مع عودة صلاة التراويح لسالف عهدها بعد انفراج أزمة الوباء، سجلنا هذا العام ظاهرة بث تلاوات القراء وأئمة التراويح عبر فضاءات التواصل الاجتماعي؛ حيث أتاحت تكنولوجيات الإعلام الحديثة للكثير منهم نقل تلاواتهم أثناء الصلاة نقلا مباشرا أو تسجيلها وإعادة بثها؛ سواء من قبلهم أو من قبل بعض متابعيهم،  بعد الصلاة، ما مكن المتابعين من الاستماع لمختلف الأصوات والمقامات سواء من داخل الجزائر بجنوبها وشمالها أو من مختلف ربوع العالم العربي والإسلامي؛ حيث نافست المواقع الالكترونية كبرى الفضائيات التي ظلت لسنوات تحتكر البث المباشر لمثل هكذا مناسبات.

وقد تابعنا عشرات التلاوات من ولايات جزائرية مختلفة؛ لاسيما من مسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة ومسجد القطب بتندوف ومساجد أخرى بولايات سكيكدة وقالمة والبرج وسطيف وجيجل ووهران وغيرها، ومن كل مسجد من هذه المساجد تنبعث أصوات عذبة لمقرئين جزائريين من مختلف الأعمار، متقنين للحفظ والأداء وملتزمين بأحكام التلاوة، كما تناقلوها عن القراء، لاسيما وأن جل من استمعنا إليهم التزموا برواية ورش رواية أهل الجزائر منذ قرون، وما لاحظناه أن جلهم من الشباب؛ سواء منهم خريجو الكليات الشرعية والمعاهد الدينية والزوايا أو العصاميين، وهو ما يبشر بخير كبير؛ لكون هذا الجيل الشاب قد ورث الأمانة عمن سبقه من مشايخ الجزائر الذين بالكاد حافظوا على الأمانة ونقلوها في ظروف تاريخية عصيبة، علاوة على كونه جيلا متحكما في التكنولوجيا يعيش بها عصره، ويخدم دينه، وقد غصت الصفوف خلفهم بالمصلين، كما لاقى بثهم تفاعلا بالتعليقات عبر المواقع الالكترونية.
وبعدما تجاوز المجتمع ومعهم القراء الجدل العقيم الذي ظهر لسنوات حول حكم التصوير في المساجد وخارجها؛ حيث ركن الجميع لرأي المجيزين بعدما وقفوا على أهمية تقنية التصوير في حياة الناس واكتشفوا تهافت أوجه الاستدلال التي حاول بها البعض تحريمها ووقف التطور التكنولوجي الزاحف، دخل البعض اليوم في جدل آخر وإن كان أقل حدة حول حكم أخذ الأجرة عن تلاوة القرآن الكريم في مثل هكذا مناسبات، وقد نشر بعض الفقهاء الجزائريين فتاوى مفصلة بالأدلة أورد فيها رأي المانعين وحججهم ورأي المجيزين وهم جمهور العلماء وحججهم، وانتصر معظم من انخرط في هذا النقاش لرأي جمهور الفقهاء المجيزين، وإن فرقوا بين الإمام الموظف الذي يتقاضى أجرة من الدولة مقابل خدمته، والمتطوع، فالأول لا يشترط الأجرة وتباح إن أعطيت له؛ بينما أباحوا للثاني اشتراط ذلك بشروط وضوابط شرعية.
لكن الكثير من القراء وأئمة التراويح عبروا في فضاءات التواصل الاجتماعي عن استيائهم مما نشرته بعض وسائل الإعلام من أن القراء المرموقين يأخذون 100 مليون سنتيم مقابل التلاوة الرمضانية لصلاة التراويح؛ حيث فندوا ذلك وشجبوه، ورأوا فيه ضربا من التشويش على رسالة القراء وإخلاصهم لكتاب الله تعالى بل ونظم بعضهم قصيدة شعرية في الرد على ما اعتبروه مزاعم.
ولم يمنع هذا وغيره القراء من مواصلة تلاواتهم العطرة لاسيما وأن تراويح هذا العام وإن كانت بحزب واحد إلا أنها جمعت الرجال والنساء في مساجد واحدة وبصفوف دون تباعد، ومن شأن نشر مثل هكذا قراءات مباشرة وغير مباشرة أن تسهم في أخلقة فضاءات التواصل الاجتماعي وإعطاء مساحات واسعة للراغبين في متابعة أشهر القراء الجزائريين من مختلف الولايات متابعة مباشرة أو غير مباشرة.
وقد سلك القراء بهذا النشر مسلك أئمة المساجد الذين لجأوا خلال العامين الماضيين إلى أسلوب البث المباشر للدروس عبر فضاءات التواصل الاجتماعي، بسبب تعطيل الدروس المسجدية أو تحجيم وقتها بسبب الوباء، وقد حقق الأئمة نسبة متباعدة محترمة تمكنوا من خلالها الإبقاء على حبل التواصل مع رواد مساجدهم، حتى انفرج الوضع الحي وعادت الأمور لمجراها تدريجيا.                                                      ع/خ 

لجنة الفتوى توضح بشأن سنية الإمساك قبل الأذان
بعدما انتشرت بعض المنشورات التي ألفها الجزائريون كل عام تشكك في سنية الإمساك المقرر من قبل الهيئات الشرعية بالجزائر، بما يعادل  عشر دقائق قبل أذان الفجر، وتدعي أنه من السنة أن يمسك الصائم مع الأذان لا قبله، معتمدة على بعض أقوال مذاهب أخرى وعلماء من المشرق، ردت لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية عبر موقعها في الفيسبوك على هذا الادعاء ونشرت فتوى أجابت بها عن سؤال يقول صاحبه سمعت أن ما جرى به العمل في البلدان الإسلامية من تحديد الإمساك بعشر دقائق قبل الفجر بدعة مخالفة للسنة، فهل هذا صحيح؟
فأجابت: هذا الكلام غير صحيح، وهو مردود بالسنة النبوية الصحيحة، وما جرى به العمل في هذه البلدان يستند إلى ما رواه الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه «أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ تَسَحَّرَا، فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ سَحُورِهِمَا قَامَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الصَّلاَةِ فَصَلَّى، قُلْنَا لِأَنَسٍ: كَمْ كَانَ بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سَحُورِهِمَا وَدُخُولِهِمَا فِي الصَّلاَةِ؟ قَالَ: قَدْرُ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً». وربما اعترض بعضهم على هذا الاستدلال بأن الوقت المقصود هنا هو الفراغ من السحور والقيام إلى صلاة الصبح، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقوم للصبح بعد الأذان مباشرة، بل يصلي سنة الفجر ثم يضطجع قليلا، فيكون هذا هو المقصود من كلام أنس رضي الله عنه. والجواب عنه أن نقول: إن أنسا رضي الله عنه قصد الوقت ما بين السحور ودخول الفجر، بدليل ما جاء في الرواية الأخرى عند البخاري عن أنس رضي الله عنه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: «تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَ الأَذَانِ وَالسَّحُورِ؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً». وفي رواية النسائي عن أنس رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَذَلِكَ عِنْدَ السُّحُورِ: «يَا أَنَسُ إِنِّي أُرِيدُ الصِّيَامَ، أَطْعِمْنِي شَيْئًا، فَأَتَيْتُهُ بِتَمْرٍ وَإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ، وَذَلِكَ بَعْدَ مَا أَذَّنَ بِلَالٌ، فَقَالَ: يَا أَنَسُ، انْظُرْ رَجُلًا يَأْكُلْ مَعِي، فَدَعَوْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَجَاءَ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ شَرِبْتُ شَرْبَةَ سَوِيقٍ وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ، فَتَسَحَّرَ مَعَهُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ». وفي هذه الروايات تصريح بأن سحورهما كان بعد أذان بلال، وبلال كان يؤذن الأذان الأول، كما دل عليه ما رواه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ بِلاَلًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، ثُمَّ قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا أَعْمَى، لاَ يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ لَهُ: أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ». وأن قوله: «كَمْ كَانَ بَيْنَ الأَذَانِ وَالسَّحُورِ؟»، أي كم كان الوقت بين فراغهما من السحور وأذان ابن مكتوم رضي الله عنه حيث كان يؤذن عند طلوع الفجر، وصرح بهذا ابن حجر في كتابه فتح الباري بعد أن أورد الروايات فقال: «فعلى هذا فالمراد بقوله: «كَمْ كَانَ بَيْنَ الأَذَانِ وَالسَّحُورِ؟»، أي أذان بن أم مكتوم، لأن بلالا كان يؤذن قبل الفجر والآخر يؤذن إذا طلع». وبهذا تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمسك عن سحوره إذا قارب الفجر ولم يكن يستمر في أكله وشربه حتى يسمع أذان الفجر. والله ولي التوفيق، وهو الهادي لأقوم طريق.

 للدين أهمية نفسية وصحية في الحياة
يعتقد الملاحدة أن الإلحاد هو العلم، وهو الكفيل بتحرير الإنسان من خرافات الدين، وتعاليمه وقيوده، وهم يتعاملون مع الإنسان كما لو أنه مجرد مادة أو آلة غافلين عن الجانب الروحي الذي يصنع سعادته وشقاءه فالحضارة المعاصرة على ما حققته من الرفاه المادي بعيدا عن الدين لم تجلب له السعادة التي ينشدهاـ فالأبنية الفخمة تسكنها قلوب محطمةـ والمدن المتلألئة ببريق الحضارة هي بؤر الجرائم ومصانع المصائب والحكومات الجبارة مصابة بالدسائس الداخلية وعدم الثقة؛ والمشروعات الضخمة تبوء بالفشل نتيجة لخيانة القائمين بها: لقد أصبحت الحياة غير مرغوب فيها رغم التقدم المادي الهائل. و كل هذا وذاك يرجع إلى حرمان الإنسان من نعمة الإيمان بالله لقد حرمنا أنفسنا من المنبع والأساس الذي هيأه لنا خالقنا ومالكنا . إن سبب الأمراض النفسية التي أشرت إليها حقيقة واضحة جلية اعترف بها علماء النفس وقد لخص عالم النفس الشهير (بروفيسور يانج) تجاربه عنها في الكلمات التالية: طلب مني أناس كثيرون من جميع الدول المتحضرة مشورة لأمراضهم النفسية في السنوات الثلاثين الأخيرة . ولم تكن مشكلة أحد من هؤلاء المرضى – الذين جاوزوا النصف الأول من حياتهم وهو ما بعد 35 سنة – إلا الحرمان من العقيدة الدينيةـ ويمكن أن يقال: إن مرضهم لم يكن إلا أنهم فقدوا الشيء الذي تعطيه الأديان الحاضرة للمؤمنين بها في كل عصرـ ولم يشف أحد من هؤلاء المرضى إلا عندما استرجع فكرته الدينية. ولو أردنا المزيد من الإيضاح فلسوف أقتبس من الأستاذ (ا. كريسي موريثون) رئيس أكاديمية نيو يورك (سابقا) قوله : (إن الاحتشامـ والاحترام والسخاءـ وعظمة الأخلاق والقيم والمشاعر السامية، وكل ما يمكن اعتباره (نفحات إلهية) – لا يمكن الحصول عليها من طريق الإلحادـ فالإلحاد نوع من الأنانيةـ حيث يجلس الإنسان على كرسي الله، لسوف تقضى هذه الحضارة بدون العقيدة والدين. وقال نهرو وهو يخاطب مؤتمر المستشرقين الذي انعقد في دلهي في يناير من عام 1964 والذي اشترك فيه ألف ومائتان من الممثلين من جميع أرجاء العالم قال: إنني سياسي ـ ولا أجد وقتا كثيرا للإمعان والتفكير، ولكنني أضطر في بعض الأحيان أن أفكر: ما حقيقة هذه الدنيا ومن نحن؟ وماذا نقوم به؟ إنني على يقين كامل أن هناك قوى تصوغ أقدارنا. وهذا هو الشعور بعدم الطمأنينة الذي يسيطر على أرواح الذين يكفرون بالله معبودا لهم ويخيل إليهم في غمرة الملذات المؤقتة والأعمال الدنيوية الشاغلة أنهم قد ظفروا بالاستقرار ... ولكنهم لا يلبثون أن يحسوا مرة أخرى بأنهم محرومون من الطمأنينة والسعادة والاستقرار. إن الكثير من عامة الناس في بلادنا العربية والإسلامية تهيمن عليهم خيالات مُفادها أن الفرد في المجتمعات الغربية يعيش السعادة القصوى  وأن الشقاء والتعاسة مقيمان في العالم العربي، وليطمئن الجميع أنه إذا كان للشقاء أكواخ في عالمنا العربي فله قصور فخمة في العالم المتقدم ذلك أن حكمة ربك جعلت السعادة لا تقيم إلا في القلوب العامرة بذكره الراضية بقضائه رغم الألم ولذلك كان أسلافنا يقولون: إننا نعيش سعادة لو علمها الملوك لقاتلونا عليها، وسئل معاوية رضي الله عنه ويوصف بأنه أعدل ملك في الأرض وهو يحكم ما بين البرتغال والهند: من أسعد الناس؟ قال: رجل له زوجة وأولاد لا يعرفنا ولا نعرفه.

تعيين أول محامية محجّبة مستشارة لملكة بريطانيا
أصبحت البريطانية من أصل بنغلاديشي سلطانة تافادار، أول محامية جنائية محجبة يتم تعيينها في منصب مستشار الملكة، والذي يعد أعلى منصب يمكن أن يصل إليه محام في إنجلترا. واستنادا لوسائط إعلامية فقد قالت تافادار: «إنها تجربة سريالية، أنا سعيدة للغاية، لا سيما أنني أول محامية محجبة تم قبولها في نقابة المحامين»، مشددة على أن «تمثيل جميع الأفراد وفئات المجتمع أمر مهم حقا.. آمل أن ما حققته يساعد  الشابات المحجبات الأخريات على أن تصبح أحلامهن حقيقة».

الرجوع إلى الأعلى