من المشكلات الإجتماعية السائدة عند الكثير من الأسر الجزائرية اختلاط مال بعض الأبناء بمال أبيهم في حياته؛ سواء في التجارة أو المؤسسات، أو الأملاك، دون بيان لنسبة ملك كل طرف، ما يطرح إشكالات وتترتب عليه خلافات عائلية أثناء تقسيم التركة، فقد يتفرغ أحد الأبناء دون سائر إخوته للتجارة مع أبيه أو في مزرعته أو مصنعه أو مؤسسته، ويسهم معه في تنمية ثروته، وما قد يقتنيه بموجبها من عقارات ومنقولات، ثم يتوفى الأب تاركا الأموال باسمه؛ ويورث خلافا لأبنائه؛ حيث سيطالب الابن المشارك لأبيه في حقه من هذه الممتلكات قبل تقسيمها، وقد لا يسايره في ذلك إخوته، فيحرمونه من هذا الحق، ويدرجون كل ما ترك في ملك الأب المتوفى؛ فيضيع حق أخيهم وجهده، ويأكلون ما لا يحل لهم شرعا، وربما يكون هؤلاء الأشقاء قد تفرغوا للعلم والوظائف دون أخيهم الذي استنفد عمره في تنمية ثروة أبيه.

وإذا كان الأصل أن تحدد نسب مساهمة الأبناء مع أبيهم من شراكتهم في التجارة أو المؤسسة أو التملك وتسجل؛ إلا أن العرف تجاوز هذه الضمانات؛ حيث ينفرد الأب في التصرف في الملك ونسبته إليه دون أبنائه، مهما أسهموا فيه، ونظرا لتفاقم المشكلة في الجزائر وفي بعض البلدان العربية فقد حاول كثير من العلماء التصدي لعلاجها والحيلولة دون الخلافات الأسرية و الشقاق بعدئذ بين الإخوة، ومنهم الأستاذ حسام الدين عفانة الذي اقترح ثلاثة حلول عملية لفرز حقوق الابن إن لم تكن مفروزة ابتداء من:  
(أولها): أن يعامل الابن في هذه الحالة معاملة الأجنبي بدون محاباة فيقدر لهذا الابن جهد أمثاله في عمل مشابه لعمل أبيه فيقوم اثنان أو أكثر من أهل الخبرة والمعرفة بتقدير جهد المثل للابن عن المدة التي اشتغل فيها مع أبيه وبالتالي يكون الابن شريكًا لأبيه في المحل التجاري حسب النسبة التي يقدرها أهل الخبرة كالربع أو الثلث أو غير ذلك وبناءً على ذلك إذا توفي الأب فإن حصة الأب من المحل التجاري تكون حقًا للورثة ويكون الابن المعني أحد الوارثين.
(ثانيها): أن يقدر أهل الخبرة والمعرفة للابن الذي عمل مع أبيه أجر المثل فيعامل مثل العامل الأجنبي فيعطى الابن أجرًا مماثلًا لأجر عامل يقوم بمثل عمله، فيصرف له ذلك الأجر. وفي حال وفاة الأب كان الابن الذي عمل مع أبيه كغيره من الورثة.
(ثالثها): أن ينصف الأب ابنه الذي عمل معه بأن يخصه بعطية من المال تقابل عمل الابن معه؛ بشرط أن تنفذ العطية حال حياة الأب، ولا تكون مضافة لما بعد الموت، وهذا الأمر جائز شرعًا على قول جماعة من أهل العلم وغير مخالف لمبدأ العدل في العطايا والهبات للأبناء؛ فقد قرر جماعة من الفقهاء جواز تخصيص أحد الأبناء بالهبة لسبب مشروع، ولا ينافي مبدأ العدل بين الأبناء الذي حث عليه الرسول صلى الله عليه وسلم؛ بقوله: «اتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم»؛ لأن التفضيل بهذه العطية معلل بمسوغ شرعي، وهذه الأحاديث تحمل على التفضيل بين الأولاد لغير مسوغ شرعي، أما إذا وجد مسوغ شرعي فلا حرج. وبهذا قال علماء كثر منهم ابن تيمية وبعض المؤسسات الفقهية المعاصرة. ليدعو في خلاصة مقترحه أن ينصف الأب ابنه الذي اشتغل معه دون إخوته بطريقة من الطرق التي ذكرتها سابقًا.
ومن شأن هذه الحلول العملية أن تعالج الكثير من المشكلات القائمة بين الابناء بعد وفاة أبيهم؛ لأن من بين أخطر معوقات تقسيم التركة وقطيعة الرحم، ولجوء الأشقاء إلى المحاكم، مطالبة أحد الإخوة بحقه في ملك أبيه قبل تقسيم التركة، وهو حق مشروع إن تفهمه إخوته؛ لكن قد لا يجاريه هؤلاء في مطلبه لاسيما وأن الوثائق مسجلة باسم الأب.                                     
ع/خ

منافسة إسلامية على أكبر مصحف في العـالم
 لاتزال المنافسة الشريفة بين المسلمين للحصول على شرف تصميم أكبر مصحف في العالم قائمة ؛ لاسيما خلال العقد الأخير في ظل تطور وسائل الطباعة وأدوات النسخ ووسائله.
وفي هذا الصدد احتفلت قيادات دينيّة في مدينة كابل العاصمة الأفغانيّة عام 2009م بتسجيل تصميم أكبر مصحف للقرآن الكريم في العالم، وقد استغرق تصميمه وخطّه خمسة أعوام، هذا المصحف عبارة عن 218 صفحة، في سبعة أقدام (3.5م)، أمّا عرضه فعشرة أقدام (5م)، وآياته خُطّت بأكثر من ثلاثين نوعاً من أنواع الخطوط العربيّة؛ وذلك حسب ما نشرته وسائل إعلام. وأشرف على العمل «سيّد منصور ناديري»، أمّا الخطّاط فهو «محمّد صابر ياقوتي» بالتعاون مع تلاميذه.
من جانبه نجح رجل الأعمال الفنان السوري محمد ماهير هادري في كتابة أول مصحف شريف مطرز في العالم، وهو يمثل شكلاً جديداً من الفن الذي يمتزج فيه فن الخط والتطريز؛ حيث أمضى حوالي 12 عاماً في إنجازه مستخدماً ماكينة خياطة عادية، خيط السلك، بصفائح مخملية ويد ماهرة؛ لخياطة الآيات القرآنية على الصفائح. بحسب وسائط إعلامية، القرآن المطرز يحتوي على 426 صفحة، قياس الصفحة حوالي 80 سم طولاً و60 سم عرضاً (من قماش القطيفة الأسود)، ويبلغ وزن المجلد 15 كلغ، أما وزن الـ12 مجلداً مجتمعة فيصل إلى 200 كلغ»، ويقدر ثمنه بـ5، 6 مليون دولار. وقد كُتبت الآيات وخُطّت بخيوط ذهبيّة وعرض باسطنبول سنة 2016 في معرض الخط العربي وعُرض في معرض جائزة دبيّ الدوليّة للقرآن الكريم.
كما سهر المصري سعد محمد حشيش على مثل هكذا مشروع؛ محاولا إنجاز أكبر مصحف مكتوب بخط اليد، ليصبح الأول في كتابة نسخة لمصحف بطول 700 متر، وعرضه بالقاهرة، من خلال صور التقطها له؛ حيث ينوي تقديم طلب لدخول موسوعة قينيس، ويقول عن هذا المشروع: (جعلت من فن الخط وسيلة لتحقيق حلمي بعدما أجبرتني الظروف الصعبة على ترك دراستي مبكرًا قبل حصولي على الشهادة الابتدائية واستغرقت في كتابته ثلاث سنوات ومن مالي الخاص). 

دار الإفتاء المصرية على خطى لجنة الفتوى الجزائرية
على غرار ما شدّدت عليه لجنة الفتوى بالجزائر حول الإمساك، أكدت دار الإفتاء المصرية على أنه «يجب على المسلم أن يحتاط وينتهي من سحوره قبل أذان الفجر، حتى لا يقع في شبهة».وقالت إنه «إذا كان المؤذن يؤذن عند دخول وقت الفجر، فإنه لا يجوز للصائم أن يشرب بعد الشروع في الآذان لأن الله تعالى أوجب الإمساك عند دخول الفجر»، مشددة على أنه يجب الإمساك عند سماع الأذان. وأكدت أن «الأكل والشرب مباح إلى طلوع الفجر، وهو الخيط الأبيض الذي جعله الله غاية لإباحة الأكل والشرب فإذا تبين الفجر حرم الأكل والشرب وغيرها من المفطرات، ومن شرب وهو يسمع أذان الفجر فإن كان الأذان بعد طلوع الفجر فعليه القضاء وإن كان قبل الطلوع فلا قضاء عليه».

80 ألفا أدوا أول صلاة جمعة من رمضان بالأقصى
أدى زهاء 80 ألف فلسطيني من الضفة والخط الأخضر أول صلاة جمعة بالمسجد الأقصى، وسط تعزيزات أمنية للكيان الإسرائيلي؛ الذي نشر جنوده وطوق كل الطرق المؤدية للمسجد، وحسب وسائل إعلام فإنه لم يسمح بالصلاة إلا لكبار السن والنساء، فيما لم يسمح لسكان جنين بالوصول للمسجد وأوقفوا عند حاجز قلابية بحجة أن الشهيد رائد حازم الذي اغتاله الكيان الصهيوني بتل أبيب من جنين.

أنا مصاب بمرض الربو، واستعمل البخاخة خلال النهار، فهل صيامي صحيح أو أنا مفطر باستعماله؟
إذا استعمل الصائم المصاب بمرض الربو البخاخة خلال النهار فإن صومه صحيح ولا يفسد بذلك، والأصل في ذلك الاستحسان، لأنه مضطر إليها ولا يستغني عنها، ولو منعناه من استعمالها لكان في حرج شديد، وربما هلك. ولأن أعراض ضيق التنفس تعتريه في رمضان وغيره، فيعفى عنه كما عفي عن غبار الطريق ودخان الحطب، وكما عفي عن غالب غبار الدقيق والجبس وغبار الكيل بالنسبة للصانع، بل العفو عن البخاخة أولى لتحقق الضرورة، والله تعالى يقول في كتابه العزيز: ((وما جعل عليكم في الدين من حرج)). ويقول: ((يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )). وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: (إن الدين يسر). الشيخ الدكتور موسى اسماعيل
استيقظت في الصباح وقد بلغ مني العطش مبلغا ودون أن أرى الساعة شربت من شدة العطش، وعندما تفطنت ونظرت إلى الساعة وجدتها الرابعة وخمسين دقيقة، فما هو الحكم الديني والشرعي في صيام هذا اليوم؟ وما يوجبه علي الدين ليصح صيامي؟
أنت متيقن بأنك شربت بعد طلوع الفجر فيجب عليك القضاء لإبراء الذمة، وكونه حصل عن طريق الخطأ فلا إثم عليك ولا كفارة، لأن المخطئ معذور لقوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286]. ولقوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وما استُكْرِهُوا عليهِ). غير أن رفع الإثم والكفارة لا يعني سقوط القضاء.
 لجنة الفتوى- وزارة الشؤون الدينية

منبر جديد للحرم المكي في حلة جديدة
نصب منبر جديد للحرم المكي في حلته الجديدة حيث دشنه الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الذي تناغم مع عدد من الاعتبارات الهامة تحاكي روحانية المكان. ونقلت وسائط إعلامية عن رئيس المسجد قوله، إن «المنبر يعد أحد الشواهد على العناية والاهتمام بالحرمين الشريفين، وتستمر أعمال التطوير بهما ودعم كافة الجوانب المتعلقة بتيسير أداء العبادات على القاصدين، وتسخير كافة العوامل المساندة للعاملين لتقديم الخدمة المثلى».

من أعلام الجزائر
العلامة محمد العربي بن التباني. ولد بقرية رأس الوادي بسطيف سنة 1315هـ ؛ حوالي 1897-1898 م)، واستنادا لما ورد في المكتبة الجزائرية من ترجمته فقد تلقى تعليمه الأوّلي في قريته حيث حفظ القرآن الكريم وبعض المتون وبعض المبادئ في العقائد والنحو والفقه على يد عدة مشايخ وعلماء، ثم رحل إلى تونس ومكث بها أشهراً درس أثناءها على أيدي بعض مشايخ جامع الزيتونة المشهورين. وبعدها رحل إلى المدينة المنورة حيث لازم فيها كبار العلماء، ومنهم العلامة أحمد بن محمد خيرات الشنقيطي، والعلامة حمدان بن أحمد الونيسي شيخ العلامة عبد الحميد بن باديس، وقد التقى به الشيخ عبد الحميد عند ذهابه إلى الحج والشيخ عبد العزيز التونسي. ثم رحل إلى دمشق وكان يزور المكتبة الظاهرية ودار الحديث الأشرفية، ثم قصد مكة المكرمة حيث وصلها عام 1336هـ. وبدأ بالدراسة في حلقات العلم بالمسجد الحرام.  وفي عام 1338هـ عين مدرساً بمدرسة الفلاح بمكة المكرمة. واشتغل بالتدريس تحت أروقة الحرم المكي الشريف. وتخرج من تحت يديه تلاميذ منهم العلامة علوي بن عباس ومحمد نور سيف بن هلال ومحمد أمين كتبي.. وقد ترك مصنفات كثيرة منها: اعتقاد أهل الإيمان بنزول المسيح، خلاصة الكلام فيما هو المراد بالمسجد الحرام، إسعاف المسلمين والمسلمات بجواز القراءة ووصول ثوابها إلى الأموات، تنبيه الباحث السري إلى ما في رسائل وتعاليق الكوثري، إتحاف ذوي النجابة بما في القرآن الكريم والسنة النبوية من فضائل الصحابة. وله كتب كثيرة لم تطبع مثل: حلبة الميدان، وبراءة الأبرار، ومختصر تاريخ دولة بني عثمان، إدراك الغاية من تعقب ابن كثير في البداية. توفي الشيخ محمد العربي التباني في شهر صفر عام 1390هـ (أبريل 1970 م) بمكة المكرمة، وصلي عليه بالمسجد الحرام ودفن بمقابر المعلاة.