160 صفقة جديدة في سوق التحويلات و غليزان يسرق الأضواء في عدد الاستقدامات
عرفت سوق تحويلات اللاعبين تحسبا للنسخة 53 من البطولة الوطنية، وفي الطبعة السابعة في عهد الإحتراف، نشاطا كبيرا، بإبرام أزيد من 160 صفقة إنتقال، مقابل نجاح أغلب الأندية الكبيرة في المحافظة على ركائزها، ولو أن سريع غليزان خطف الأضواء في ميركاتو هذه الصائفة، بضمه 16 عنصرا جديدا، ليبقى صاحب الرقم القياسي في الإستقدامات، رغم أنه مهدد بعدم الإستفادة من خدمات المستقدمين الجدد تنفيذا لقرار لجنة المنازعات على مستوى الفاف، و لجنة الانضباط على مستوى الرابطة.
والملفت للإنتباه أن إدارة «الرابيد» كانت قد أمضت على 32 إجازة، لكنها إضطرت إلى إلغاء 10 منها في آخر يوم من الفترة القانونية المحددة لإيداع الملفات لدى الرابطة (يوم الخميس الماضي)، من دون ضمان تأهيل اللاعبين الذين تم إستقدامهم هذه الصائفة، لأن لجنة المنازعات تلقت شكاوى من طرف مجموعة من اللاعبين الذين تقمصوا ألوان السريع الموسم الفارط للمطالبة بمستحقاتهم، الأمر الذي يبقي مسيري هذا النادي مطالبين بتسوية هذه الوضعية بقيمة إجمالية تقارب 5 ملايير سنتيم، أو التوصل إلى إتفاق إداري مع اللاعبين الدائنين، حتى يتسنى لها تعليق تنفيذ قرار المنع من الاستقدامات، والذي دخل حيز التنفيذ، كون هذه الوضعية تجعل الفريق الغليزاني يضمن خدمات 6 لاعبين فقط من القدامى سيتم تأهيلهم بصفة رسمية.
ديناميكية كبيرة لشباب قسنطينة والكاب في الميركاتو
إلى ذلك فقد كان شباب قسنطينة ناشطا في سوق التحويلات، و ذلك بعد عودة محمد بوالحبيب إلى التسيير الإداري، حيث ضم «السنافر» 13 عنصرا جديدا في الميركاتو، آخرهم حارس إتحاد الحراش ليمان، مهاجم وفاق سطيف بلعميري، إضافة إلى المهاجم الدولي السابق عودية وزميليه السابقين في إتحاد العاصمة بايتاش وبن عيادة، و الإيفواري مانوتشو الذي تم جلبه على شكل إعارة من سوسطارة، وهي الترسانة التي يعلق عليها السنافر آمالا كبيرة لطي صفحة النكسات، والحلم بالتتويج بأحد الألقاب. وتقاسم شباب باتنة الصف الثاني مع جاره القسنطيني في لائحة الأكثر استقداما للاعبين، لأن الكاب وبعد عودته إلى الرابطة المحترفة الأولى عرف ثورة كبيرة في تركيبته البشرية، إذ تم الإحتفاظ ب 9 لاعبين من تشكيلة الموسم الماضي، مقابل جلب 12 عنصرا جديدا، من بينهم إبن المنطقة لزهر حاج عيسى، العائد إلى باتنة بعد تجربة طويلة في وفاق سطيف، على أمل النجاح في وضع حد لنشاط «المصعد» لأن الشباب لم يتمكن من الصمود طويلا في حظيرة الكبار.
البطل و حامل الكأس على وقع تغيير جذري في التعداد
بالموازاة مع ذلك فإن إتحاد العاصمة خطف الأضواء على طريقته الخاصة هذه الصائفة، لأن التتويج بلقب البطولة الوطنية وتنشيط نهائي دوري أبطال إفريقيا، لم يكن كافيا لإقناع الرئيس ربوح حداد بالسعي لضمان الاستقرار، حيث سرح 14 عنصرا، مقابل لجوئه إلى إبرام صفقات مع لاعبين برزوا في أنديتهم الموسم الماضي، أمثال سعيود، بن يحيى، زيري حمار، بن غيث و زغدان، إضافة إلى الغاني غيزلان (إعارة من أمل الأربعاء)، مع المراهنة على بعض المغتربين في صورة بلحسن وبودربال.
وعلى نفس الموجة سار حامل الكأس مولودية العاصمة، الذي أبرمت إدارته 10 صفقات، لكن معيار الخبرة كان أبرز عامل راهن عليه الرئيس عمر غريب، بدليل أنه ضم كل من زرداب، ميباراكو، بوقاش، بوصوف، سوقار وبدبودة، فضلا عن نقاش الذي كلف إدارة المولودية 1.8 مليار سنتيم، بما فيها تكلفة ورقة تسريحه من شباب بلوزداد.
محافظة سطيف، تاجنانت، القبائل، الحراش و بلوزداد على سياستها
من جهتها ظفرت شبيبة القبائل بخدمات 10 لاعبين جدد، من بينهم الحارس عسلة، والثنائي بن قابلية و حرباش، وكذا زياية، إضافة إلى يطو، و رضواني، مقابل فقدان خدمات الحارس الدولي دوخة، الذي حط الرحال بنصر حسين داي، لأن إدارة «النهد» تراهن على لعب أدوار طلائعية، والرئيس ولد زميرلي نجح في تدعيم فريقه ب 12 عنصرا جديدا، أبرزهم محمد أمين عبيد والعرفي.  
بالموازاة مع ذلك ظل دفاع تاجنانت وفيا لتقاليده، بجلبه 12 عنصرا جديدا، رغم المشوار الجيد الذي أداه الفريق الموسم الماضي، حيث أن «الدياربيتي» دعم صفوفه بعناصر تجمع بين الخبرة والطموح، مثل الحارسين جوناثان ماتياس وليتيم وكذا بن علجية، سي عمار، ترباح وبودة، بينما كانت حركية إدارة وفاق سطيف أكثر مقارنة بالموسم الماضي، لأن الرئيس حسان حمار إستقدم 9 لاعبين جدد، من بينهم بولمدايس، خيري، دواجي، زيتي، آيت واعمر وناجي، إضافة إلى الكاميروني تام أمبانغ، لأن «النسر الأسود» كان معنيا بمنافسة دوري أبطال إفريقيا، لكن إقصاؤه بقرار إداري جعل البطولة المحلية الهدف الوحيد.
من الجهة المقابلة فإن شباب بلوزداد يعد الفريق الأقل نشاطا، لأن الرئيس رضا مالك يراهن للموسم الثالث على التوالي على الاستقرار، وقد ضم 5 لاعبين فقط، آخرهم الحارس صالحي الذي عوض عسلة، وكذا المدافع نعماني.
السنافر و سوسطارة الأكثر تسريحا للاعبين و بلعباس تشذ عن القاعدة
هذه الحركية في الإستقدامات قابلها تزايد في عدد اللاعبين المسرحين، إلى درجة أن العديد من العناصر لم تتمكن من الظفر بعقد إحترافي بعد إنقضاء الآجال المحددة من طرف الفاف، وقد كان شباب قسنطينة الأكثر تسريحا للاعبين، بتخلي إدارته عن 14 لاعبا، وهو نفس عدد مسرحي إتحاد العاصمة هذه الصائفة، مع إنتقال فرحات للاحتراف في لوهافر الفرنسي، بينما سرحت مولودية وهران 13 لاعبا، متقدمة على نصر حسين داي و وفاق سطيف من حيث عدد المسرحين.
إلى ذلك فإن شبيبة الساورة سرحت 3 لاعبين فقط، من بينهم إكتشاف الموسم الماضي زيري حمار، مقابل ضمها 7 عناصر جديدة تحسبا لأول مشاركة في المنافسة الإفريقية، في حين يبقى إتحاد الحراش وفيا لعادته، بالمراهنة على استقدام لاعبين شبان مغمورين في أقسام الهواة، مع بيعه عقود العناصر التي تسيل لعاب كبار الرابطة المحترفة، والصفراء ضمنت هذه الصائفة خدمات 12 لاعبا جديدا، ولو أن الملفت للإنتباه أن الصاعد الجديد إتحاد بلعباس سرح عنصرا وحيدا من أصحاب عقود الإحتراف، مع ظفره بخدمات 8 لاعبين جدد.
قرار ضم 7 لاعبين شبان في التعداد حبر على ورق
والملفت للإنتباه أن كل الأندية مازالت تضرب بقوانين الفاف عرض الحائط، لأن الفقرة 6 من الإجراءات التنظيمية الخاصة بالموسم الكروي (2016 / 2017) التي ضبطها المكتب الفيدرالي في إجتماعه المنعقد يوم 19 مارس 2016 ببسكرة تلزم الفرق بضم 7 لاعبين على الأقل من الشبان خريجي التكوين الفعلي لكل ناد، لكن هذا الأمر يبقى مجرد حبر على ورق، لأن العناصر الشابة لا وجود لها في التعداد الرسمي لأي فريق، سيما بعد تقليص عدد الإجازات المرخص بها إلى 22 إجازة، لكن الرابطة لها أيضا جزء كبير من المسؤولية، لأن هذا النص القانوني واجب التطبيق، والتعامل بصرامة مع الفرق بخصوص تركيبة التعداد النهائي كفيل بمنح الفرصة للاعبين الشبان، وما لذلك من انعكاسات إيجابية على الوضعية المالية للنوادي، بتجنب الصفقات بمبالغ خيالية، سيما وأن الاتحادية بادرت إلى سن قانون داخلي موحد يشترط على الأندية التصريح بالرواتب الحقيقية التي يتلقاها كل لاعب سواء لدى مصالح الضرائب أو صندوق الضمان الإجتماعي.
تقلص عدد الأجانب من 31 إلى 11 لاعبا
على صعيد آخر فإن عدد اللاعبين الأجانب أخذ في التقلص، والبطولة الجزائرية ستكون دون أجانب بعد موسمين على أقصى تقدير، إذا بقي قرار منع جلب الأجانب ساري المفعول لمواسم أخرى، لأن الموسم الكروي القادم سيعرف تواجد 11 أجنبيا، جلهم من جنسيات إفريقية، بعدما كان خلال الموسم الماضي 31 لاعبا، ويتعلق الأمر بالثنائي الكاميروني جول باديا و كريست مبوندي(شبيبة الساورة)، البنيني أحمد أوودو (شباب بلوزداد)، الغابوني مبينغي (نصر حسين داي)، الملغاشي إبراهيم أمادا (وفاق سطيف)، الغيني كومباسا (إتحاد الحراش)، إضافة إلى أندريا كاروليس (إتحاد العاصمة)، والثلاثي مانوتشو، غيزلان و تام أمبانغ الذي سيسجل تواجده في البطولة الجزائرية مرة أخرى بالإستفادة من قانون الإعارة، مادام عقد كل لاعب مع ناديه الأصلي مازال ساري المفعول، رغم أن الفاف عمدت إلى سن بعض القوانين للحد من ظاهرة جلب اللاعبين الأجانب، كما أن المادة 54 من قوانين بطولة الإحتراف تجبر الأندية على عدم إدراج أكثر من عنصرين أجنبيين دفعة واحدة فوق أرضية الميدان في مباراة رسمية.
قراءة: صالح فرطـــاس

الرجوع إلى الأعلى