من يوم إلى آخر تتأكد الحاجة أكثـر إلى توغل الجزائر في العمق الإفريقي، و لعب ورقة ثاني أكبر قارة في العالم من حيث المساحة و عدد السكان ، و من ثمة مزاحمة الكبار الذين يريدون إعادة اكتشاف هذه القارة الغنية طمعا في استنزاف المزيد من ثرواتها الطبيعية التي لا تنضب و غزو أسواقها المتنامية رغم الفقر المدقع لشعوبها المضطهدة.
و الجزائر اليوم و بعد أن استعادت عافيتها الداخلية و حصّنت مواقعها مع جيرانها، أصبح من الحيوي بل من الإستراتيجي، تسريع عملية الإندماج الإفريقي بشكل مكثف و الحضور بمعناه الواسع إلى جانب الصينيين و الأمريكيين و الأوروبيين و الروس الذين إذا دخلوا بلدا فلن يغادروه إلا بعد أن يتركوه جاثما على ركبتيه.
و يبدو أن الجزائر صاحبة الصورة الناصعة البياض في القارة السمراء و المكانة الخاصة في قلوب الأفارقة المضطهدين، تملك مفاتيح اللّعبة الإفريقية
و تتحكم فيها إلى حد كبير، و محكوم عليها أن تأخذ هذه الوجهة بالذات لأن الوجهات الأخرى أغلق فيها اللّعب بشكل رهيب، نظرا للضغوطات و المساومات التي تمارس يوميا لحمل بلدان محددة على تعديل سياستها الخارجية.
و الحقيقة أن بلادنا لم تقطع الصلة بالعمق الإفريقي، لكي تجدّده اليوم بنفس العزيمة
و الشجاعة و النزاهة، و إنما الأزمة الأمنية التي عرفتها البلاد في التسعينات هي التي أعطت انطباعا عاما، بأن الجزائر تراجعت وتوقفت عن سياسة التمدد لحماية خاصرتها من الجنوب.
إن المساهمة السياسية الشجاعة للجزائر في تحرير الشعوب الإفريقية من الإستعمار الأوروبي البغيض، و المساهمة المالية في تنمية عدة بلدان فقيرة خلال سنوات السبعينات و الثمانينات، تشفع لها اليوم في العودة من الباب الواسع، لأن لديها ما تقدمه للأفارقة في مساعدتهم على حل مشاكلهم التنموية و الأمنية المستعصية.
و تجد البلدان الإفريقية، خاصة ذات الأنظمة الهشة و الجيوش الضعيفة، في بلد محوري مثل الجزائر، حليفا نزيها يساعدها على مواجهة عدوهما اللذوذ الفقر و الإرهاب، بحكم التجربة المشهودة في مجالي التنمية الإجتماعية و مكافحة ظاهرة الإرهاب.
و تحظى الجزائر في هذا المجال بالدعم الأمريكي الصريح الذي مافتئ يعبر عنه المسؤولون الأمريكيون و حتى الأوروبيون، إلى درجة أنهم وصلوا إلى قناعة راسخة، مفادها أن هذا البلد البوابة لا يمكن تجاوزه في رسم الحلول التنموية و الأمنية في القارة الإفريقية التي أصبح يتهددها الإرهاب في ضرب مصالح الدول العظمى بشكل مثير.
إن هذه المهمة النبيلة التي يقودها الدبلوماسي المحنك رمضان لعمامرة ، تحت الرعاية المباشرة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تبدو مضمونة النتائج بحكم معرفة الرجلين بخبايا القارة و تمرسهما في هذا الملف الذي يشكل المعادلة الأساسية في السياسة الخارجية للجزائر، بعد انحسار البعد العربي و الأوروبي.
ثم أن الوصفة التي تقدمها الجزائر لمعالجة آلام إفريقيا، تختلف عن الوصفات الأخرى التي ربما تزيد في الآلام و الدموع، حيث أن الجزائر تربط أمن و استقرار القارة بالتنمية التي يجب أن يساهم فيها كبار المنتفعين لمساعدة الشعوب على الإستقرار
و توقيف الهجرات المعاكسة باتجاه أوروبا.
إن العمق الإفريقي للجزائر يجد صداه أكثـر في الإستجابة مثلا لنداء الرئيس الإيفواري الذي يزور بلادنا رفقة قرينته التي تنحدر من مدينة قسنطينة، حيث دعا المؤسسات الجزائرية إلى الإستثمار في بلاده، و هو من دون شك أمل الرؤساء الأفارقة الذين استقبلهم رئيس الجمهورية طوال السنوات الماضية في إطار زيارات ترتكز على جوانب دبلوماسية و اقتصادية بالخصوص.
و يجد رجال الأعمال و المتعاملون الإقتصاديون العموميون و الخواص، فرصة سانحة لدخول الأسواق الإفريقية التي لا تزال عذراء و لا تعتمد شروطا تعجيزية، كما تفعل نظيرته الأوروبية التي أصبح من الصعب اقتحامها.
الإقتصاد الوطني المرشح للنهوض في السنوات القليلة القادمة، وأن يصبح تنافسيا ، محكوم عليه من الآن البحث عن أسواق في دول الساحل و أدغال إفريقيا
و الإستجابة للحاجيات المتنامية للشعوب.
النصر
ورقة العمق الإفريقي
-
الخطوط الجوية الجزائرية تدعو الحجاج الى الاسراع بحجز تذاكرهم عبر الانترنت
دعت شركة الخطوط الجوية الجزائرية، في بيان لها اليوم الخميس، المواطنين المسجلين ضمن قوائم الحج لهذه السنة الى الاسراع...
مرابي يؤكد حرص القطاع على مواصلة استحداث هياكل لضمان عملية تكوينية نوعية
أكد وزير التكوين و التعليم المهنيين، ياسين مرابي، يوم الخميس بالجزائر العاصمة، حرص القطاع على مواصلة استحداث هياكل...
ولايات الجنوب: العمل على تسهيل النشاط الفلاحي من خلال توفير الطاقة والأسمدة
أكد وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، على عمل دائرته الوزارية من اجل تسهيل وتطوير...
نحو ربط شبكات كهرباء الشمال والجنوب لتعزيز الاستثمارات: الحكومة تحضر لتنظيم أعمال الوقاية من حرائق الغابات
شرعت الحكومة في التحضير لتنظيم وتنسيق الأعمال المتعلقة بالوقاية من حرائق الغابات، بهدف تحديد الإجراءات الاستباقية التي تشارك في...
1
-
قدرات التخزين بلغت 267 ألف قنطار: الوادي تتخطى عتبة 10 آلاف هكتار من الحبوب
أكدت مديرية المصالح الفلاحية بالوادي، أن الموسم الحالي ينتظر حصاد أزيد من 10 آلاف هكتار من الحبوب، منها 68.39 في...
مستشفى خنشلة: تشغيل جهاز متطور لفصل الصفائح الدموية
تم، أمس، تشغيل جهاز فصل الصفائح الدموية بالمؤسسة العمومية الاستشفائية، أحمد بن بلة، بولاية خنشلة، بقيمة مالية تفوق 1...
بئـر عميقـة لتزويـد 3 بلديـات
انتهت التجارب النهائية لضخ بئر بعمق 300 متر وتجهيزه بأنابيب قطرها 314 ملم وتسجيل تدفق نسبته 20 لترا في الثانية لأول...
تسامرت بالبُرج: غـلق نهائي للمفرغة العشوائية ببني لعلام
شددت مصالح دائرة برج زمورة على تطبيق الإجراءات الصارمة، لردع المخالفين في حال التخلص العشوائي من بقايا الردم...
1