ينطلق مساء اليوم، الدور ربع النهائي من نهائيات كأس أمم إفريقيا، بإجراء مقابلتين، في نسخة باحت بالكثير من أسرارها مبكرا، لأن المفاجآت «المدوية» تعددت، لكن وسط تساؤلات كثيرة بخصوص معايير الاعتماد على تقنية «الفار»، وكذا نتائج التحاليل المقترنة بفيروس كورونا، وتسجيل حالات إيجابية في كل المنتخبات، باستثناء منتخب البلد المنظم الكاميرون.
هذه النسخة من العرس الكروي القاري، أسفرت في دوريها الأول والثاني عن بقاء 8 منتخبات في السباق من أجل خلافة المنتخب الوطني على منصة التتويج، نصفها سبق له معانقة التاج الإفريقي، ويتعلق الأمر بصاحب أكبر عدد من التتويجات، المنتخب المصري الباحث عن لقبه الإفريقي الثامن، ووصيفه في اللائحة المنتخب الكاميروني، بخمسة ألقاب، إضافة إلى منتخبي تونس والمغرب، في رحلة سعي كل طرف لخطف اللقب الثاني، بينما يبقى المنتخب السنغالي يصنف في خانة «العملاق» الذي مازال لم يرصع سجله بأي لقب، بحكم أنه يتصدر الترتيب الإفريقي للفيفا، لكنه لم يحرز بعد التاج القاري، بعد أن خسر النهائي في دورتين، في حين يبقى تنشيط نهائي دورة 2013 بمثابة الإنجاز التاريخي بالنسبة للبوركينابيين، كما يواصل منتخب غينيا الاستوائية مسعاه الرامي إلى تكرار «ملحمة كان 2015» لما احتل الصف الرابع، وهو الذي تعوّد على بلوغ ربع النهائي في كل مرة يسجل فيها ظهوره القاري، بعدما استفاد من عامل التنظيم في مشاركتيه السابقتين في طبعتي 2012 و2015، بينما كتب منتخب غامبيا صفحة جديدة في تاريخ «الكان» بتأهله إلى هذا الدور في أول مشاركة.
هذه المعطيات تجعل المقارنة مع دورة 2019، تكشف عن تغيير واضح في المشهد الكروي الإفريقي، لأن منتخبين فقط من بين الثمانية نجحا في تسجيل حضورهما في ربع النهائي للمرة الثانية تواليا، ويتعلق الأمر بتونس والسنغال، ولو أن الملفت للإنتباه أن المنافسة احتفظت بنفس «النكهة» في ثمن النهائي، بالاحتكام إلى ركلات الترجيح في 3 مباريات للحسم في أمر التأهل، لكن مع تراجع رهيب لمردود المهاجمين، على اعتبار أن اللقاءات الثمانية لثمن نهائي «كان 2019» كانت قد شهدت تسجيل 19 هدفا، في حين أن حصيلة نفس الدور في النسخة الحالية تراجعت إلى 12 هدفا، مع انتهاء مقابلتين من دون اهتزاز الشباك.
إلى ذلك، فقد ودعت منتخبات مالي، كوت ديفوار والغابون المنافسة دون أن تتجرع مرارة الهزيمة في الدورة، لكن ركلات الترجيح كلفتها الإقصاء من ثمن النهائي، لتبقى «الفيلة» الإيفوارية، الأكثر احتكاما إلى ضربات الترجيح في تاريخ المسابقة، بعشر مرات في مختلف الأدوار.
على صعيد آخر، فإن المنتخب المصري يعتبر الأكثر وصولا إلى ربع النهائي منذ استحداثه في دورة «كان 1992»، حيث سيلعب «الفراعنة» ربع النهائي للمرة العاشرة في آخر 13 نسخة من العرس القاري، وسيلاقون المنتخب المغربي في قمة «عربية» خالصة، تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات.
بالموازاة مع ذلك، فإن الممثل الثالث للعرب في هذا الدور، المنتخب التونسي، سيكون في مواجهة المنتخب البوركينابي سهرة اليوم، في مقابلة تبقى فيها مشكلة مسحات «كوفيد 19» أكبر هاجس يلاحق «التوانسة»، بينما يتواجد منتخب البلد المنظم، الكاميرون في طريق مفتوح نحو نصف النهائي، لأنه سيلاقي منتخب غامبيا، في مشهد لن يختلف كثيرا عن ذلك الذي كان في ثمن النهائي، لأن المنافس يسجل مشاركته الأولى في «الكان»، كما كان عليه الحال بالنسبة لجزر القمر.
أما المنتخب السنغالي فإن تراجع مستواه لم يمنعه من بلوغ ربع النهائي، وبالتالي السعي لتكرار إنجاز «كان 2019»، سيما وأن تشكيلة المدرب أليو سيسي مازالت تحافظ على عذرية شباكها وبالتالي فهي تمتلك أقوى دفاع، بعدما كانت في الدورات السابقة تستمد قوتها من النجاعة الهجومية، ومنتخب غينيا الإستوائية يبقى كما غامبيا بمثابة المفاجآت السارة لهذه النسخة.
للإشارة، فإن لجنة التنظيم عمدت إلى تعديل برمجة لقاءات ربع النهائي، وذلك باللجوء إلى برمجة 3 مواجهات من هذا الدور بملعب أحمادو أوهيدجو بياوندي.
ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى