أبقى الرئيس الجديد للاتحاد الجزائري لكرة القدم جهيد زفيزف على الكثير من «السوسبانس»، بخصوص مستقبل اللجنة الفيدرالية للتحكيم، رغم أن المؤشرات الأولية تضع الحكم الدولي السابق جمال حيمودي في خانة أكبر مرشح لشغل منصب المدير التقني الوطني للتحكيم، وفق ما تم تداوله في محيط زفيزف، في انتظار ترسيم الأمور خلال الاجتماع الأول للمكتب الفيدرالي الجديد، المزمع عقده مطلع الأسبوع القادم، والذي سيوضح الرؤية أكثـر بشأن هذه القضية، خاصة وأنه سيخصص لتوزيع المهام.  وإن كان زفيزف قد فضل عدم الخوض في تفاصيل مشروعه، بخصوص سلك التحكيم، فإن النقطة العاشرة من برنامج العمل الذي سطرته كمشروع يرمي بالأساس إلى القيام بثورة في هذا السلك، وأكد بأن إعادة النظر في سياسة تسيير التحكيم تبقى ضرورة حتمية، وذلك بالانطلاق من إعادة هيكلة اللجنة، في الشقين المقترنين بالجانب الإداري وكذا التأطير، مع مراعاة عامل «الاستقلالية» بالنسبة للأعضاء، الذين سيراهن عليهم لضبط تركيبة هذه الهيئة، فضلا عن المراجعة الجذرية لطريقة التسيير التي كانت منتهجة خلال العهدة الفارطة.
ويبقى تداول إسم الحكم الدولي السابق جمال حيمودي، كأبرز مرشح لتولي تسيير المديرية التقنية الوطنية للتحكيم، يتماشى والخطوط العريضة لبرنامج زفيزف ونظرته بشأن مستقبل سلك التحكيم في الجزائر، وذلك من خلال التأكيد على ضرورة وضع خارج الانشغالات الدائمة للمكتب الفيدرالي، على أن يكون رئيس اللجنة من الهيئة التنفيذية للفاف، تطبيقا لما هو منصوص عليه في القانون الأساسي، مادامت لجنة التحكيم مدرجة ضمن قائمة اللجان الفيدرالية الدائمة، مع إسناد الجانب التقني والمتابعة الميدانية لأهل الاختصاص، ولو أن المعلومات التي تحصلت عليها في هذا الشأن تفيد بشروع حيمودي في رسم خارطة طريق مستقبلية، تنطلق من ضبط تركيبة جديدة للمديرية التقنية الوطنية للتحكيم، تراعي مبدأ الكفاءة الميدانية، من خلال الإلمام بقوانين اللعب وكذا طرق التكوين الحديثة التي أصبحت معتمدة على مستوى الاتحاد الدولي، والتي تواكب التطور التكنولوجي.
ورغم أن زفيزف كان قد لمح إلى قيامه بتغيير جذري على مستوى سلك التحكيم، إلا أن المدير التقني الوطني للتحكيم محمد بيشاري، باشر عمله الميداني قبل الأوان، دون مراعاة التغيير الذي طرأ على مستوى رئاسة الفاف، بدليل أنه ضبط رزنامة تخص برنامج المعاينة الطبية لحكام النخبة، على مستوى مركز بن عكنون، مقابل إلزام الحكام الحاصلين على درجة فيدرالي 2، بإيداع ملفاتهم الطبية على مستوى الرابطات الجهوية، وهي خطوات تسبق الاختبارات البدنية، والتي ضبط بيشاري مبدئيا موعدها ليوم 3 أوت القادم، بالنسبة للحكام الذين اعتادوا على إدارة مباريات الرابطة المحترفة، تحسبا لانطلاقة الموسم الكروي الجديد، رغم أن كل المؤشرات أصبحت توحي بإنهاء مهام بيشاري ونائبه محمد بن عروس على مستوى اللجنة الفيدرالية للتحكيم، لأن هذا الثنائي كان قد تكفل بالتعيينات طيلة الموسم المنصرم، بقرار من شرف الدين عمارة، الذي كان قد فضل التواجد «شكليا» على رأس لجنة التحكيم، موازاة مع شغله منصب رئاسة الفاف، في واحدة من الخطوات التي كانت قد تسببت في تصاعد موجة الغضب على هذه اللجنة.
ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى