أعلن العداء توفيق مخلوفي صبيحة أمس، غيابه الرسمي عن الألعاب الأولمبية، بسبب إصابة على مستوى الركبة، ونشر ابن مدينة سوق أهراس عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، رسالة اعتذار للجمهور الجزائري الذي كان ينتظره في طوكيو، شرح فيها الأسباب والدوافع التي جعلته يغيب عن الموعد الأولمبي.
وكان الكل صبيحة أمس، في انتظار مخلوفي بمطار هواري بومدين الدولي، على اعتبار أن رحلته المتجهة نحو اليابان، تقلع بداية من الساعة الثالثة ظهرا، غير أن البطل الأولمبي تخلف عن الموعد، وهو ما أثار الشكوك حول جاهزيته، سيما وأنه لم يرد على المكالمات الهاتفية لممثل اتحادية ألعاب القوى الذي كان يستعد لمرافقته، قبل أن ينهي مخلوفي الجدل ويكشف عن انسحابه، في خرجة أثرت في نفسية الجميع، خاصة وأن الرهان كان كبيرا على صاحب ذهبية لندن 2012.
وجاء في بيان مخلوفي: ''انتظرت آخر لحظة لاتخاذ القرار، كونه صعب ومهم، لأنني فكرت في الأشخاص الذين كانوا ينتظرون مشاركتي في الأولمبياد. يحزنني أن أعلمكم بأنني لن أكون في الطائرة التي تقل الدفعة الثالثة من بعثتنا، التي أتمنى لها كل التوفيق، كان لابد لي أن أستمع إلى جسمي وركبتي، التي شوشت على تحضيراتي مع وباء كورونا الذي أصابني العام الماضي".
وجاء أيضا في البيان: "منذ سنوات أحاول تقديم أفضل ما لدي لتمثيل الجزائر بشرف في المحافل الدولية، ومنذ الألعاب الأولمبية في لندن 2012 حتى البطولة العالمية لألعاب القوى 2019 في الدوحة، مرورا بأولمبياد ريو 2016، وعشت لحظات لا تنسى، وفرحة عارمة قاسمتموني إياها كما لو كانت فرحتكم".
كما قال صاحب الميدالية الفضية في 800 و1500 متر بريو 2016،:''أن تكون عند حسن ظن الناس ليس بالشيء الهين، خاصة عندما يتعلق الأمر بآمال قلدني إياها شعب رائع مثلكم. أدرك جيدا أنكم كنتم تنتظرون مني أن أُسعدكم وأرفع العلم الجزائري في الألعاب الأولمبية طوكيو. وأنا أيضا كنت أود أن أُبقي هذه الشعلة مشتعلة للنسخة الثالثة تواليا، ولكن الطموح والأهداف عند الرياضي، تقابلها اللياقة البدنية وبعض العوامل التي يمكن أن تخل بها".
واستطرد: ''لو استمعت إلى قلبي لشاركت وأنا أحمل علم الجزائر على بذلتي وركضت لكم لأحاول الحصول على ميدالية أخرى، ولكن فضلت أن لا أعطيكم آمالا زائفة، لأن حبي لكم وللجزائر خالص وصادق".
واختتم مخلوفي بيانه بالقول: ''ليس سهلا أن نكون في أعلى مستوى، عندما تخوننا لياقتنا، وقمت بعدة اختبارات بدنية ولم تكن إيجابية. عدم تحقيق الأوقات التي اعتدت عليها في التدريبات كان أمرا محبطا، والعودة من اليابان خالي الوفاض كانت ستكون أكثر إحباطا. رغم كل هذا، أعدكم أنني سأحاول العودة أكثر قوة وعزيمة للمواعيد القادمة، وهنالك ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022 بوهران وبطولة العالم 2022 بالولايات المتحدة الأمريكية".
وتأتي صدمة مخلوفي، بعد الخبر السيئ الذي تلقته اتحادية ألعاب القوى قبل أيام، بعد تأكد غياب الثنائي بلال ثابتي ( 3000 متر موانع ) وجمال سجاتي( 800 متر) عن الأولمبياد، بعد تأكد إصابتهما بفيروس كورونا، عند إجراء التحاليل فور وصولهما إلى اليابان.
هذا، وطوال مشاركات الجزائر في الألعاب الأولمبية لا يوجد أي رياضي نال ميداليات أكثر من مخلوفي، ومنذ عام 2000 لم ينجح أي رياضي جزائري في ألعاب القوى في نيل أي ميدالية سوى توفيق مخلوفي المتوج بثلاث ميداليات.
سمير . ك

الرجوع إلى الأعلى