أبقت النسخة الجارية لبطولة الرابطة المحترفة، على هوية رابع النازلين إلى الدرجة الثانية، مجهولة ومعلقة على إفرازات الجولة 38 والأخيرة، مع بقاء شبح السقوط يتربص بثلاثة أندية فقط، بعد تقلص كوكبة المهددين، بترسيم نجاة كل من نجم مقرة، اتحاد بسكرة، سريع غليزان ونصر حسين داي، مقابل تثبيت إلتحاق اتحاد بلعباس بالثنائي الذي كان قد امتطى قطار السقوط مبكرا، ويتعلق الأمر بشبيبة سكيكدة وأهلي البرج، الأمر الذي يجعل التنافس منحصرا بين جمعية عين مليلة ووداد تلمسان على وجه الخصوص، وبدرجة أقل جمعية الشلف، التي تتواجد على بعد فوز داخل الديار، لترسيم البقاء لموسم آخر في حظيرة "الكبار".
هذه الحسابات تنطلق من نتائج المواجهات المباشرة بين الفرق الثلاثة التي مازالت مهددة بالسقوط، والتي على ضوئها يبقى رصيد 45 نقطة غير كاف لضمان النجاة بصفة رسمية بالنسبة لجمعية عين مليلة ووداد تلمسان على حد سواء، رغم أن "الزيانيين" لن يكون باستطاعتهم تخطي هذه العتبة، وبالتالي فإن مصير الوداد لن يكون بأرجل لاعبيه، لأن الفوز في الجولة الختامية على الضيف وفاق سطيف ليس الشرط الوحيد الذي يسمح لأشبال المدرب عمراني، بالاطمئنان على مكانة فريقهم في الرابطة المحترفة الموسم القادم، بل إن تجسيد هذا الهدف يبقى مقترنا بشرط آخر على الأقل، يتمثل في عدم قدرة إما جمعية عين مليلة أو جمعية الشلف على حصد النقاط الثلاث في آخر جولة، وبالتالي فإن وداد تلمسان سيلعب مباراته الأخيرة بشعار "الإنتصار والإنتظار".
لقاء الموسم  ينتظر تشكيلة عين مليلة
تتواجد جمعية عين مليلة في خانة أكبر المهددين بالعودة إلى الوطني الثاني، لأنها ستخوض "مباراة الموسم" ببشار، عند النزول في ضيافة شبيبة الساورة، وهو موعد سيكون حاسما في تحديد هوية رابع النازلين، مما يعني بأن ملعب 20 أوت، وبعدما كان قبل أسبوعين "الفيصل" في أمر التأشيرات القارية، سيخطف مرة أخرى الأنظار، من أجل تكملة عقد النازلين، خاصة وأن "لاصام" لا تملك أي خيار سوى التمرد على المنطق والعودة بانتصار يضمن البقاء.
ورغم أن أبناء "قريون" يحوزون حاليا على فارق نقطتين، كأفضلية على الثنائي الذي مازال مهددا بالسقوط، إلا أن وضعيتهم تبدو جد معقدة، سيما وأن تراجعهم الكبير في الإياب كلفهم غاليا، لأن الفريق الذي كان قد سرق الأضواء في مرحلة الذهاب بحصد 31 نقطة، انهار بعدها كلية، ولم يحصل سوى على 16 نقطة في 18 مباراة، مع عدم القدرة على الصمود خارج الديار، خاصة تلك التي كانت بسكيكدة، البرج وبلعباس، لكن الوضعية الراهنة  تبقي تشكيلة المدرب لكناوي، ملزمة بحل خيوط هذه العقدة في لقاء فرصة الحظ الأخير، لأن أي مكسب غير النقاط الثلاث في سفرية بشار، قد تكون عواقبه النزول، والمأمورية ليست سهلة أمام مستضيف اطمأن على مشاركته في كأس الكاف، إلا أنه يبقى الفريق الوحيد الذي لم ينهزم داخل القواعد منذ بداية الموسم، وهي حسابات تجبر الجمعية على خوض هذه المقابلة بشعار "الانتصار في بشار أو الانكسار"، لأن مصيرها يبقى بأرجل لاعبيها.
الفوز يضمن نجاة الشلف
سيلعب جمعية الشلف مباراته الختامية بأريحية نسبية، بالمقارنة مع وداد تلمسان و"لاصام"، رغم أن "الشلفاوة" يتقاسمون نفس المركز مع "الزيانيين"، لكن الحسابات المبنية على 27 احتمالا للبقاء، تضع عتبة النجاة بالنسبة للجمعية في حدود 45 نقطة، وهو ما يضعها أمام حتمية الفوز على الضيف سريع غليزان، للاطمئنان رسميا على مكانتها في الرابطة المحترفة، دون انتظار نتائج باقي المنافسين.
وتستفيد جمعية الشلف من أفضلية حسابات المواجهات المباشرة، طبقا لما هو منصوص عليه في المادة 80 من القوانين العامة للفاف، لأن فوزها على وداد تلمسان ذهابا وإيابا أخرجها من منطقة الجاذبية في هذه المعادلة، مادام بقاء دار لقمان على حالها بسير الأندية الثلاثة في الجولة الختامية بنفس الريتم، على وقع الانتصارات، سيدفع بوداد تلمسان إلى القسم الثاني، ولو أن "الشلفاوة" يعتبرون بمثابة العنصر "الحيادي" في هذه الوضعية، على اعتبار أن نتائجه مع المنافسين المباشرين لن يكون لها أي تأثير، بحكم أن "لاصام" كانت قد انهزمت أمام تلمسان مرتين هذا الموسم، الأمر الذي من شأنه أن يعقد أوضاعها في حال التساوي في الرصيد الاجمالي بين الفرق الثلاثة، وهي الحالة التي تمر عبر تعادل عين مليلة ببشار، وفوز تلمسان والشلف، لأن أبناء "قريون"، كانوا قد حصدوا 4 نقاط من المقابلتين المباشرتين مع "الشلفاوة".على هذا الأساس، فإن الطرح الأقرب إلى المنطق يضع جمعية الشلف على بعد فوز لترسيم البقاء، وهو شرط قابل للتجسيد على أرض الواقع، في ظل إعفاء الضيف سريع غليزان من كل الحسابات، بينما يبقى التنافس عن بعد بين وداد تلمسان وجمعية عين مليلة لتفادي التذكرة الرابعة.          ص/ فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى