حلم بن شبلة يتبخر وسحنون يخيب
تتواصل خيبة المشاركة الجزائرية في الألعاب الأولمبية طوكيو لليوم الخامس على التوالي، بعد أن عجزت كل الأسماء الجزائرية التي دخلت غمار المنافسات في مختلف الاختصاصات، عن اعتلاء منصات التتويج.
ولا تزال الجماهير الجزائرية، تنتظر تألق أحد سفرائها في اليابان، ولو أن الأمور تبدو صعبة، خاصة بعد الصدمة التي تلقاها بطل الملاكمة عبد الحفيظ بن شبلة (91 كلغ) صبيحة أمس، عقب إقصائه من الدور ثمن النهائي، بعد انهزامه أمام منافسه الروسي مسلم غادزيماغوميدوف، المشارك تحت علم محايد بنتيجة (3-0).

وكانت الآمال معلقة على المخضرم بن شبلة، غير أن القرعة لم تكن رحيمة به، كما أكده لنا المدرب الوطني أحمد دين، بعد أن أوقعته في مواجهة بطل عالمي، مرشح فوق العادة لحصد المعدن النفيس في ألعاب طوكيو، وهو ما ظهر واضحا وجليا خلال منازلة أمس أمام البطل الروسي، إذ تفوق على بن شبلة على كل المستويات، ولم يقو بن شبلة على مجاراة نسقه العالي، ليودع الأولمبياد بخيبة أمل كبيرة، كونها الأخيرة بالنسبة له، بعد أن شارك فيها في أربع مناسبات كاملة، ولكن دون النجاح في الظفر بالميدالية التي لطالما حلم بها، ليتجه بذلك لوضع حد لمشواره مع الفن النبيل.
ويأتي إخفاق بن شبلة، ليزيد الضغوط على بقية زملائه في رياضة الملاكمة، بداية بابن مدينة بشار محمد حومري، الذي سيكون على موعد ناري، صبيحة اليوم بداية من الساعة 11.39، عند مقابلته البطل الكوبي لوبيز أرلين، المتوّج بالميدالية الذهبية في أولمبياد ريو دي جانيرو، وإن كان صقر الجنوب لا يعترف بهذه المعطيات، ويطمح لكتابة التاريخ، خاصة وأنه يدرك بأن الميدالية الأولمبية، ستكون من نصيبه لو يتخطى هذا الدور الحاسم، الذي ودع فيه بن شبلة المسابقة.
بالمقابل، ستكون إشراق شعيبي ثاني ملاكمة جزائرية تظهر في هذا الأولمبياد، بعد زميلتها رميساء بوعلام المُقصاة في الدور الأول.
 وتلاقي ابن مدينة قسنطينة صاحبة 20 ربيعا، نظيرتها الهندية صبيحة اليوم، بداية من الساعة 10.03، في منازلة صعبة على المتأهلة خلال دورة الملحق، كونها تفتقد لخبرة هذه المواعيد العالمية، كما أنها وقعت أمام منافسة مخضرمة، تفوقها ب10 سنوات كاملة.
رقم متواضع لسحنون !
خيّب السباح أسامة سحنون الآمال، بعد أن أقصي من الدور الأول من مجموعته في اختصاص 100 متر سباحة حرة، بعد أن حلّ ثامنا بتوقيت 49.65.
وحقق ابن مدينة الجسور المعلقة رقما متواضعا، ضمن مجموعته التي شهدت سباقا بطيئا، تسبب في إقصاء الجميع، باستثناء صاحب المرتبة الأولى.
وخلف احتلال سحنون للمرتبة الأخيرة، حالة من الاستغراب لدى الجماهير الجزائرية، كونها تعرف مؤهلات هذا السباح جيدا، وكانت تعلق عليه الآمال لصنع المفاجأة، خاصة وأن أرقامه جيدة، بالموازاة مع قيامه بتحضيرات في المستوى لهذا الموعد، حيث لم يتأثر بجائحة كورونا كثيرا بحكم احترافه في أوروبا، على عكس بقية ممثلينا الناشطين في الجزائر.
وتسبب سحنون في صدمة إضافية لمحبي الرياضة الجزائرية، بعد تلك التي خلفها انسحاب البطل الأولمبي توفيق مخلوفي.
ويبدو أن احتلال سحنون للصف الأخير ضمن مجموعته، التي لم تضم سباحين مرشحين للفوز بميدالية أولمبية في طوكيو، قد فتح باب التأويلات على مصراعيه، إلى درجة أن هناك من تحدث عن تأثره بالخطأ الإداري الفادح المرتكب من مسؤولي الاتحادية قبل أيام، والذي كاد يقصيه رفقة زميلته آمال مليح.
وتأتي ترشيحات الجزائريين لسحنون، قبيل انطلاق المنافسة لعديد الاعتبارات، بداية برقمه الشخصي في سباق 100 متر سباحة حرة والمقدر ب 48 ثانية بالضبط، والذي حققه في الألعاب المتوسطية 2018 التي فاز فيها بالميدالية الذهبية، أما رقمه لهذا الموسم فهو 48.51، وهو رقم كان بالإمكان أن يؤهله أمس، لو سجل مثله، ولكن إنهاء السباق برقم 49.46 صدم الجميع، كونه احتل المرتبة 36 من 72 سباحا، برقم بعيد عن التطلعات، ولا يليق أبدا بمقام بطل إفريقي ومتوسطي وفرنسي (صاحب لقب فرنسا في 218 مع ناديه مارسيليا).
هذا، ورغم معنويات سحنون المنخفضة بعد صدمة أمس، فلازالت أمام البطل الجزائري، الفرصة لرد الاعتبار لنفسه في سباق 50 مترا سباحة حرة المبرمج هذا الجمعة، سيما وأنه الاختصاص المفضل لابن مدينة الجسور المعلقة.
لعقاب في ثاني ظهور ومليح تأمل خيرا
ويرتقب أن لا يكون اليوم السادس، مغايرا بالنسبة للمشاركة الجزائرية، التي تنتظرها مواعيد صعبة، بداية بثنائي الزوارق الشرعية بوراس وبريشي اللذين يستعدان لتوديع المنافسة، عقب نتائجهما المخيبة في المرحلتين الأولى والثانية، فيما سنسجل ثاني ظهور للدرّاج لعقاب، بداية من الساعة السادسة صباحا، بعد انسحابه من السباق الأول، على أن تكون الأنظار مصوبة نحو السباحة الواعدة آمال مليح في سباق 100 متر سباحة حرة، بداية من الساعة 11.07 ضمن المجموعة الثالثة التي تضم سباحات تفقنها خبرة وتجربة، ويمتلكن أرقاما أفضل منها بكثير، إذ تحوز على أسوأ رقم ضمن هذه المجموعة بتوقيت 57.07، غير أنها تأمل خيرا من المشاركة الأولى لها في الألعاب الأولمبية، خاصة عقب إطاحتها سابقا بالبطلة العالمية بلغريبي، ما شكل لها حافزا لمواصلة التألق.
سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى