يتساهل أو يغفل الكثير من أفراد الأسر فيتلفظوا بألفاظ نابية بذيئة أمام الأطفال الصغار؛ فيتسببون في تعليمهم مفردات بذيئة، وترسيخ عادات سيئة قبيحة لدى الأبناء؛ لأن أي لفظ يسمعه الطفل في سنواته الأولى سرعان ما يجد له عنده صدى فيحاكيه ويردده دون أن يميز بين السيء والحسن منه؛ لاسيما داخل المحيط الأسري الذي يعد القدوة الأولى لتعلم الطفل الكلام والآداب، قبل أن ينفتح على الجيران والمحيط الاجتماعي والمدرسة ودور الحضانة،  وهو ما ينعكس سلبا بعدئذ على سلوك الطفل ونفسيته؛ لاسيما إن قابل هذا التلفظ رد فعل إيجابي من قبل الوالدين أو ابتسامة أو تشجيعا.
ولئن أوصى الإخصائيون في علم النفس وعلوم التربية بضرورة تحاشي التلفظ بمثل هكذا كلمات منكرة يستقبحها الدين والعرف والأخلاق، واجتناب الكلمات السلبية التي تؤثر في بناء شخصية الطفل؛ كقول الوالدين أو المحيط الأسري: أنت أحمق أو غبي، أو فاشل أو حمار أو وسخ، أو غير ذلك من الأوصاف والأحكام الاعتباطية التي لا تليق ولا تصلح لمثل هكذا سن طفولي، فقد أكد  الإسلام على خطورة مرحلة الطفولة وأمر هو الآخر ببعض الآداب التي من شأنها حفظ شخصية الطفل حتى ينمو نموا طبيعيا سويا بعيدا عن العقد والصراع والجنوح.
فمن ذلك أمر القرآن الكريم بتربية الأطفال الصغار الذين لم يبلغوا الحلم، على الاستئذان قبل الدخول في أوقات محددة؛ فقال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ   مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ  ) النور، ومن حكم تشريع هذه الإجراءات التربوية حفظ الحياء والحشمة بين الآباء والأبناء والحيلولة دون أي صدمات نفسية قد تعتري الطفل في هذا العمر إن هو وقف على مشهد أو هيئة غير معتادة عنده، كما حث الإسلام على لزوم القول الحسن في حياتنا اليومية فقال الله تعالى:  وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا  وقال الله تعالى:  لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ، وقد كان الرسول  القدوة في ذلك فلم يكن فاحشاً ولا طعاناً، ولا بذيئاً، وروي عنه قوله: ((ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء))، وقوله: (إنَّ الله تَعَالى يبغض الْفاحِشَ المتَفَحِّشَ) ورأى أبو الدرداء رضي الله عنه امرأة سليطة اللسان، فقال: (لو كانت هذه خرساء، كان خيرًا لها).


ومن الأمور الخطيرة المكملة لهذا أيضا ما يقوم به بعض الآباء من سب ولعن أبنائهم والدعاء عليهم بالشر وسوء العاقبة، فهذا المسلك -ولو صدر في لحظة غضب أبوية- إلا أن له تأثيرا سلبيا على سلوكهم وشخصياتهم، ذلك أن الطفل سيتعلم كلمات قبيحة جديدة مما سمعه من سب ولعن وسرعان ما يحاكيها ويرددها وتصبح عادة لديه، وثانيا إن هذه الكلمات تحمل إيحاءات سلبية سيكون لها صدى في مسار بناء شخصيته مستقبلا؛ حيث تعمل عملها السلبي في توجيهه، كما أن الكثير من الأدعية الأبوية مستجابة فورا؛ لاسيما إن لم تكن في لحظة غضب وكانت مقصودة، وقد يستجيب الله تعالى دعاء أم أو أب دعا بالسوء على أبنه فيرى ذلك في مستقبل أيامه، ولذلك نهى النبي  عن الدعاء على الأولاد والأموال والأنفس، خشية أن يوافق ساعة إجابة، فقال : (لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، وَلا تَدْعُوا عَلَى أَوْلادِكُمْ ، وَلا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ) رواه مسلم، ومن حسن حظ الآباء والأبناء ورحمة الله تعالى بهم أن الله تعالى لا يعجل الاستجابة للدعاء بالسوء على الأبناء حالة الغضب؛ فقال تعالى : (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)، قال ابن كثير: (يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده، وأنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم، أو أموالهم، أو أولادهم؛ في حال ضجرهم، وغضبهم، وأنه يعلم منهم عدم القصد بالشر إلى إرادة ذلك، فلهذا لا يستجيب لهم - والحالة هذه - لطفاً ورحمة، كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم، أو لأموالهم، أو لأولادهم، بالخير والبركة والنماء»
فحري بالآباء تحاشي التلفظ بالكلام البذيء على مسمع الأطفال؛ لأن لهم بحكم السن سرعة كبيرة في الحفظ والمحاكاة والترديد؛ لاسيما في السنوات الأولى من العمر حيث يحرصون على محاكاة كل جديد في السلوك أو الكلام، فإن حدث أن صدر عن الطفل لفظا بذيئا فليبادر الوالدان لعلاج ذلك بالنهي عنه وإبداء عدم الرضى أو حرمان الطفل من بعض الهدايا التي اعتاد أخذها حتى يرتدع، ولا يترك ليتمادى حتى يصبح اللفظ عادة عنده؛ وليكونا قدوة له فلا يسمع منهما إلا طيب الكلام وحسنه فيتربى عليه ويبني عليه قاموسه اللغوي تدريجيا.
ع/خ

من ذكرياتي بمدينة قسنطينة: «طلاق مُعلّق مُغلّف بالبكاء»


حقائق، وذكريات، ولطائف حلوة جميلة باقية في الذاكرة لا تُنسى؛ منها أن رجلا. من مدينة قسنطينة، زارني في مسكني مقابل جامعة الأمير؛ كان رجلا في الأربعينيات من العمر، تبدو على وجهه علامات الحزن، والهم، والقلق. فسـألته أهوِّن عليه: ما مشكلتك يا أخي؟!! فأجاب بصوت، وبنبرة خافتة: إن مشكلتي صعبة (بزاف)، ولا أرى لها حلاً؛ لقد خسرت زوجتي، ولي منها خمسة أولاد. وأنا الآن هائم على وجهي، وضاقت علي الأرض بما رحبت، ولا أنام الليل، وأمضي وقتي بين ألم الحزن، ووجع الفراق، فلا حياة لي بعدهم أبكيهم، وأدعو الله أن يصبرني  على وحدتي، فسارعت بسؤاله: هل ماتوا جميعا؟!! فصاح في وجهي !يا أستاذ، لم يموتوا، فزوجتي، وأبنائي ما زالوا على قيد الحياة. ومشكلتي أنني طلقت زوجتي الطلقة الثالثة فأصبح طلاقها بائناً بينونة كبرى، وأصبحت الآن محرمة علي إلى الأبد كما قال لي بعض المشايخ. وأنا أحب زوجتي أم أولادي ولا أطيق فراقها ولا أسمح أن يتزوجها غيري. فرجعت إلى نفسي، وندمت على تسرعي، وأصبح كلانا مكلوميْن: فأنا مكلوم بتسرعي في سؤالي وهو مكلوم بتسرعه في طلاقه.
ومن حسن حظي قبل حسن حظه أني وجدت له مخرجاً؛ فطلاقه معلق بنيته في منع زوجته من زيارة أهلها وليس طلاقها، والطلاق المعلق لا يقع عند كثيرٍ من العلماء. فوجهت كلامي له: أبشر يا أخي، إن طلاقك لم يقع، ولا يُحسب، وامرأتك لم تطلّق منك، ولم تحرم عليك ! راح يستمع إلي بدهشة وكأنه لا يصدق، وبعد أخذٍ، وردٍّ، اقتنع، فأقبل علي مبتسماً وبدت على وجهه علامات البهجة، والبشاشة، والسرور. ولكنه فاجأني بوضع كفتيّ يديه على عينيه، ووجهه، وطأطأ رأسه، وأجهش بالبكاء كما تبكي النساء. فاختلطت دموع الفرح بدموع الحزن، وقلت في نفسي: سبحان الله يبقى المسلم في قلبه ذرة من خير وتفاؤل لا تفنى. ومن ثم خرج مسرعاً وودعني.
حمدت الله أنني وجدت حلاً لمشكلته، وأنني لم أُفتِ بتحريم زوجته عليه ولم أحكم بطلاقها منه، وإلا طلقني معها. ثم تذكرت الحديث الشريف:»ثلاث جِدهن جد، وهزلهن جد: النكاح، والطلاق، والعتاق.» وتذكرت الحديث:»أبغض الحلال إلى الله الطلاق.» أشار العلماء إلى أن إسناد الحديث ضعيف ولكن معناه صحيح. وأكاد أجزم أن كثيراً من المسلمين زوجاتهم محرّمةً عليهم لكثرة تلفّظ ألسنتهم بالطلاق.

اختراع مصحف إلكتروني للمكفوفين


توصل فريق بحثي سعودي لاختراع مصحف إلكتروني للمكفوفين يقوم بتحويل أحرف برايل الثابتة إلى متحركة، تتشكل إلكترونياً حسب آيات القرآن الكريم والأحرف العربية والصفحة وذلك في تصميم يساعد الكفيف على الوصول إلى الصفحات والسور والأجزاء بسرعة وسهولة. وحسب وسائط إعلامية فإن اختراع المصحف الإلكتروني سيرفع أوجه الصعوبة التي يواجهها المكفوفين في تلاوة القرآن الكريم بالمصاحف الورقية المطبوعة بطريقة برايل، حيث أن مصاحف المكفوفين الورقية تتكون من 6 مجلدات كبيرة جداً، يصعب حملها والحصول عليها ناهيك عن ثقل حجمها وعدم إمكانية الوصول إلى الصفحات أو السور بسهولة. وتابع الفريق البحثي، الذي يترأسه باحث الدكتوراه في إدارة المعرفة بجامعة الملك عبدالعزيز مشعل الهرساني، هذا الابتكار منذ كان فكرة وحتى تحويله إلى واقع ملموس ومنتج جاهز للانتشار في أرجاء العالم العربي الإسلامي.

الأمة المسلمة يمكن أن تستعمل إن أحسنت توظيف فرص النجاح


من خلال هذه المعطيات التي أوردناها في المقال السابق حول الإخفاقات وفرص النجاح؛ يمكن أن نقول أن الأمة ليست بالبعيدة عن الاستعمال إذا تحققت ببعض المواصفات وحققت بعض الشروط، يمكن إجمالها في قوله تعالى :  وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا  يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا  . يضاف إليها أن يحسن المسلمون قراءة المتغيرات الإقليمية والدولية، ومن ثم التعامل مع هذه المتغيرات تعاملا أمثل، وحسن قراءة الفكر السنن والتداول الحضاري، واستغلال الفرص التي من خلالها يُعَرِفُون بدينهم الحق ويزيلون الصور النمطية العالقة في أذهان المخالفين لنا، وعدم إهدار للإمكانات . ونرفع أكف الضراعة قائلين اللهم استعملنا ولا تستبدلنا، إذ أنه ورد في الحديث  إذا أراد الله بعبْدٍ خيرًا استعمله 

القرارات العشرون لمجمع الفقه الإسلامي حول كورونا
 (19) يجوز عقد النكاح عبر وسائل الاتصال المتعددة عند الحاجة ما دام يحتوي على الأركان والشروط اللازمة، وذلك بمعرفة السلطات المعنية، ويجب أن تقتصر حفلات الأعــراس على الأقربين من أهل العروسين، وبأقل عدد ممكن مع مراعاة الأحكام والتوجهات الطبية.

فتاوى

عشر فتاوى للمصاب بكورونا
ما تزال المؤسسات والهيئات الإسلامية تصدر تباعا فتاوى تتعلق بمرضى كورونا وشؤون عباداتهم؛ فبعد القرارات العشرين لمجمع الفقه الإسلامي، وفتاوى اللجنة الوزارية للإفتاء بالجزائر أصدر مركز الإفتاء الرسمي، التابع للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في الإمارات، 10 فتاوى رسمية ردا على أسئلة واستفسارات لمرضى من المصابين بفيروس كورونا المستجد؛ وهي:(1) لا يجوز للمريض قصر الصلاة، كون القصر خاصا بالسفر. (2) التنفس الاصطناعي لا يفسد الصوم إذا خلا من مواد تبلغ الحلق.، (3) سحب الدم من الصائم للفحوص لا يؤثر في صحة صومه، (4)- زكاة الفطر واجبة على من يقدر عليها، وغير مرتبطة بالصيام، (5) المسحة الطبية لفحص فيروس كورونا لا تؤثر في صحة الصوم.، (6) يمكن أداء الصلاة حسب القدرة، ولأحوط إعادتها بعد الشفاء، (7) من واظب على عمل صالح وتوقف عنه لشيء خارج عن إرادته فله أجره.، (8) ذكر الله أجره كبير ولا يحتاج إلى طهارة ولا إلى هيئة معينة.، (9) لا حرج في تأخير الصلاة بسبب المسكنات، لكن يجب قضاؤها.، (10) على مصابي «كوفيد- 19» المفطرين قضاء أيامهم بعد التعافي.

الرجوع إلى الأعلى