يحل على المسلمين في المعمورة بأسرها شهر رمضان الكريم ليجد الناس أنفسهم أمام تغير الكثير من العوائد والعادات فنمط الأكل والشرب تغير من وجبات عدة طيلة اليوم إلى وجبتين رئيسيتين الفطور والسحور، نمط المعيشة من التقشف والاقتصاد إلى البذل والإنفاق قد يصل الأمر حد الإسراف والتبذير، ولكن هل هذا التغيير المنشود في حياة المسلم في هذا الشهر الفضيل والذي هو بحق شهر التغيير؟.

فالتغيير المنشود في هذا الشهر الكريم حتى يحدث الأثر المرجو منه ، ويحقق المقصد المراد والهدف المنشود هو تغيير النفوس من السيئ إلى الحسن ، ومن الحسن إلى الأحسن ، نرتقي بتفكيرنا وتصورنا ، وسلوكنا وأخلاقنا ، ونمط التعاطي من مجريات الأحداث تعاطيا إيجابيا ، مصدقا لقوله تعالى : {لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا بأنفسهم} هذا الشهر الذي جعله الله تبارك وتعالى وسيلة لتحقيق الجوهرة المفقودة التقوى { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون }مما لاشك فيه أن الإنسان يحمل في طوايا نفسه سلوكيات وأخلاق حميدة وأخرى سيئة تتجاذبه وتتنازعه فتارة يغلب جانب الخير على الإنسان فيرتقي في مدارج السالكين  فتطغى السلوكيات الحميدة فيغدو وكأنه مالك رحيم وأحيانا أخرى ولأسباب عديدة وعوامل شتى ينحدر هذا المخلوق العجيب إلى مدارك الردى فتطغى عليه تلكم السلوكيات الفاسدة والأخلاق الذميمة فيصبح كالبهائم بل هو أضل سبيلا ، فكان شهر رمضان محطة للتخلية يتخلى فيها الإنسان من كل أسباب الفساد وعوامل الشر و محطة للتحلية يتحلى فيها بكل معاني الفضيلة ووسائل الصلاح وفي هذا السياق روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله: كلُّ عملِ ابن آدمَ له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنَّة، وإذا كان يومُ صومِ أحدكم، فلا يرفُثْ ولا يصخَبْ، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتَله، فليَقُلْ: إني امرؤ صائم، والذي نفسُ محمد بيده، لخُلُوفُ فمِ الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، للصائمِ فرحتانِ يفرحهما: إذا أفطر فرِح، وإذا لقِي ربه فرح بصومه)؛ متفق عليه
هذا هو التغيير الحقيقي في هذا الشهر الكريم وبهذا العلو والسمو في الخلق والتغيير في النفس يحقق المسلم مقصود الشارع من هذا الشهر الكريم فيتطهر حقا من الأدران ويتحرر من الأهواء ويحقق العبودية الحقة لله تعالى وإذا انتصر على ذاته وهواه سهل عليه النصر على الأعداء . ولعل هذا المعنى من شهر قد غاب عن أذهان المسلمين فأصبح رمضان شهرا كباقي الشهور، تقع فيه الموبقات وتقترف فيه أشنع الجرائم وأبشع الآثام.

أول تراويح منذ عامـين دون تباعد بالحـرمين و الأقصــى
على غرار مساجد العالم العربي والإسلامي التي تجاوزت بفضل الله تعالى مرحلة الجائحة أقيمت أول صلاة تراويح في الحرمين الشريفين منذ عامين بدون تباعد وقيود جائحة كورونا، واستنادا لوسائط إعلامية فقد ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) مساء الجمعة، أن أجواء روحانية حفت قاصدي المسجد الحرام في صلاة التراويح في أول ليلة من ليالي الشهر الفضيل، إضافة للمسجد النبوي، وكان قائد قوات أمن العمرة، قد أعلن الجمعة، اكتمال كافة الخطط استعداداً لشهر رمضان المبارك.
من جهتها أعلنت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي -من خلال الخطة التشغيلية التي وضعتها في شهر رمضان المبارك لهذا العام، عودة الصلاة في الحرم القديم لجميع الزوار والمصلين ابتداء من اليوم الجمعة، مع استمرار تخصيص الدخول للروضة الشريفة بالحجز عبر تطبيق «توكلنا أو اعتمرنا». وأكدت سعيها في تقديم أرقى وأفضل الخدمات لقاصدي المسجد النبوي، وإبراز الجهود الكبيرة التي تقدمها الدولة في خدمة ضيوف الرحمن والمعتمرين والزوار.
كما نقل تلفزيون فلسطين شعائر صلاة التراويح من داخل المسجد الأقصى المبارك في أول ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك لعام 2022 ميلاديًّا 1443 هجريّا صلاة التراويح في الأقصى، وأدى المصلون شعائر صلاة التراويح في خشوع في باحات الأقصى دون تباعد في مظهر احتفالي بسبب شهر رمضان المعظم.

من المعـارك الفقهية الناجحة لعلماء الجزائــر
من المعارك الفقهية التي خاضها بعض علماء الجزائر معركة منزلة الشرفاء في الشرع الإسلامي؛ حيث أثارها الشيخ صالح بن مهنا المولود في كركرة قرب مدينة القل سنة 1840 م حسبما كتب أبو منصف؛ حين ادعى البعض ومنهم أحمد بن دادا أن جميعهم في مرتبة واحدة وبالغ في رسالة سماها (ضوء الشَّمس) في وصفهم حيث رد عليه بن مهنا برسالة سمَّاها (تنبيه المغترين في الرَّدِّ على إخوان الشياطين)، معتبرا أن الشرف مرده إلى التقوى «إن أكرمكم عند الله أتقاكم»وقال إنهم يحاسبون عن أعمالهم مثل كل الناس وأنهم غير معصومين، وصادف ذلك ظهور رحلة الورتلاني؛ بتحقيق صالح بن مُهَنَّا في تونس سنة 1321 هـ-1903م، حيث علّق فيها على قول الورتلاني: ((أنَّ الأشراف ثلاثة أقسام: طائعون ومستورون ومتجاهرون، والتعظيم للقسمين الأولين دون الثالث... فهذه الفرقة الثالثة، أي: العصية من الأشراف غير معتبرة عندنا))، فعلق ابن مهنا بقوله: ((قلتُ: دلَّ كلامه على أن من خالف السنة والشَّرع غير معتبر ولو كان مُدَّعيا للصَّلاح أو الشَّرف أو العلم)). ثمَّ ختم: فهذه الفرقة غير معتبرة عندنا، وناهيك به علمًا، وديانة، وصلاحًا، وولاية فأين هو من أولئك الحمير؛ فهاج القوم، وكلَّفوا الشيخ عاشور الخَنْقِي (1929-1848))، فكتب كتاب (منار الأشراف على فضل عصاة الأشراف ومواليهم الأطراف)، حيث أن الخنقي ختم كتابه بقصيدة «ترقيص أطفال الكتاب ..» مطلعها: عجبا لابن مهنا صالح كيف تهنا *** هد من كل اعتبار شرف الأشراف منا. ثم لما لم يقض الخنقي شيئا بسبب قوة ابن مُهَنَّا العلمية استنجدوا بالشيخ الوزَّانيّ المغربي، وردَّ على ابن مُهَنَّا بكتاب (السَّيف المسلول باليد اليمنى لقطع رأس ابن مُهنا)،وهو موسوعة شتائم؛ حدث هذا رغم أن الفقهاء المسلمين منذ القدم يتوافقون وما ذهب إليه ابن مهنا؛ اعتمادا على ما روي من قوله عليه الصلاة والسلام: (ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه) ؛ وقالوا في شرحه: (من أخره عمله عن دخول الجنة فليس نسبه هو الذي يسرع به إليها، وإنما العبرة بما يقوم في القلوب وبالأعمال، وإنما يحصل ذلك بالتقوى والإيمان والعمل الصالح؛ لأن العبرة عند الله عز وجل بالتقى والأعمال الصالحة كما قال عز وجل: ((إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ))؛ فقد رفع الإسلام سلمان فارسٍ وقد وضع الشرك النسيب أبا لهب وأبو لهب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ابن عبد المطلب، وهو من أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من ناحية النسب.  

فتاوى
lحُكم من مات وعليه صيام ؟
اختلفت المذاهب فيه، فمالك رحمه الله ذهب إلى أنه لا يصام عنه ولا يطعم عنه إلا أن يوصي بذلك. وذهب الشافعي رحمه الله إلى أن وليه يطعم عنه ولا يصوم، وذهبت الحنفية إلى أن وليه يصوم عنه فإن لم يستطع انتقل إلى الإطعام. وفرق قوم بين صوم رمضان والنذر، فرأوا صوم وليه عنه في النذر دون رمضان. وسبب اختلافهم هذا تعارض القياس مع الآثار، وذلك أن الأثر ثبت فيه صوم الولي عن الميت، فمن ذلك حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام قال:»من مات وعليه الصيام صام عنه وليه» [متفق عليه]، وثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهرٍ أفقضيه عنها؟ فقال صلى الله عليه وسلم: لو كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها ؟ قال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: فدين الله أحق بالقضاء» وجاء أيضا «أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، أفأصوم عنها ؟ قال صلى الله عليه وسلم: أرأيت لو كان عليها دين أكنت تقضينه ؟ قالت: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: فدين الله أحق بالقضاء». ونقل الشوكاني عن البيهقي أنه قال: والجمهور على أن صوم الولي ليس بواجب، وذهب مالك وأبو حنيفة والشافعي في الجديد إلى أنه لا يصام عن الميت مطلقا، وقال الليث وأحمد وإسحاق وأبو عبيد: إنه لا يصام عن الميت إلا النذر، وتمسكوا بالمنع بما روي عن ابن عباس أنه قال: ((لا يصلي أحد عن أحد ولا يصم أحد عن أحد)). فهذا ما جاء في الآثار، وأما القياس فالصوم من الأصول التي لا ينوب فيها أحد عن أحد، فكما أنه لا يصلي أحد عن أحد، ولا يتوضأ أحد عن أحد، فكذلك لا يصوم أحد عن أحد، فمن رجّح القياس قال: لا صيام على الولي، ومن أخذ بالنص في ذلك قال بإيجاب الصيام عنه. ومنهم من صرف النص إلى صيام النذر حتى لا يصدم بالقياس، ومنهم من خير بين الصيام والإطعام محاولا التوفيق بين الآية وهي: «وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين»، والأثر. أورده ابن رشد في بداية المجتهد. ومن المعلوم لدى الأصوليين أنه إذا تعارض النص والقياس قدم النص، إذ لا معدل عنه وخصوصا إذا كان صحيحا قد توفرت فيه شروط الصحة التي اشترطها الأصوليون، وعليه فالنص يقضي بالصيام ولم يخص نذرا من غيره، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن مطلق الصيام الفرض فقضى بأداء الولي عن ميته، وسئل عن صوم النذر فلم يختلف الحال عن الأول، فلم يدخل في باب المطلق والمقيد. موقع وزارة الشؤون الدينية.

أخلاقيات التاجر في الإسلام
الصدق (1) لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ " [التوبة: 119]، والقائل أيضًا في شأن المنافقين الكاذبين: " فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ " [محمد: 21]. ففي الأثر: (التاجر الأمين الصدوق المسلم مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة») رواه الترمذي وغيره.، وروي عنه: أنه خرج إلى المصلَّى فرأى الناس يتبايعون، فقال: ((يا معشر التجار))، فاشرأبَّت أعناقهم؛ استجابة لنداء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((إن التجار يُبعَثون يوم القيامة فجارًا، إلا من اتقى الله وبرَّ وصدَق)) ومن مقتضيات الصدق أن لا يحلف التاجر يمينا غموسا وهو كاذب، عن ثمن سلعة أو نوعيتها؛ أو مصدرها، أو تاريخ صلاحيتها، بغرض إقناع المشتري باقتنائها؛ أو يكذب في الوزن والكيل أو هامش الربح، لعل ذلك يطرح البركة في ماله وتجارته ويحفظ سمعته عند زبائنه ومحيطه؛ فقد كان الصدق أبرز صفة للتجار المسلمين الصالحين في تاريخهم؛ حتى جعلوا من الصدق وسيلة لنشر الإسلام والدعوة إليه في المناطق التي لم يدخلها جيش مسلم على غرار إفريقيا واندونيسيا وماليزيا وغيرهما

أركـان الصيام
للصيام في الفقه المالـكي ركنان لا يصح بدونهما
(أولهما) النية: هي القصد لتمييز العبادات بعضها عن بعض، وهي عزم القلب على فعل الأمر دون تردد، ومن شرطها أن تكون قبل طلوع الفجر؛ لما روي عَنْ حَفْصَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قَالَ: (مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ الفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ)، رواد الدارمي والنسائي.
(ثانيها) الإمساك: وهو الكف عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس؛ لقوله تعالى: ((وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ))

الرجوع إلى الأعلى