بلماضي كسب 36 مقعدا في تصنيف الفيفا
تعتبر مباراة تونس التي فاز بها المنتخب الوطني أمام مضيفه منتخب تونس بثنائية نظيفة، آخر استحقاق للخضر قبل مرور ثلاث سنوات على تاريخ تولي جمال بلماضي زمام العارضة الفنية، على اعتبار أنه عين يوم 2 أوت 2018، حيث نجح خريج مدرسة باريس سان جيرمان في تحقيق أرقام مثالية، أبرزها التتويج بالنجمة الإفريقية الثانية، بعد انتظار دام 29 سنة كاملة، إلى جانب كسر رقم كوت ديفوار لأطول سلسلة مباريات دون هزيمة (27 مباراة دون خسارة)، دون أن ننسى إعادة المنتخب إلى "توب 30" عالميا، خلال الترتيب القادم، بعد أن كان يحتل الخضر الترتيب 66 عالميا عند استلام بلماضي المشعل.
وأما على الساحة الإفريقية، تواجد الخضر في ذلك التاريخ في المرتبة 12، خلف تونس (المرتبة 24)، السنغال (المرتبة 24)، جمهورية الكونغو الديمقراطية (المرتبة 37)، غانا (المرتبة 45) المغرب (المرتبة 46)، الكاميرون (المرتبة 47)، نيجيريا (المرتبة 49)، بوركينافاسو (المرتبة 52)، مالي (المرتبة 63)، جزر الرأس الأخضر (المرتبة 64) و مصر (المرتبة 65).
وسيكون الهدف القادم لبلماضي هو كسر رقم حليلوزيتش، الذي قاد المنتخب الوطني لأفضل تصنيف في التاريخ، بوصوله إلى المرتبة 15 عالميا في أكتوبر 2014 (البوسني انسحب مباشرة بعد نهاية المونديال)، وهذا بعد المشوار المشرف في بلد السامبا، وهو ما يجعل ضمان التواجد في مونديال قطر 2022، بإمكانه السماح لرفقاء محرز بمواصلة التقدم في سلم الترتيب العالمي.
نجح في إعادة الاعتبار للخضر
نجح بلماضي في إعادة الاعتبار للمنتخب الوطني، بعد أن عانى كثيرا في الفترة الماضية، بالنظر إلى تراجع النتائج والإقصاء من مونديال روسيا، وخيبة الأمل الكبيرة، إلى جانب المستوى المتواضع الذي ظهر به الخضر في عهد كل من ألكاراز وماجر، حيث لم يكن أشد المتفائلين يتوقع الطفرة التي حدثت على مستوى المنتخب منذ قدوم بلماضي، الذي عرف من أين تؤكل الكتف، وبدأ العمل من الصفر، بفعل تشريح الأسباب الحقيقية التي جعلت المنتخب يتقهقر، أين أجمع أهل الاختصاص، بأن الحلقة الضعيفة آنذاك، كانت تعتبر الخط الخلفي، بالنظر إلى الأهداف الكثيرة التي استقبلتها شباك المنتخب، ما جعل مهندس التتويج بالنجمة الثانية، يركز العمل على بناء قاعدة دفاعية صلبة، والاستقرار على توليفة بلعمري وماندي في محور الدفاع.
بلماضي، الذي حرص على الاقتراب أكثر من اللاعبين، حيث يعتبر صديق وأخ كل العناصر، قبل أن يكون المدرب، مثلما أكده نجوم الخضر في تصريحاتهم، بداية بمحرز، الذي قال:" الفضل في النتائج المحققة يعود إلى بلماضي بالدرجة الأولى"، وهو ما يلخص كل شيء، حيث نجح بلماضي في خلق مجموعة متكاملة وهي كلمة السر.
التعامل بمبدأ المساواة وثنائية «مغترب- محلي» زالت !
يعتبر تعامل الناخب الوطني جمال بلماضي، بمبدأ المساواة من بين أبرز الأمور التي سهلت من مأموريته، وجعلته محبوب وسط الجميع، خاصة وأنه حرص على منح الفرصة لجميع اللاعبين، الذين توجه لهم الدعوة، خاصة عندما تتاح الفرصة وغياب مباريات رسمية، مثلما حدث في التربص الأخير، أين حرص على إشراك أكبر عدد ممكن من العناصر، ومحاولة الوقوف على إمكانات الجدد، في صورة توبة وزروقي.
كما قضى الناخب الوطني على ثنائية "مغترب- محلي"، وهي الأسطوانة التي كنا نسمعها كثيرا في السابق، لكن مع بلماضي كل شيء تغير، والصورة التي نشرها القائد رياض محرز بعد ودية تونس، والتي عرفت توسط قائد الخضر اللاعبين، الذين تكونوا في الأندية المحلية خير دليل على ذلك، وهو ما لم نتعود عليه من قبل، بل العكس تماما أصبح اللاعبون ينتظرون موعد الالتحاق بتربص المنتخب الوطني على أحر من جمر، بدليل افتخارهم في كل مرة يوجه لهم بلماضي الدعوة، دون أن ننسى نجاح نجم المنتخب الوطني الأول رياض محرز على تجاوز خيبة الأمل مع مانشستير سيتي، بخسارة نهائي رابطة الأبطال الأوروبية، أين ظهر منذ أول يوم في التربص، وهو يبتسم ويمازح زملائه ومدرب الخضر.
من جهته بن ناصر، رغم غيابه عن التربص بفعل الإصابة، التي تعرض لها إلا أنه لم يتوان في التعبير عن افتخاره بالإنجاز المحقق من طرف المنتخب الوطني، بالوصول إلى المباراة رقم 27 دون خسارة، ما يؤكد تعلق جميع العناصر بالمنتخب الوطني، وحرصهم دائما على تشريف الراية الوطنية.           
حمزة.س

الرجوع إلى الأعلى