يخوض الاتحاد الجزائري لكرة القدم، نزاعا قانونيا على مستوى أروقة المحكمة الرياضية الدولية، لإبطال قرارات خاطئة تبنتها الكونفدرالية الإفريقية للعبة، بطريقة لم تعد تثير الاستغراب في القارة السمراء، على اعتبار أن الهيئة التي يديرها باتريس موتسيبي، حادت منذ فترة عن مسارها الحقيقي، وما حادثة «القمصان» والخريطة المزيفة»، سوى مجرد حلقة من مسلسل طويل، سجل ولا يزال يوثق سقطات هيئة سقطت في براثن «مافيا مغربية»، وأصبحت أداة في يد «لوبيات» تعمل بخبث على توجيه قرارات وسياسات كيان يضم في عضويته 54 اتحادا، فقد البوصلة وخان المبادئ الأساسية التي استحدث لأجلها قبل أزيد من نصف قرن، وهي خدمة وتطوير رياضة هي الأكثر شعبية، وتوظيفها بما يخدم المواطن البسيط، في قارة كانت نصف بلدانها مستعمرة حين وضعت أولى لبنات هذا الاتحاد.
تغافل الكونفدرالية الإفريقية عن جسامة خطأ فريق نهضة بركان المغربي، والسماح له باعتماد قميص يحوي خريطة وهمية ومزورة لهذا البلد الاستعماري، كان من الممكن معالجته وتصويبه على مستوى لجان الهيئة القارية بعد التحفظ المقدم من ممثل الكرة المحلية قبل أزيد من أسبوع، وهو تحفظ مدعوم بقرائن من صلب اللوائح الأساسية لكل الهيئات الدولية، لكن موتسيبي وزمرته أرادوا غير ذلك، كونهم فقدوا سلطة القرار وحولهم «النظام المخزني» إلى مجرد دمى، تنفذ ما يطلب منها حرفيا خوفا من «الفضيحة»، كون «جماعة المافيا» المختطفة لسلطة القرار في الكاف، سعت قبل سنوات إلى صنع شبكة «عملاء» داخل الكونفدرالية، تم توريطهم في ملفات فساد ورشاوي وفضائح أخلاقية لتسهل مأمورية توظيفهم كمعاويل، استخدمت في البداية لضرب المنافسين وترتيب المباريات، قبل أن يتطور الأمر ويصل إلى حد فاحت معه رائحة نتنة متعلقة بمخطط سياسوي بغيض، هدفه مصادرة حق شعب بأكمله يتوق إلى تقرير مصيره وانتزاع حريته، وهو ما جعل الكثير من «الأحرار» في القارة السمراء، متذمرين من «نهج» الكونفدرالية ويطالبون بتصحيح مسارها، حيث كانت الجزائر في مقدمة التيار المنادي بإصلاح المنظومة الكروية في القارة، والوضع الراهن أرادها أن تكون اللاعب المباشر في «التصحيحية» خدمة للكرة الإفريقية، وصاحبة شرف قطع أولى خطوات «تحرير» الكاف.
لجوء الفاف إلى المحكمة الرياضية الدولية، لم تغذيه الرغبة في تدويل القضية، على اعتبار أن الاتحادية سعت على مرات إلى تصحيح الأخطاء، بدءا بتحفظ في الاجتماع التقني لمباراة الذهاب ثم بطعن في قرار لجنة المسابقات بخصوص «القمصان» واستئناف آخر في قرارات ذات اللجنة، ولكن مرده إلى تيقن الجميع من إصرار الكونفدرالية على الخطأ، وتصرف مختلف اللجان «المختصة»، بشكل يوحي أن الأمر كله مدبر وخطط له في غرفة مظلمة، أهدافه كثيرة ومن بينها إيذاء بلد جار بسبب موقفه من قضية الصحراء الغربية مع إثارة فتنة بين شعبين مجاورين، خدمة لأجندة توضحت في السنوات الأخيرة، أنها مخطط قذر، ينسق فيه «المخزن» مع الكيان الصهيوني حليفه الجديد، مستغلا كل مناسبة بما في ذلك المناسبات الرياضية التي تمنع اللوائح والنظم الدولية تسييسها.
كريم كريد

الرجوع إلى الأعلى