفاعلين وإهمال التكوين
أنهى المنتخب الوطني لكرة اليد مشاركته في مونديال مصر 2021، بعد خوض 6 مباريات، فاز في واحدة كانت في افتتاح مباريات المجموعة السادسة من الدور التمهيدي، على حساب منتخب المغرب، قبل أن ينهزم في الخمس الموالية، اثنتان في ذات الدور والثلاثة الأخرى في الدور الرئيسي.
ورغم النجاح في تحقيق الهدف المسطر، وهو حجز مكان ضمن قائمة 24 منتخبا الأحسن عالميا، غير أن مستوى المنتخب لم يلق قبولا لدى عامة المتتبعين والتقنيين، جراء عدة عوامل جعلت اليد الجزائرية، تفقد بريقها، حيث أبان رفقاء شهبور ضعفا كبيرا على مستوى الدفاع، ما جعل الشباك تتلقى 157 هدفا، مع تسجيل هزائم بنتائج ثقيلة، عدا تلك المسجلة أمام فرنسا وفي مباراة الختام أمام سويسرا.
بطولة العالم لكرة اليد المقامة في مصر، حتى وإن سمحت بظهور الخضر مع عمالقة هذه الرياضة مجددا، بعد غياب دام 6 سنوات عن المحفل الدولي، غير أن هذه المشاركة كشفت حجم تقهقر مستوى ذات اللعبة في بلادنا خلال العقد الأخير، حتى أن المنتخب الذي سيطر في فترة ما على كل منتخبات القارة، وبلغ نهاية التسعينات مستوى سمح له بمقارعة كبار اللعبة، أضحى يجد صعوبة حتى في مجاراة نسق منتخبات القارة العجوز، مثلما حدث في مباريات إيسلندا والبرتغال، رغم أنها ليست مدرجة في خانة منتخبات الصف الأول.
تدني مستوى الخضر، حتى وإن كانت تركيبة المنتخب الحالية من لاعبين وطاقم فني، لا تتحمل لوحدها تبعات الأداء المخيب، بل بالعكس تستحق التشجيع لأنها نجحت في حصد ثمار المدى القصير لمشروع اتحادية حبيب لعبان، وأولها المركز الثالث قاريا والعودة لبطولة العالم، ربطه الكثير من الاختصاصين، بمشاكل اليد الجزائرية التي سيطرت على المشهد العام في الأعوام الماضية، إضافة إلى تبعات الجائحة، التي أثرت على التحضيرات، بعدما شلّت نشاط البطولة الوطنية وأخلطت برنامج الناخب الوطني، قبل أن يجبر الفيروس آلان بورت، على وقف تربص شهر أكتوبر ثم إلغاء معسكر البحرين، غير أن نقاش مستقبل هذه الرياضة والنهوض بها لأجل العودة إلى مستوى سالف العقود، لا يمكن تلخيصه في العوامل المذكورة فقط، بل يجب توسيع النقاش إلى ما هو أعمق، وخاصة ما يتعلق بتدني العمل على مستوى النوادي وملف التكوين، حتى أن بعض عناصر المنتخب طبعة «بورت» ارتكبت أخطاء «فنية» بدائية لم نعهدها سابقا بهذا الكم، مثلما قال الناخب الوطني الأسبق عزيز درواز وقبله المدرب شعيب كافي وحتى الدوليين السابقين بن خلف الله ومحمود بوعنيق في خرجاتهم الإعلامية وتحليلاتهم، لأن دورة مصر أظهرت جليا، أن المنتخب فقد إحدى أكبر نقاط قوته، التي عرف بها في سنوات مجده، وهي المنظومة الدفاعية القوية وطريقة الدفاع، حتى أن درواز مهندس الكثير من نجاحات السباعي الجزائري ومهندس أسلوب اللعب بالدفاع المتقدم، تحسر على عدم امتلاك مدافعين يمكن التعويل عليهم في بطولة بهذا الحجم.
كريم - ك

الناخب الوطني آلان بورت للنصر
معدل عمر التشكيلة يبعث على التفاؤل ومستمر في منصبي
lأبلينا البلاء الحسن في المونديال رغم كافة العراقيل !  
يرى الناخب الوطني آلان بورت، أن المنتخب أبلى البلاء الحسن، خلال البطولة العالمية المقامة في مصر، رغم الاكتفاء بانتصار وحيد في المباريات الست التي خاضها، مشيرا في حواره مع النصر، بأنه متفائل بمستقبل الفريق، في ظل صغر سن اللاعبين وحجم التطور المسجل
أنهيتم الدور الرئيسي من البطولة العالمية في المرتبة الأخيرة، ما تعليقك ؟
صحيح أننا اكتفينا بانتصار وحيد، في المونديال وكان أمام المغرب، قبل أن ننهزم بعدها في كل المباريات، رغم أننا أبلينا البلاء الحسن أمام فرنسا وسويسرا، وهذا ما نعتبره بالمنطقي، في ظل استحالة الحفاظ على ذات المردود في كل المواجهات، سيما مع نقص التحضيرات مقارنة ببقية المنتخبات، على العموم  النتائج المحققة نعتبرها مقبولة، خاصة وأننا لاحظنا تصاعدا في النسق.
 ألا تعتقد بأنكم ضيعتم الانتصار في مواجهة سويسرا ؟
أجل، كان بمقدورنا خطف الانتصار من الفريق السويسري، غير أن هناك بعض العراقيل حالت دون ذلك، كغياب شهبور، الذي يقوم بأدوار دفاعية كبيرة، فصلا عن مشاركة القائد بركوس مصابا، وكلها عوامل منحت التفوق للمنافس، حتى وإن كنا قادرين على إنهاء اللقاء بالتعادل على الأقل.
تبدو راضيا عن الفريق رغم خيبة النتائج...
راض عما قدمناه، مقارنة بحجم التحضيرات والمصاعب التي واجهتنا، حيث استطعنا استرجاع البعض من مستوى اليد الجزائرية، لقد لاحظنا تصاعد نسق الفريق، وهذا مؤشر جيد، لأن مجال تطور اللاعبين مازال مفتوحا، ويجب استغلال كل شيء للحفاظ على هذه المجموعة وتطويرها، مع وضع إستراتيجية التألق قاريا.
 كيف ترى مستقبل التشكيلة الوطنية؟
بالعودة إلى توقف البطولة الجزائرية، وابتعاد جل لاعبينا عن أجواء المنافسة، اكتفينا خلال الشهرين الأخيرين بخوض 10 مباريات، مكنتني من الوقوف على مدى تطور التشكيلة، وصدقوني لو حظينا بوديات كثيرة قبيل المونديال، لكنا قد حققنا نتائج أفضل بكثير، ولكن لا يجب البكاء على الأطلال، بقدر ما يتوجب علينا الاحتفاظ بهذه التشكيلة، خاصة وأن معدل عمرها صغير، وهناك هامش كبير لتحسين المستوى، على أمل النجاح في تقديم أداء قوي خلال الدورة المؤهلة للألعاب الأولمبية، كما لا تنسوا بأن الفريق تنتظره الألعاب المتوسطية التي ستقام بالجزائر، وكلنا أمل للظفر بالتاج.
تحظى بثقة كبيرة من مسؤولي الاتحادية، ماذا يعني لك هذا؟
تصريحات رئيس الاتحادية لحبيب لعبان، قبيل انطلاق المونديال زادتني رغبة في مواصلة العمل مع الجزائر، خاصة وأنه أبدى ثقة كبيرة في شخصي، وأنا بدوري حاولت تقديم كل ما أملك في سبيل إعادة الاعتبار لكرة اليد الجزائرية، أنا أستعد لمواصلة عملي مع الخضر إلى غاية ألعاب البحر الأبيض المتوسط.
حاوره: سمير. ك

خطف النجومية من بركوس
عابدي يقتحم قائمة الجزائريين الأكثر تسجيلا في نسخة واحدة
خطف لاعب نادي تولوز الفرنسي أيوب عابدي الأضواء، خلال البطولة العالمية المقامة بمصر، رغم خيبة النتائج وتوديع البطولة بانتصار وحيد من أصل ست مباريات لعبها أشبال آلان بورت، إذ نصب عابدي نفسه هدافا للمنتخب الوطني خلال هذه الدورة، متفوقا على لاعبين يفوقونه خبرة في شاكلة بركوس وبرياح وكعباش، ليقتحم بذلك قائمة اللاعبين الأكثر تسجيلا، خلال نسخة واحدة من المونديال، برصيد 36 هدفا في المرتبة الثالثة خلف زميله الحالي عبد الرحيم برياح، الذي يحوز على 37 هدفا في الصف الثاني، بعد أدائه القوي في البطولة العالمية التي أقيمت في كرواتيا سنة 2009، وخاض خلالها 9 مباريات.
ويبقى اللاعب الدولي السابق سليم نجال حمو، الجزائري الأكثر تسجيلا في نسخة واحدة بواقع 41 هدفا في مونديال فرنسا 2001، أين خاص 6 مباريات، مثل عابدي الذي قدم أوراقه اعتماده بقوة، إلى درجة جعلته يتفوق على القائد بركوس، الذي انفرد بلقب الأفضل على مدار العشر سنوات الأخيرة.
وارتفعت أسهم ابن مدينة الشلف، بشكل كبير خلال البطولة العالمية الحالية، ما قد يكون سببا في انتقاله إلى نادي أكبر في أوروبا، وهو الطامح للدفاع عن ألوان فريق، ينافس على في مسابقة رابطة الأبطال الأوروبية.
وجاءت قائمة اللاعبين الجزائريين الأكثر تسجيلا، خلال نسخة واحدة من المونديال على الشكل التالي:  1- سليم نجال حمو 41 هدفا (6 مباريات /بطولة العالم فرنسا 2001)، 2- عبد الرحيم برياح 37 هدفا ( 9 مباريات / بطولة العالم بكرواتيا 2009 ). 3 – أيوب عابدي 36 هدفا ( 6 مباريات / بطولة العالم بمصر 2021 )، 4 – سليم نجال حمو 34 هدفا ( 6 مباريات بطولة العالم أيسلندا 1995)، 5- الخميني حمود 32 هدفا ( 7 مباريات / بطولة العالم قطر 2015)، 6- مسعود بركوس 30 هدفا ( 7 مباريات / بطولة العالم إسبانيا 2013).
سمير. ك

الأكثـر تصديا بمعدل 25%
زموشي يخطف الأضواء من غضبان
ظهر حارس أولمبيك عنابة يحي زموشي بوجه جيد، خلال البطولة العالمية، بعد أن أنهى الدورة كأفضل حارس في صفوف المنتخب الوطني، متفوقا على بطل أوروبا خليفة غصبان، الذي لم يكن عند الآمال المعلقة عليه، على عكس زموشي الذي أجبر الناخب الوطني على منحه فرص لعب أكبر، خاصة بعد المستوى الباهر الذي قدمه في أول ظهور له أمام البرتغال.
زموشي، الذي كان خارج قائمة مباراتي المغرب وأيسلندا لخيارات فنية، كان الأفضل في هذا المونديال، حيث شارك في أربع مباريات ( البرتغال وفرنسا والنرويج وسويسرا)، بحيز زمني في حدود ساعتين و33 دقيقة، تمكن خلالها من التصدي ل24 محاولة بنسبة نجاح بلغت 25  بالمئة، فيما خاض خليفة غضبان الناشط في البطولة الإسبانية، خمس مواجهات نجح على إثرها في التصدي ل19 كرة بنسبة نجاح في حدود 21 %، لتبقى إحصائيات حارس المجمع البترولي عبد الله بن مني الأسوأ ضمن البطولة ككل، بعد أن اكتفى بالتصدي ل3 كرات فقط خلال ثلاث لقاءات، أي بنسبة نجاح تراوح 8 %  فقط.
وكان زموشي، قد خاض أول بطولة رسمية له مع المنتخب الوطني في مصر، غير أنه استغلها بشكل جيد، بعد أن أجبر الطاقم الفني على الاعتماد عليه، على أمل أن ينجح كما صرح للنصر، في الظفر بعقد احترافي يسمح له بتطوير مستواه، وقال:»سعدت كثيرا بالإحصائيات التي صبت في خانتي، وإن دلت على شيء فإنما تدل على أنني لم أبخل بأي مجهود خلال الدقائق التي خضتها، أنا سعيد لما حصل معي في مصر، وآمل أن يكون سببا في احترافي».
مروان. ب

اللاعب مختار كوري للنصر
تلاعب فرنسا بكبار اللعبة يؤكد حجم ما بذلناه
كشف لاعب المنتخب الوطني لكرة اليد مختار كوري، أن تلاعب فرنسا بكبار اللعبة في مونديال مصر، يؤكد حجم المجهودات التي بُذلت من طرفهم، وقال اللاعب السابق للنادي الإفريقي في تصريح مقتضب للنصر، بأنهم لا يخجلون بالأداء المقدم، خاصة وأنهم خسروا بصعوبة كبيرة أمام فرنسا وسويسرا، وفي هذا الصدد أضاف:» بعد نهاية مغامرتنا، يمكن القول بأننا كنا عند مستوى التطلعات، رغم كل شيء، إذ حققنا الهدف الذي تنقلنا من أجله إلى مصر، كما بذلنا كل ما في وسعنا في الدور الرئيسي، والدليل أننا سقطنا بفارق ضئيل أمام فرنسا التي تلاعبت بكبار اللعبة، كما حدث في لقائها أمام البرتغال، صدقوني هناك فريق مستقبلي، ولو تمنح لنا الإمكانيات قادرون على قول كلمتنا مستقبلا».
سمير. ك

الدولي الأسبق عبد الغاني لوكيل للنصر
مشكلتنا تنظيمية أكثر منها فنية
اعتبر الدولي الأسبق عبد الغني لوكيل، مشاركة المنتخب في مونديال بالمتواضعة، بالنظر إلى عدة اعتبارات، مشيرا في اتصال مع النصر، على ضرورة إعادة النظر في الكثير من الأمور، أبرزها وضع إستراتيجية على المديين المتوسط والطويل، وقال:» بالنسبة لي مشاركة المنتخب في مونديال مصر، يمكن وصفها بالمتواضعة، خاصة وأننا لم نقم بما يلزم من الناحية التحضيرية، والتي لا تليق بسمعة الكرة، ومن غير المعقول أن نشرع في التحضيرات، لموعد عالمي قبل ثلاثة أشهر من انطلاقته، صحيح الظرف استثنائي، لكن المنافسين كانوا يحضرون بشكل طبيعي».
وأضاف لوكيل:» مستوى المنتخب كان متذبذبا، إلى جانب افتقاده للنسق المطلوب، لقد حضرنا فريقا من أجل المشاركة وفقط، وهو غير مقبول في هذا المستوى، وعلينا التفكير في كيفية الوصول إلى المستوى العالي سريعا».
وردا على سؤال النصر المتعلق، بإمكانية وضع مباراة فرنسا كمرجع مستقبلا، قال:» لا يمكن القياس على ذلك، ولم نشكك يوما في غياب المادة الخام في الجزائر، بل لا نملك إستراتيجية ومشكلتنا تنظيمية أكثر منها فنية، بدليل أنه في العشرين سنة الأخيرة، لدينا دائما نفس الاستنتاج، وأعتقد بأنه يمكن القيام بمقارنة بسيطة مع منتخب عربي في صورة المنتخب المصري، الذي يملك خطة مدروسة، بدليل ما يصنعه منتخبا أقل من 19 سنة و 21 سنة، أين توج بالمونديال، وعليه يجب العودة للتكوين والعمل على مستوى الأندية وحتى المنتخب، ويجب أن تكون لدينا نظرة مستقبلية، كما أن الوزارة مطالبة بالتدخل، وكدولي سابق أدق ناقوس الخطر لأن كرة اليد والرياضة بصفة عامة في وضع صعب».
وواصل لوكيل كلامه، من خلال التأكيد بأن المشكلة لا تكمن في المدرب، حيث قال:» بصفتي مدرب ولاعب سابق لا يمكنني الحديث عن المدرب ألان بورت، لأنه مهما كان إسم المدرب في غياب الإمكانيات المطلوبة لا تظهر نتائج عمله».
حمزة.س

 

الرجوع إلى الأعلى